اقوال الوالد الجريح لموقع العرب:
* كانت تعاني من الصرع في الماضي
* حاولنا تحريكها ولكن جسمها كان كقطعة خشب
* النشر غير المسؤول يمس بالعائلة الثكلى، ويجب على الصحافة أن تتوخى الصدق في الكتابة
* إنها الوحيدة من بين أبنائي العشرة التي رأيت فيها مستقبل الأسرة من ناحية نيل العلم
"كل من يتناقل كلامًا غير مسؤول أقول له منه لله. لقد وافقت على تشريح جثة ابنتي المرحومة أمل، لأعرف أنا بنفسي سبب وفاتها المفاجئ"، هذا ما قاله في حديث خاص بموقع "العرب"، نسيم (سلامه) أبو رقيق، والد المرحومة أمل التي توفيت أمس الاول في بيتها في بلدة تل السبع عن عمر 22 عامًا. وبسبب تحويل الجثة إلى معهد الطب الجنائي في "أبو كبير"، لم يتم التأكد بعد من أسباب الوفاة.
ويروي نسيم (أبو محمد)، الذي يعمل في مجلس تل السبع، ما حدث مساء الأحد، حيث يقول: "عادت أمل من مدينة بئر السبع عند ساعات الظهر، حيث قامت بتصليح عدسة نظاراتها. وكعادتها نامت في ساعات ما بعد الظهر. بعد أن صليت المغرب، تناولنا معًا البيتسا وطلبت من شقيقيتها زينب أن تأخذ لها قطعة، وفي الوقت نفسه توقظها. بعد برهة قليلة نادت علي زينب وقالت لي "شوف أمل". حاولنا تحريكها ولكن جسمها كان كقطعة خشب. سارعت بنداء شقيقي عامر وطلبت منه أن يفحصها نظرًا لأنها تعاني من الصرع (الابيليبسيا)، حيث اعتقدنا أن الحالة عادت إليها. بدأ عمها بفحص النبض، فقلت له "يجب نقلها بسرعة إلى العيادة القريبة، وبالفعل نقلناها إلى هناك وفهمت من إشارات الطبيب المعالج لعمها أنها فارقت الحياة. بالرغم من ذلك وصلت سيارة إسعاف قامت بنقل المرحومة إلى مستشفى "سوروكا" وهناك أعلن الطاقم الطبي عن وفاتها".
نسيم (سلامه) أبو رقيق، والد المرحومة أمل
ويضيف: "كانت تعاني من الصرع في الماضي وكم من مرة قمت بنقلها على الأطباء بعد ان سقطت – كانت إحدى المرات حين سقطت في الكلية وساعدتها زميلتها. فكرنا في هذه المرة أن الحديث عن إصابة بالصرع ليس أكثر".
هذا، وطالبت الشرطة من المحكمة تشريح جثة المرحومة، وقد وافق على الطلب والد المرحومة أمل حسبما قال. ويقول أبو محمد والتأثير باديًا على وجهه: "النشر غير المسؤول يمس بالعائلة الثكلى، ويجب على الصحافة – خاصة في عصر الانترنت – أن تتوخى الصدق في الكتابة. أنا لا أعلم ما حدث مع ابنتي، وأريد أن أعرف سبب وفاتها في ريعان شبابها أيضًا".
وقد أقامت عائلة المرحومة بيت عزاء في الحارة التي تسكن فيها، حيث توافد العشرات من المعارف والأصدقاء إلى البيت، وقدموا التعازي للوالد المكلوم بقولهم "عظم الله أجركم". ولكن الحقيقة أن المجتمع العربي في النقب هو مجتمع محافظ، وبالتالي لا أحد يسأل عن ظروف وفاة المرحومة أمل. وتنتظر العائلة تحرير جثة المرحومة من المعهد الطبي، لكي يتم دفنها في مقبرة البلدة.
خليل أبو رقيق، ابن عم والد المرحومة
أمل، التي كانت أكبر أخوانها وأخوتها العشرة - كانت تدرس في السنة الرابعة في كلية "سبير" الأكاديمية، وكانت على وشك إنهاء دراستها لتعطي مجتمعها كما هي عادتها. ويقول الوالد بحزن شديد: "إنها الوحيدة من بين أبنائي العشرة التي رأيت فيها مستقبل الأسرة من ناحية نيل العلم، ولم أوفر عليها شيء ودعمتها بكل استطاعتي من أجل مواصلة تعليمها لأنها كانت ابنة ناجحة".
خليل أبو رقيق، مدير قسم المعارف في المجلس المحلي، وابن عم والد المرحومة، حدثنا عن خصال المرحومة الحميدة، حيث قال: "كانت رحمها الله مثالا للطالبة التي تخدم مجتمعها بحيث كانت مشاركة في عدة مشاريع جماهيرية من خلال المركز الجماهيري في تل السبع وجمعية "أجيك". كانت لها مساهمة في العمل مع الطلاب من أجل رفع المستويات التعليمية، وكانت شريكة في برنامج المراكز التعليمية وفعالة بما فيه الكفاية في جهاز التعليم، ولها دورها في مساعدة الطلاب الذين يعانون من مشاكل تعليمية من أبناء الحارة، هذا بالإضافة إلى تعليمها وعملها".