المحامية انصاف أبو شارب في مقالها:
شبح "العنوسة" الذي يطارد مجتمعنا هو صنيعة ذكورية صُنعت خصيصا لخدمة غرائز ذكورية جامحة!
مجتمعًا لا يحترم حقوق المرأة هو مجتمع متخلف ومريض ولا بد من علاج اسباب مرضه اولا ومن ثم المرض نفسه.... المرأة نجمة سماءكم ومكانكم
تُعتبر ظاهرة تعدد الزوجات أحد أقوى الأدوات الذكورية لقمع المرأة وإخضاعها للمستعمرة الذكوريّة وترسيخ موقعها الدوني ونهب حقوقها وسحب هويتها وإلغاء كينونتها
يا من تدعون الحلال والحرام! أتدرون ما هو الحلال؟ أتدرون ما هو الحرام؟ الحرام هو قهر المرأة وسلبها حقوقها الإنسانيّة والطبيعيّة والحلال هو احترامها ومنحها حقوقها! الحلال هو سحق الظلم والظلام والحرام هو الحرمان بكل معانيه
تشير الأبحاث أن تعدد الزوجات يؤدي إلى تدمير الذات والنفس الإنسانيّة للمرأة وأطفالها ويهدم المجتمع كافة بما في ذلك الرجال في غياب العدل وشح المساواة وانعدام القدرة الاقتصادية. مع ذلك هناك ممن ما زالوا يتشبثون بأسنانهم بهذه الظاهرة، بل يذودون عنها تحت عباءة الدين والشريعة وكل ذلك لخدمة أصحاب الرؤية الضيقة ومحبي الذات الأنانية الذين ينادون بالتعدد ويؤيدوه في ظل غياب حوار مجتمعي وهو الامر الذي جعل رموز التخلف يذهبون بعيدا في غيهم متسترين بذلك على المصائب الجمه التي حلت وتحل بمجتمعنا العربي النقباوي بسبب ظاهرة تعدد الزوجات.
هنا لابد من القول إنّ شبح "العنوسة" الذي يطارد مجتمعنا هو صنيعة ذكورية صُنعت خصيصا لخدمة غرائز ذكورية جامحة! يا هذا إذا كنت متزوجًا ولك شريكة حياة وبيت وحياة كريمة ومستقبلًا وأحلامًا وطموحات، لماذا تبحث خارج بيتك ولماذا تفتش عن زوجة ثانية وثالثة ورابعة؟ ما هي معتقداتك وما هي شرائعك؟ هل هي غريزة الامتلاك؟ هل أنت تعيش حالة من الملل والبحث عن الذات الضائعة أم أنك تعشق الماسوشيّة وتتمتع بإذلال النساء وتسخيرهن لأهوائك ونزواتك! يا هذا! يا شهم! يا مخلص "العنوسة"! يا من يضحي بسعادته وراحة باله ليفرح "العوانس" !..انت ايها النشمي المزعوم لم نستنجد بك لتنقذنا من "عنوستنا" ولا من "عقرنا" ولا من "مرضنا المستديم" ولا من "فقرنا" ولا من "قلة حيلتنا"! دعنا وشأننا! إياك وبيتك وزوجتك وأطفالك وأترك المتاجرة بالنساء! كفاك جهلًا وتخلفًا وكفاك ظلاميّة..كفاك زرعًا وحصادًا لظاهرة الظلم والاضطهاد بحق المرأة!..أما آن الأوان أن تزرعوا قمحا ينتج سنابل حقوق وانسانيّة بدلا من القحل والمحل الحاصل في عقولكم ووجدانكم...متى ستخرجون من منطقة صحراء العقول الى مناطق واحات العقول!؟
تُعتبر ظاهرة تعدد الزوجات أحد أقوى الأدوات الذكورية لقمع المرأة وإخضاعها للمستعمرة الذكوريّة وترسيخ موقعها الدوني ونهب حقوقها وسحب هويتها وإلغاء كينونتها لتبقى أبد الدهر رهينة تلهث وراء مملكة الرجل المزعومة وهي في الحقيقة ليس الا سجنًا متعدد الحيطان والاسوار..حيطان واسوار العبوديّة...قيود لا تحصى ولا تعد؟!
إلى الزاعمين وَّهْما بكونهم قيادات مجتمع وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن هذا، في ظل غياب المؤهلات التي تؤهلهُم، نقول انكم عاجزون تماما عن القيام باي دور نصير لحق المرأة لانكم ببساطة تمثلون مجتمعًا ذكوريًا مريضًا ولا تجرؤون على قول كلمة حق وعدل في وجه الظلاميين الكثر ولا تملكون شيء لتقويم مجتمعكم وإرجاع الرشد والصواب لمن ذهبت عقولهم هباءا في غبار شهواتهم وغرائزهم..تستعملون النساء كصوت ترجيحي في الانتخابات ولا تعيروا اي اهتمام لحقوقهن!
يا حيف ويا عيب الشوم و يا للهول ويا له من مجتمع منافق، أصم، أبكم وقاصر.. مجتمع يلهث في سبيل رغباته ويسحق كل ما في طريقه فاقدا جميع الأحاسيس البشرية والقيم الأخلاقية في دثرات النزوات! يدَّعون الدين وما يملكون منه شيء..يجهلون دينهم.. يدَّعون الأخلاق وهي التي غادرتهم للأبد! يدعون العدل ولا يدركون معناه! يدعون المساواة وهي منعدمة في زمن الظلم ولاستعباد! متى تفقهون!؟
يا من تدعون الحلال والحرام! أتدرون ما هو الحلال؟ أتدرون ما هو الحرام؟ الحرام هو قهر المرأة وسلبها حقوقها الإنسانيّة والطبيعيّة والحلال هو احترامها ومنحها حقوقها! الحلال هو سحق الظلم والظلام والحرام هو الحرمان بكل معانيه!
متى ستدرك عقولكم أن عالم المرأة لا يكمن في حالتين لا ثالثة لهن! أن تكون زوجة فلان أو "أخت" و "بنت" فلان وام فلان... هناك إمكانية ثالثة وهي ممكنة، أن تكون المرأة صاحبة الشأن وليست عالة. نعم، لديها القدرات والكفاءات الكافية أن تدير حياتها وأن تملك نفسها لا أن تقاد كالشاة إلى مذبحة التعدد والى حياة بائسة تتقيأها جميع الشرائع!
من أوهمكم بأنكم تملكون قدرات خارقة للزواج المتعدد وتناسي واجباتكم الأخلاقيّة تجاه من أنجبتم وتجاه زوجتكم وشريكة حياتكم! هل تفردتم وحدكم بهذه القوة الجبارة؟ وتناسيتم ما عليكم من واجبات! ان أن تصحوا من هذيانكم! كم يسهل علينا التطاول باللسان وكم يصعب علينا التطبيق الفعلي لواجباتنا تجاه فلذات أكبادنا! تبًا لهم انهم يعيشون في حالة دائمة من انفصام الشخصية ووجوه متقلبة وازدواجية الشخصية.
لن نرقى أبدا ما دمنا نحمل الأفكار الجاهليّة التي ترى بالمرأة وعاء تفريغ للجنس ورحم أمومة! غاية المرأة في الحياة تتعدى ذلك بكثير! وإن عدالة السماء لا ترضى هذا الاستبداد أبدًا. إن مجتمعًا لا يحترم حقوق المرأة هو مجتمع متخلف ومريض ولا بد من علاج اسباب مرضه اولا ومن ثم المرض نفسه.... المرأة نجمة سماءكم ومكانكم...انتم تريدونها نجمة افله وخانعة وماكينة تفقيس ووعاء فارغ لا بل تريدونها فقط جسدا لافراغ نزواتكم...؟؟
أعيدوا حساباتكم وابدأوا بعلاج أنفسكم من هذا المرض الفتاك وأرجوا لكم الشفاء العاجل في أقرب وقت لكف البلايا!
الكاتبة مديرة مركز حقوق المرأة البدويّة "معك" لأجل العدالة الاجتماعيّة وناشطة حقوقيّة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net