الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:02

ما يحدث في الوطن العربي/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 12/12/14 07:48

د. صالح نجيدات في مقاله:

الظلم والقهر والتجويع والإذلال للشعوب احدث انفجار بركان شعبي كبير سموه الربيع العربي

المواطن هو الاساس والعنصر الهام في الدولة وهو الجزء الأهم والأصيل فيها ومن مكوناتها وهو اصل وجودها

الذي جرى ويجري في الوطن العربي الكبير، هو نتيجة ظلم الانظمة الحاكمة واستبدادها، وتنصيب أنظمه عشائرية لا تعرف للديمقراطية أي معنى، هذا الظلم والقهر والتجويع والإذلال للشعوب احدث انفجار بركان شعبي كبير، سموه الربيع العربي، ولا أدري من الذي سماه هكذا، ولماذا؟ فهو ليس ربيعًا بل خريفًا قاتلًا، لأنه هدم بنية الوطن العربي، وشرد الشعب ودمر الاقتصاد ويتم الاطفال ورمل النساء، وجلب الحقد والكراهية وصب غضبه على والإنسان والبنيان - فالإنسان فقد فيه عقله وضميره وانتماءه الى مسقط رأسه وفقد إنسانيته، فاغتصب وحرق ودمر، وخرب المؤسسات العامة وقتل اخاه الانسان الذي كان البارحه جاره وبث ثقافة الحقد والكراهية والتشاؤم والتحريض المذهبي والطائفي والقبلي، فتكونت الجماعات والتنظيمات والفرق، وتناحرت مع بعضها البعض وحلت خلافاتها بالسلاح والعنف، وهذا أحدث انقساما كبيرا في الوحدة الوطنية لدى الشعوب العربية.

هذا المشهد الذي يركز على ثقافة التدمير والهدم لا التعمير والبناء وإحلال التشاؤم بدل التفاؤل بحاجة الى مصارحة صادقة والانتقاد البناء مع الذات، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا حصل كل هذا؟ وما هو منبع هذه القسوة والغلظة والتصرفات البربرية، وألا انسانية المناقضة تماما للديانة الاسلامية التي تدين بها معظم الشعوب العربية، وكذلك التساؤل عن ما هي علاقة هذا الحقد والغل والطاقة الهدامة على المنجزات الوطنية؟! وأين هي مناهج المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والأدبية والتربوية وأين ائمة المساجد من ذلك؟!!!

فماذا كانت تدرس مدارس الأمّة العربية خلال الاعوام السابقة قبل اندلاع ثورة الربيع العربي؟! وما هي نوع تربيتها؟ وعلى ماذا كانت مواضيع الخطب في المساجد؟ وعلى ماذا ربت الامة العربية اولادها في بيوتهم، وما هو موقف الأمّة من كلام الله الذي ورد في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفه التي نادت ودعت الى التمسك بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وعدم قتل النفس وإثارة الفتن ومنع الظلم والاعتداء والتخريب والدمار والتعاون مع اعداء الأمّة ولماذا الأمّة في واد وعقيدتها في واد آخر وتتصرف كأمه جاهلة؟ الواقع اثبت ان الأمّة ربت ابناءها تربية سلبية على الطائفية والتعصب والبغضاء والكراهية والحقد، فخرج من ابنائها قتلة ينقصهم شعور الرحمة والشفقة والانسانية، وتربوا على الولاء للطائفة وليس للوطن، فلذا دمروا الوطن من أجل الطائفة، وها نحن نحصد نتيجة هذه التربيه السيئة.

ا علاقة الثورة ضد النظام بتكسير الاشارات الضوئية ومصابيح الكهرباء في الشوارع؟! وما علاقة المرافق العامة مثل العيادات والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ان تدمر وتقصف بالمدافع والطائرات؟! هل يعقل أن يدمر الانسان العاقل بيته بيده؟ للأسف هذا الذي حصل ويحصل فدمروا بيوتهم وخربوها بأيديهم، ألم يعلم المواطن الجاني أنّ هذه الانجازات هي ملك له نفسه بناها بعرقه وبالضرائب السنوية التي يدفعها؟.

المواطن هو الاساس والعنصر الهام في الدولة وهو الجزء الأهم والأصيل فيها ومن مكوناتها وهو اصل وجودها، فلماذا يدمرها بدل أن يحافظ عليها ويحارب النظام نفسه فقط؟ فالدولة كما يعرفها القانون، هي الارض والإنسان والسيادة، ولكن للأسف المواطن الغاضب على النظام لا يرى فرقا بين النظام والدولة، لان ممارسة واستبداد النظام افرغ الدوله من مضمونها، ولكن لا يمكن الاستمرار والعبث بمقدرات الامة الى ما لا نهاية، لهذا لا بد من وقف الاقتتال والحروب الاهلية والمصالحة، واستبدال الكراهية بالتسامح والعفو واستبدال الجهل بالرشد والوعي، وتجنيد الشرفاء من ابناء امتنا وهم كثر لإعادة تأهيل الوطن وبنائه من جديد وصهر كل الطوائف والقوميات بالمواطنة الصالحة الواحدة، وتبني التربيه الانسانية السليمة بعيدا عن الغلو والتطرف والعصبية القبلية والطائفية، وبناء الوطن على اساس العدل والمساواة والاحترام بين كل مكوناته وعدم الاقصاء وإعادة الانطلاق نحو ثقافة الاعمار والبناء والى ثقافة التفكير السليم بدل التكفير والى ثقافة البناء وزرع الامل والثقة بنفس الأمّة والمشاركة الواسعة والفاعلة في صنع القرار ورسم صورة للمستقبل مليئة بالأمل والتفاؤل والمحبة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة