إليكم خطاب عرافة الناشطة الثقافية مها زحالقة مصالحة في استقبال الشاعر المصري المثير للجدل هشام الجخ
أهلا وسهلا بكم السيدات والسادة الحضور من كل بلدان هذا الوطن الأشم... مساء الشعر والكبرياء، مساء التواصل والإباء، مساء القدس الأبية ومساء مصر.
نستقبلُ اليوم على ارض الناصرة قلعة الصمود شاعراً مصرياً دخل قلوب الملايين بتأشيرة آسرة مُفككة لقيود سجنت بين ثنايها قلب أرواح الكثيرين وأفكارهم بكسر قيد الظلم او المحاولة لفعل ذلك.. والجرأة لنقد واقع لئيم أليم لحكامنا العرب! ليل الأوطان يلد نهارها يا شاعر الملايين! هي ثورة فكرية جنودها القلم واللسان والحماس وبعض الخرفان وجحا ضمن رسائل البحر مع الالتزام بصلاة العشا!
على أرضنا ما يستحق الحياة يا ابن النيل! رائحة الخبز والعشب في وطني لها نكهة الأبدية في الخلود! خبزنا يحمر بإحمرار الغُروب في قرانا المهجرة، غروبنا مُختلف...يصرخ ويقول أن الحقوق لا تزول وعلى شمسنا حفرنا حق العودة.
عرفناك هشام الجخ بالتأشيرة والمكالمة وفلسطين وجحا ورسالة إلى البحر وأخواتهن...قصائد ثورية ناقدة صارخة بوجه الطغيان رسول لوجع شعبك والعالم العربي كانت، منارة متقدة بوهج القهر والسلطة ...صوتك سوط للقهر والإضطهاد....أنت ضيف يا ابن مصر على فلسطين الأبية الحرة، فلسطين التي أنجبت الشاعر الأممي الفلسطيني سيد الكلمة محمود درويش،أنت تقف في بلد المناضل توفيق زياد، فلسطين بلد شاعر العروبة سميح القاسم و بلد غسان كنفاني ومعين بسيسو وراشد حسين وفدوى طوقان والقائمة تطول وتطول..... رجال في الشمس همُ وأحرارُ الوطن...في وطني شهيد يودع شهيد...والكرامة تسري في الوريد!.في وطني تزهر شقائق النعمان على قبور الشهداء لترتوي بدم الشرفاء وتنحني الشقائق حين الأم قبر ابنها تُعانق! علمتنا ضربة الجلاد أن نمشي على جرحنا ونمشي ثم نمشي ونقاوم، ونحن لم نحلم بحياة أكثر من الحياة ونحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.
أنت ضيف على ارض صنعت أقلام المقاومة لا المساومة بسواعد الأحرار وصنعت لها مداد الشعر من دم الثوار والمقاومين، ورغم انف النكبة والاحتلال ما بدلنا تبديلا...وبقينا مرابطين على أرضنا محافظين ولتاريخنا حافظين ولضادنا مخلصين !!!
وإن كنتم قد شربتم من نيل مصر وبهرتكم الأهرام والفراعنة فإن وطني عانق قبة الأقصى وركع على أرض القدس الشريف وصلى على أرضه...وعلى عشب الجليل زرعنا الأمنيات...ورأينا خوف الغزاة من الذكريات! وبهرتنا قدرتنا على كسر الحصار بالصمود.
يقول هشام الجخ في رائعته التأشيرة:"بلاد العُرب أوطاني وكل العُرب أخواني..... وكنا نرسمُ العربي ممشوقاً بهامته له صدر يصدُ الريح إذ تعوي ..مُهاباً في عباءته"....
ونحن لا نزال نرسم الفلسطيني شامخاً، ولا يزال الفلسطيني منتصب القامة مرفوع الهامة وعلى كتفه نعشه وبيده قصفة الزيتون! ويقاوم!
نحن الشعب العربي الفلسطيني ولسنا عرب إل 48، نمقت الرقمية في تسميتنا.... وحين تعود إلى مصر يا ابن وطني العربي ويسألونك عنا، قل لهم أننا زُرعنا هنا صنوبراً وسنديان وشقائق نعمان ولنا هنا وطن وكبرياء وصمود وبيوت وماض وحاضر ومستقبل وما بدلنا تبديلا وباقون كقطعة من زجاج وكالصبار في حلوق المحتلين ونملأ السجون كبرياء ونهزم الهزيمة وننشد الأشعار.
كل الشعوب العربية تسكن أوطانها، إلا نحن، فإن فلسطين تسكن فينا، مزروعة في أرواحنا! وهنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون.
إن وجودك بيننا هو أمر طبيعي وليس أمرًا تطبيعيًا أيها الشاعر، سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتلُ!!
وحين يسألون من منحك تأشيرة الدخول إلى الناصرة؟ فإننا نقول!!
منحتك إياها رغبتنا في كسر الحصار الثقافي علينا وعزلتنا عن العالم العربي، منحك إياها جسر التواصل والامتداد الثقافي الحقيقي وتبديد مؤامرة الفئوية بين فلسطين والعالم العربي، كيف لا وأنت قادم إلى ناصرة فلسطين الجليلية الجليلة، قالها سيد الكلمة محمود درويش
واختصر الدنيا حين قال كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين
ولن نسميها إلا فلسطين....
هذا المساء يليق بالناصرة وبك هشام الجخ...
",إن النوق ان صُرمت فلن تجد لها لبناً ولن تجدوا لها لبناً"
"يعصرون الناس زيتاً في فلسطين الأبية ..يشربون الأهل في الصومال أبدا!"
"سُقينا الذل أوعية
سقينا الجهل أدعية
مللنا السقي والساقي"
"حين كبرت لم أعبر ولم أكبر
كبرت أنا وهذا الطفل لم يكبر".