بروفسور مروان دويري في مقاله:
التصويت للقائمة المشتركة سيزيد من احتمالات تنحية نتنياهو وإبعاد بينيت وليبرمان
مقاطعة الانتخابات تكون غير منطقية طالما استمر المقاطعون بالتعاطي مع المواطنة ومع مؤسسات الدولة مثل محاكمها وتأمينها الوطني وغيرها
تقيدا بمبدأ التعددية فإن القائمة المشتركة لن تلغي دور الأحزاب ونشاطها الأيديولوجي في صفوف الجماهير وفي الساحات الإسرائيلية والدولية
من سيحسم مصير القائمة ومصير الائتلاف الحكومة القادم ليس 50% من المصوتين العرب الذين سيشاركون حتما في عملية الاقتراع بل الـ 10% أو الـ 15% الذين سينضمون إليهم وعليه يحظر التخلى عن هذه المسؤولية
عشرة أسباب لماذا سأصوّت للقائمة المشتركة:
1- لنا جذور في هذا الوطن وحصة في هذه الدولة لن نتنازل عنها وعلينا بالعمل لتحويل مواطنتنا لحقيقية.
2- لا يكفي شتم سياسة الحكومات بل يجب عمل كل ما يمكن للتأثير عليها وهذا ممكن بناء على تجربة الماضي حين شكلت الأحزاب العربية جسما مانعا لدعم حكومة رابين مطلع التسعينيات.
3- حين لا تتعامل الأحزاب الصهيونية مع مواطنتنا بجد فإن أخذنا نحن لمواطنتنا بجد وممارسة حقنا في انتخاب ممثلينا يكون تحديا جديا لهذه الأحزاب.
4- في القائمة جميع الأحزاب العربية وتمثيل شبابي ونسائي وبالتالي فهي التعبير الصادق عن المواطنين العرب.
5- القائمة تشمل تمثيلا لقوى يهودية غير صهيونية تشاركنا نضالنا ضد التمييز والاحتلال.
6- بما أن الكنيست ليست الساحة التي تحسم فيها قضايا الخلافة الإسلامية أو النظام الشيوعي أو القومي لذلك حين تتوحد جميع الأحزاب لمواجهة التمييز والاحتلال والعنصرية في الكنيست فيمكن تجاوز الخلافات الإيديولوجية بين الأحزاب وتركها لساحات النضال خارج الكنيست.
7- تقيدا بمبدأ التعددية فإن القائمة المشتركة لن تلغي دور الأحزاب ونشاطها الأيديولوجي في صفوف الجماهير وفي الساحات الإسرائيلية والدولية.
8- أمام دعاة يهودية الدولة "النقية" من العرب فإن وجود نحو 15 عضو عربي في الكنيست الإسرائيلي هو التعبير الفعلي لوجود أقلية قومية في الدولة لها ماض وحاضر ومستقبل.
9- التصويت للقائمة المشتركة سيزيد من احتمالات تنحية نتنياهو وإبعاد بينيت وليبرمان.
10- العمل المشترك بين الأحزاب العربية سيسهم إسهاما جادا في خفض التوترات السياسية والطائفية في مجتمعنا والتعاون معا لخفضها ومواجهة العنف.
عشرة أسباب لماذا لن أقاطع الانتخابات:
مقاطعة الانتخابات هو حق شرعي لأي فرد يجب احترامه ويحظر مهاجمته ولكن من المطلوب مناقشته وها أنا أفعل:
1- مقاطعة الانتخابات، مثلها مثل آلية الإضراب، تكون ناجعة حين يكون شبه إجماع حولها أما حين لا يتوفر هذا الإجماع فتكون نجاعتها كنجاعة إضراب لا تلتزم به إلا أقلية قليلة.
2- في غياب إجماع حول مقاطعة الانتخابات فهي لا تكون عملا حياديا بل زيادة للوزن النسبي لأصوات اليمين وبالتالي تسهم في زيادة التمثيل اليميني.
3- مقاطعة الانتخابات تكون ناجعة كجزء من استراتيجية نضالية كالانتفاضة أو العصيان المدني مثلا والتي تتطلب آليات نضال نشطة وفعالة خارج البرلمان أما المقاطعة دون هذه الآليات تكون مقاطعة عبثية.
4- إذا لم تكن المقاطعة جزءا من استراتيجية نضالية فتكون تسليما أو استسلاما بأن ليس لنا حقوق مدنية في الدولة.
5- مقاطعة الانتخابات تكون غير منطقية طالما استمر المقاطعون بالتعاطي مع المواطنة ومع مؤسسات الدولة مثل محاكمها وتأمينها الوطني وغيرها.
6- رغم عدم انسجامي مع بعض مركبات القائمة المشتركة إلا أنني أغلّب ضرورة التصدي للعنصرية والتمييز فوق أي نقاش أو خلاف أيديولوجي أو حزبي وأواصل جدالي مع الرأي الآخر في إطار تعددية سياسية تحترم الرأي الآخر.
7- مقاطعة الانتخابات المبدئية تلتقي عمليا (بالأرقام) مع المقاطعة السلبية الطبيعية لنحو 20% إلى 40% من الناخبين في أي انتخابات في العالم، وتعطي انطباعا خاطئا أنه يقف وراءها جمهور واسع بينما في الحقيقة أن معظم المقاطعين هم من لم يجدوا وقتا للذهاب إلى صندوق الاقتراع.
8- مقاطعة الانتخابات تلتقي مع مصالح الذين يريدون إقصاء العرب من مؤسسات الدولة ويريدونها دولة يهودية خالية من العرب. لن أساهم في فرحتهم.
9- المقاطعة تجعلني مساهما فعالا في إفشال مشروع وطني يمكن أن ينقل مجتمعنا من حالة الاحتقان والصراع والمنافسة الحزبية إلى حالة التكافل والتعاون لمواجهة قضايانا الحقيقية.
10- أخيرا، من سيحسم مصير القائمة ومصير الائتلاف الحكومة القادم ليس 50% من المصوتين العرب الذين سيشاركون حتما في عملية الاقتراع، بل الـ 10% أو الـ 15% الذين سينضمون إليهم، وعليه يحظر التخلى عن هذه المسؤولية.