المحامية جميلة هردل واكيم- مديرة مشاركة في الجمعية:
في كل مرة نتوجه للسلطات ونطالبهم بتطبيق القوانين وتشديد الرقابة يكون الجواب أن منطقة حيفا هي المنطقة الأكثر فحصا في العالم
فتائج الرصد الجزئي تشير الى وجود نسبة عالية من المواد الخطرة والتي تتجاوز المعايير المنصوص بها بنسب عالية تتراوح بين 10%-1200%
للأسف وزارة حماية البيئة تعمل كوزارة لحماية الصناعة حتى أننا اضطررنا مؤخرا لتقديم التماس ضدها كي تقوم بنشر نتائج الفحوصات البيئية في المصانع
هل يتم مراقبة ورصد المواد الملوثة في الهواء في منطقة حيفا وعكا- المنطقة السباقة في نسبة الأمراض الخطيرة والسرطان في الدولة؟ الجواب هو لا! فبالرغم من وجود 26 محطة لرصد الملوثات في الهواء، فإن هذه المحطات تعمل بشكل جزئي جدا، ترصد عددا قليلا جدا من مئات المواد المنبعثة من المصانع، معظمها ضارة بالصحة أو مسرطنة.
المحامية جميلة هردل واكيم
هذا، وعلم مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب من المحامية جميلة هردل واكيم، مديرة مشاركة في جمعية مواطنين من أجل البيئة، ان الجمعية بالتعاون مع الائتلاف لصحة الجمهور قامت بنشر تقرير جديد حول نظام مراقبة تلوث الهواء في منطقة خليج حيفا وعكا، يكشف التقرير عن معلومات مقلقة، والتي رغم نشرها في مواقع الانترنت الخاصة بالسلطات (وزارة البيئة واتحاد المدن لأجل البيئة) فإن هذه المعلومات تعرض بطريقة معقدة ولا تمكن المتصفح العادي بأن يفهمها أو يفهم أبعادها ولذلك فإن طاقم الجمعيات عمل جاهدا في الأشهر الأخيرة لتنزيل البيانات، تحليلها ومقارنتها بالمعايير القانونية وتحرير النتائج بشكل واضح.
معظم محطات رصد تلوث البيئة تعمل بشكل متقطع
يذكر أن نظام مراقبة ورصد تلوث الهواء في اسرائيل يحوي 146 محطة منها 26 محطة موجودة في منطقة حيفا وعكا، ومحطة واحدة في الجليل الغربي (كرمئيل). من المفترض أن تقوم هذه المحطات برصد نسبة التلوث في الهواء بشكل متواصل وذلك بهدف منع ارتفاع هذه النسبة لدرجة تشكل خطرا على صحة الانسان. وحسب نتائج التقرير معظم المحطات لا تعمل بشكل مستمر ومتواصل، كل ايام او ساعات الشهر، وإنما تعمل بشكل متقطع أو تتوقف عن العمل لعدة أيام حتى أن ثلاث محطات توقفت عن العمل كليا منذ بداية السنة ولم يتم تجديد العمل فيها حتى اليوم!
الملوثات تقدر بالمئات إلا ان المحطات ترصد 2-10 منها فقط
يكشف التقرير أيضا أن عدد المواد الخطرة التي يتم رصدها في هذه المحطات في منطقة حيفا وعكا لا يتجاوز العشر مواد في أحسن الحالات (يتراوح بين 2-10 مواد)، بينما عدد الملوثات المعروف عن وجودها في الهواء والتي تصرح بها المصانع يقدر بالمئات! من بين هذه المواد الخطرة نجد الهيدروكربونات، الرصاص، الكادميوم، الفورمالديهايد، المركبات العضوية المتطايرة غير الميثان، المعادن الثقيلة، الأمونيا، كلور الميثان، الكلوروفورم، البروم، الديوكسينات والفوران وغيرها- مواد خطرة وبعضها مسرطنة، ومع ذلك لا يتم رصدها في منطقة حيفا! معظم المواد التي يتم رصدها اليوم هي مواد تصدر بشكل خاص من المواصلات وليس من الصناعة. بعض هذه المواد تواجدت بنسبة عالية في الهواء في الفحص الشامل الأخير الذي قامت به وزارة البيئة في المنطقة في سنة 2007 ومن يومها لم يتم إجراء فحص شامل جديد. ليس فحسب، فنتائج هذا الرصد الجزئي تشير الى وجود نسبة عالية من المواد الخطرة والتي تتجاوز المعايير المنصوص بها في القانون الإسرائيلي بنسب عالية تتراوح بين 10%-1200%!!
البيانات التي ترصدها المحطات هي جزئية
على ضوء الإحصاءات السنوية المقلقة حول ارتفاع نسبة الأمراض الخطرة والسرطانات في منطقة حيفا وعكا مقارنة بباقي المناطق في الدولة، فإن عدم انتظام عمل المحطات وعدم رصدها للمواد الخطرة المنبعثة من المصانع معناه أن البيانات التي ترصدها هذه المحطات هي جزئية ولا يمكن الاعتماد عليها في تحديد مستوى جودة الهواء أو في إيجاد حلول لنسبة المرض المقلقة.
أما المحامية جميلة هردل واكيم، مديرة مشاركة في الجمعية، فقالت: "في كل مرة نتوجه للسلطات ونطالبهم بتطبيق القوانين وتشديد الرقابة يكون الجواب أن منطقة حيفا هي المنطقة الأكثر فحصا في العالم!! هذه ادعاءات مضللة هدفها حماية مصالح أصحاب الأموال الضخمة على حساب صحة الجمهور وهذا التقرير يؤكد ذلك! للأسف وزارة حماية البيئة تعمل كوزارة لحماية الصناعة حتى أننا اضطررنا مؤخرا لتقديم التماس ضدها كي تقوم بنشر نتائج الفحوصات البيئية في المصانع وذلك كما يلزمها القانون".