الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 23:02

منال موسى بين الأشقاء والأعداء في مواجهة وباء التخوين/ بقلم: موسى حصادية

كل العرب
نُشر: 24/11/14 15:40,  حُتلن: 11:23

موسى حصادية في مقاله:

يبدو أن العالم العربي لم يشف تماما من داء الضغط السريع على زناد الاتهام وممارسة ظلم ذوي القربى فتطل علينا أصوات التخوين والتشكيك أحيانا عن جهل أو عمى أو مصالح أو كافتها مجتمعة كما تجلى في قصة الفنانة الواعدة ابنة دير الأسد هذه اليمامة الفلسطينية الحسناء صاحبة الصوت الجميل منال موسى 

ما جرى يستدعي أن نصرخ صرخة منال موسى فهي صرختنا وحنجرتنا ووجهنا جميعا

منذ مشاركتها في المسابقة ذاقت منال موسى من كأس التخوين والتشكيك الذي تجرع كثيرون منه خاصة من قبل وسائل إعلام عربية صفراء أو عمياء لا فرق

من غير المعقول السكوت على عودة وباء التشكيك والتخوين من قبل الأم الهاربة من ولدها لا سيما أنه جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية وقد اشتد ساعده وصار قادرا على إسماع صوته في كل الدنيا

المشكلة ليست بأحلام بل بالفضائية التي تغلب اعتبارات الربح والمعايير الشخصية على قيمة النزاهة والمنافسة النظيفة نحو إطلاق وصقل المواهب في الوطن العربي 

لست واثقا بنزاهة عملية التصويت الهاتفي لا سيما أن سلوك بعض طاقم الحكام غير مهني ومريب وربما هذا سبب هروب راغب علامة من هناك

في عام 48 ترك فلسطينيو الداخل لوحدهم هم وربهم وذاقوا مرارات وعذابات النكبة والحكم العسكري وما بعدهما بعدما تركتهم العالم العربي كما تترك الأم طفلها الصغير بالسرير وتهرب. تمضي السنين وتعود الأم لتلتقي بالابن المتروك فتشكك به وبهويته بدلا من احتضانه وتعويضه عن خيانتها له. طيلة عقود ظل العالم العربي ينظر نظرة الريبة، الشك والتشكيك نحو " عرب إسرائيل " و " عرب اليهود " حتى نهض المارد من قمقمه للمرة الأولى في يوم الأرض الأول عام 1976 فصرنا بقدرة قادر " عرب الصمود " و " عرب الأرض المحتلة " و" حراس الوطن " الخ وتعمقت النظرة الإيجابية بعد هبة القدس والأقصى عام 2000. ومع ذلك يبدو أن العالم العربي لم يشف تماما من داء الضغط السريع على زناد الاتهام وممارسة ظلم ذوي القربى فتطل علينا أصوات التخوين والتشكيك أحيانا عن جهل أو عمى أو مصالح أو كافتها مجتمعة كما تجلى في قصة الفنانة الواعدة ابنة دير الأسد هذه اليمامة الفلسطينية الحسناء صاحبة الصوت الجميل، منال موسى في المنافسة التجارية الطابع والهدف، " آراب آيدول ".

التخوين والتشكيك 
منذ مشاركتها في المسابقة ذاقت منال موسى من كأس التخوين والتشكيك الذي تجرع كثيرون منه خاصة من قبل وسائل إعلام عربية صفراء أو عمياء لا فرق. وهذه كما قلنا مأساة قديمة إذ حرم الكثيرون منا من دخول بلدان عربية بذريعة جواز السفر الإسرائيلي فيما دخلها يهود إسرائيليون بجوازات سفر أجنبية وإسرائيلية بل شارك وزراء إسرائيليون في مؤتمرات دولية أوقات الحروب بل " بعزها وحماها ".

قتل الشخصية لمنال موسى
بعض " الأشقاء الأعداء " ارتكبوا جريمة قتل الشخصية لمنال موسى وعبرها أساءوا مجددا لكل شعبها الفلسطيني خاصة المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل فانشغلت أوساط إعلامية في الأردن، مصر ولبنان عن مذابح سوريا والعراق وانهمكت بالتفتيش عن الماضي العسكري لمنال موسى وعرضت في تقارير صحفية كمجندة وكأنه بسببها احتلت يافا وحيفا ودخلت " داعش" الرقة. إذا كان هذا هو حال الصحافة فكيف للمواقع الاجتماعية التي تنشر دون رقابة وأدوات غربلة خالطة الحابل بالنابل الحقيقة بالكثير من الأخطاء والفريات والشائعات. وكل ذلك بهدف حرمان منال موسى من فرصة نيل ما تستحقه كأجمل أصوات المسابقة التي يبدو أن غريبة الأطوار " أحلام " تشد بكافة خيوطها من خلف الكواليس بفلوسها ونفوذها في الفضائية فيفلون ما تريد " الملكة " التي تبدو كبائعة الفجل في سوق شعبي. المشكلة ليست بأحلام بل بالفضائية التي تغلب اعتبارات الربح والمعايير الشخصية على قيمة النزاهة والمنافسة النظيفة نحو إطلاق وصقل المواهب في الوطن العربي. ولذا لست واثقا بنزاهة عملية التصويت الهاتفي لا سيما أن سلوك بعض طاقم الحكام غير مهني ومريب وربما هذا سبب هروب راغب علامة من هناك.

منال مليحة العرب ومغنيتهم
ما جرى يستدعي أن نصرخ صرخة منال موسى فهي صرختنا وحنجرتنا ووجهنا جميعا ومن غير المعقول السكوت على عودة وباء التشكيك والتخوين من قبل الأم الهاربة من ولدها لا سيما أنه جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية وقد اشتد ساعده وصار قادرا على إسماع صوته في كل الدنيا. اليوم منال وغدا أنا وبعد غد أنت ولا مكان للصمت. كانت وستبقى منال موسى تسكن ذاكرتنا الجماعية ووجداننا بصوتها وإطلالتها البهية وبالنسبة لي هي مليحة العرب ومغنيتهم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة