الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 10:02

مقتطفات من واقعنا/ بقلم: المحامي علاء شدافنة

كل العرب
نُشر: 28/11/14 19:47,  حُتلن: 09:20

المحامي علاء شدافنة في مقاله:

نعيش غرباء في وطننا صراعات وأزمات فيما بيننا ونسينا أننا أصحاب ارض

جعلنا من انجازات وفترات الماضي الذهبيّة قضبانًا من حديد تحيط بنا من كل الجهات تمنعنا العيش بالحاضر ولا الخروج نحو المستقبل

تحولنا لخدام ولاجئين في غابات الانتقاد واللوم على بعضنا البعض بدلاً من أن نكون ملوكًا وعباقرة في قصور النهوض والتطور والتقدم الفكري والعلمي لأبنائنا

"الاندلس":
إلى متى سنبقى أمّة تائهة بين خيال حِكًمْ وأمثال وشعارات وأغاني الماضي الجميل وما بين واقعنا المُرْ والجاف، كل ما ضاق بنا الأمر نستعين بمثل أو حكمة لتعزز قلوبنا وتجلي همومنا من دون السعي وراء انجاز عمل فعلي وحقيقي يزيدنا فخامة ومكانة، أن نقول كلمة عربي بفخر وعزة، تمر سنين وسنين لا نحصد إلا كلامًا بكلام ومجرد خطابات ملونة يتم تسويقها واستخدامها في كلا الجانبين السياسي والاجتماعي والأخطر من ذلك وصل الأمر بهم إلى مصائبنا وأحزاننا التي تحولت لمنابر ومنصات يستغلوها فئات عديدة لتعزيز وتقوية مصالحهم العليا تائهين بين السطور العريضة والكلمات المُغرية.

جعلنا من انجازات وفترات الماضي الذهبيّة قضبانًا من حديد تحيط بنا من كل الجهات، تمنعنا العيش بالحاضر ولا الخروج نحو المستقبل لإعداد جيل متقدم علمياً وفكرياً، جيل البناء والصناعة، لا نفرح للحاضر ولا نعمل للمستقبل، اكتفينا بالقول أنه حققنا الدولة الأمويّة في الاندلس ووصلنا قرطبة واليوم لا نستطيع الوصول إلى بردلة.

"فلسطين":
كلمة أو أداة تستخدم لكسب العطف والحنان والشفقة، سنوات من الصراخ في الكنيست والهتاف والعزف والغناء للزعتر والزيتون.. لم يأتوا بشيء، الزعتر تابع لسلطة حماية الطبيعة وشجر الزيتون في حكم القلع والمصادرة، نعيش غرباء في وطننا، صراعات وأزمات فيما بيننا ونسينا أننا أصحاب ارض، وحدة وقضية وحدة وشعب واحد، ترسبات الأزمات باتت تؤثر على حياتنا بشكل غير عادي من القهر والإذلال، نلوم الطرف الآخر ونستهجن أعماله ونرفض تصريحاته ولا نلوم أنفسنا أبداً، ما ذل العرب إلا القادات والمسؤولين الذين أدخلونا في انقسامات إيديولوجيّة وتفرقة حاقدة نحن بغنى عنها، أخذوا الثقة والأمان لأنفسهم وأعطونا القلق، الخوف، عدم الثقة والأمان بالنفس، ركضوا خلف مصالحهم ونسو مشاكل الوطن وهموم المواطن، اليوم قانون "القومية" وغداً قانون "الهجرة".

"نستثمر في البشر ونترك الحجر":
التغيير يبدأ من عندنا.... الأغلبية العظمى تناضل وتجتهد وتتعب ونصل لدرجة المشاجرة في شتى وسائل الإعلام حتى في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل إثبات أن العرب "فاشلين" وأننا في "الحضيض"، أو ليثبتوا للشاعر محمود درويش "إمحى انا عربي" أو لجوليا بطرس وين أردوغان بدلاً من وين الملايين... تحولنا لخدام ولاجئين في غابات الانتقاد واللوم على بعضنا البعض بدلاً من أن نكون ملوكًا وعباقرة في قصور النهوض والتطور والتقدم الفكري والعلمي لأبنائنا، في الغرب يتم تكريم الشخص على أعماله ونجاحه من بداية مسيرته وفي كبره يحصل على غرف من الأوسمة والكؤوس والجوائز، أما عندنا يَتم تكريمه في ذكرى الـ40 من وفاته أو في ذكرى العام لوفاته أو للأسف قد يحصل على حظاً أوفر.

"الشباب نواة المجتمع"
لا نريد أن نكون مجرد حروف وأرقام، نتائج اليوم إن دلت على شيء فإنّها تدل على مصداقيّة وثمار عمل السابقين، حصاد زرعهم الذين عملوا من قبل وغدًا سنكون مكانهم، الكلام من دون عمل لا ينبت في الأرض ولا يثمر، لنترك كل الأخطاء، الإحباط، وكل مخلفات المشاكل والصراعات والأزمات فيما بيننا من وراءنا ونبدأ بتنفيذ أو تنظيم برامج عمل بشكل مهني وفعلي، نعمل على إصلاحات فيما بيننا، نقوم في إعداد برامج محليّة أو قطريّة، فعاليّات، مسابقات، ورشات عمل، محاضرات مضمونها القضاء على كل أشكال العنف والدمار والفساد المتفشي في شرايين مجتمعنا، نعمل على تحسين وتوطيد العلاقات فيما بيننا، وكله يبدأ من الأسرة التي هي نواة المجتمع ينطلق منها الصغار بما اكتسبوا من عادات وسلوكيات ليطبقوها في حياتهم، نحن من نعزز العلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية، نحن حبّات المطر التي تقضي على الجفاف والقحط في المؤسسات التربوية، في الأماكن المقدسة، في الجلسات واللقاءات الاجتماعية، إن كل مسؤول في موقعه من أعلى منصب حتى صاحب المهنة البسيطة يستطيع أن يطرح برنامج أو اقتراح أو فكرة بحسب خبرته وقدرته يجلب بهم الخير والنجاح والتقدم لأبناء حارته أو بلده أو مجتمعه لنحصل على حياة كريمة وراقية ونصبح أصحاب حقوق كاملة على الأرض وعلى الورق، نحظى بالعدل والمساواة الحقيقة وهكذا قد نصل لإثبات أننا اقليه لها وجود بقوة،علميًا سياسيًا، أدبيًا، وحضاريًا.

إكسال

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة