الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 01:01

همت يونس المحامية: نسبة العربيات في العمل منخفضة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 19/03/15 19:13,  حُتلن: 16:10

 همت يونس:

عملت كمحامية في القطاع الخاص لعدة سنوات وأردت التغيير

نسبة اشتراك النساء العربيات في القوى العاملة منخفضة بصورة واضحة مقارنة مع مجموعات أخرى من السكان

بادرت إلى سلسلة لقاءات تدريبية للمستشارات للنهوض بمكانة المرأة في السلطات المحلية العربية ولنساء سياسيات وناشطات اجتماعيات عربيات، حيث نرى أنهن وكيلات للتغيير على المستوى المحلي

نادرًا ما نرى عربيًّا في منصب مسؤول في أحد المكاتب الحكومية المسؤولة، ونادرا ما تكون سيدة عربية، لكن المحامية همت يونس شقت طريقًا صعبًا، وتميزت بالعطاء والنجاح في مهامها بمكتب رئيس الحكومة، ليدي أجرت هذا اللقاء مع المحامية همت يونس وتطرقت للكثير من النقاط والتحديات المليئة بالنجاحات.


همت يونس

ليدي: أولاً يشرفنا أن نتعرف على حضرتك ومهامك في مكتب رئيس الحكومة..
همت: المحامية همت يونس لقب أول في المحاماة وماجستير في العلوم السياسية. مؤخرًا أنهيت لقبًا ثانيًا إضافيًّا للإداريين في السياسة العامة في الجامعة العبرية. اعمل في السلطة للنهوض في مكانة المرأة في مكتب رئيس الحكومة ما يقارب 10 سنوات. عملي يشمل مجالات مختلفة لتحقيق المساواة بين الجنسين أمام القانون، في العمل، في الأجور، في التمثيل الملائم في أماكن اتخاذ القرار وغيرها. ادمج بين العمل مقابل المكاتب الحكومية ومؤسسات الدولة المختلفة، وبين العمل في الحقل داخل مجتمعنا العربي. عملنا يشمل إعطاء تقارير مفصلة عن كل اقتراح قانون أو تعديل قانون، وكيفية تأثيرها على جمهور النساء. على سبيل المثال عارضنا وبشدة اقتراح القانون لرفع سن التقاعد للنساء الذي قد يؤثر سلبًا على جمهور النساء عامة والعربيات خاصة. نتابع ونراقب تطبيق القوانين المختلفة التي تتعلق بحماية حقوق المرأة وتمثيلها.

قضية التمثيل الملائم للنساء العربيات في مواقع اتخاذ القرار موجودة بأعلى سلم الأولويات، ونعمل أيضًا في هذا المجال من خلال برامج مختلفة. قمنا بتخصيص ميزانيات لموضوع التمكين الاقتصادي للنساء لأهمية الموضوع، إيمانًا منا إن المرأة المتمكنة والمستقلة اقتصاديًّا تستطيع تغيير مجرى حياتها للأفضل في شتى المجالات.

مجالات عملي مختلفة ومتنوعة والى جانبها، أحاول دائمًا أن أتعلم واستفيد من خطط عمل وأفكار تم تطبيقها في دول مختلفة في العالم، حتى نستفيد من الخبرات الموجودة، ونعمل بما قد يلائمنا من خطط عمل التي حققت نجاحًا في دول أخرى.

ليدي: نادرًا ما نرى عربيًّا ونادرًا جدًّا ما نرى عربية بمهام رفيعة في مكاتب حكوميه كيف وصلت إلى هذه المهام؟
همت: عملت كمحامية في القطاع الخاص لعدة سنوات وأردت التغيير، كان عندي دائمًا اهتمام خاص في قضايا المساواة بين الجنسين، فشاركت في مناقصة تابعة لمفوضية مستخدمي الدولة وتم اختياري. لا شك أن نسبة الأكاديميات العربيات في المكاتب الحكومية غير كافية، والأسباب عديدة وهناك خطط عمل لإزالة العقبات أمام الأكاديميات، من اجل انخراطهن في سوق العمل بما في ذلك في المؤسسات الحكومية.

ليدي: كيف كانت بدايتك وما هو الحال الآن؟
همت: بالنسبة للبدايات، كما هي كل بداية، المجهود المطلوب يكون كبيرًا، يجب إن تتعلم كيفية التعامل في القطاع العام والمؤسسات المختلفة، وبناء شراكات مع القطاع الخاص والتشبيك بين المؤسسات المختلفة، واليوم أستطيع أن أقول إننا نرى ثمار عملنا في كثير من المجالات، ونستمر في بناء خطط عمل وشراكات جديدة، وفي تحسين آليات عملنا في مجالات أخرى.

ليدي: لقد لمسنا مبادرات ومشاريع نسائية في الوسط العربي، بمبادرة ورعاية السلطة للنهوض بمكانة المرأة، هل بإمكانك استعراض هذه المشاريع وما هي رسالتكم وأهدافكم منها؟
همت: لقد قمنا ببرامج ومشاريع مختلفة، منها تقديم منح لطالبات لتشجيعهن على استكمال التعليم العالي، في مواضيع طبية وتكنولوجية وهندسية، حيث إن هذه المواضيع مطلوبة في سوق العمل والأجور جيدة نسبيًّا.

قمنا بتمرير برامج، في قرانا ومدننا العربية، للتمكين الذاتي، وبرامج تدريب لتشجيع النساء القياديات، وبرامج أخرى للتمكين الاقتصادي والمبادرات الصغيرة. للتمكين الاقتصادي يوجد تأثير كبير على النساء، فالمرأة المتمكنة اقتصاديًّا قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة في ما يخص مسار حياتها الأكاديمي، المهني، السياسي والاجتماعي، هذا بالإضافه إلى تمرير أيام دراسية تهدف إلى التوعية بمجالات مختلفة .

لقد بادرت إلى سلسلة لقاءات تدريبية للمستشارات للنهوض بمكانة المرأة في السلطات المحلية العربية، ولنساء سياسيات وناشطات اجتماعيات عربيات، حيث نرى أنهن وكيلات للتغيير على المستوى المحلي، وذلك بهدف تزويدهن بمعلومات مهمة وبآليات عمل.

نقوم سنويًّا بإخراج برامج وحملات إعلامية عن موضوع مكافحة العنف ضدّ النساء، لبثّها في باللغة العربية في وسائل الإعلام العربية. عدا عن ذلك، تقوم السلطة بإخراج مواد إعلامية باللغة العربية، وتقوم بتمويل محاضرات في السلطات المحلية العربية عن موضوع مكافحة العنف ضدّ النساء.

نعمل على الحد من ظاهرة التحرش الجنسي في مكان العمل، في المؤسسات التعليمية، المواصلات العامة وجميع الأماكن العامة كالخاصة. الحد من هذه الظاهرة ليس فقط واجبا يفرضه القانون، إنما أيضًا مهمة اجتماعية وأخلاقية ذات أهمية فائقة. تتركز أنشطتنا على رفع مستوى الوعي بشأن الظاهرة، إبلاغ الموظفين عن حقوقهم في هذا الموضوع، إبلاغ أصحاب العمل بالتزاماتهم. أنتجنا مجموعة التوجيه والتي تشمل مشاهد تم تصويرها عن حالات مختلفة (وغامضة في بعض الأحيان) للتحرش الجنسي. تم أخذ المشاهد من عالم العمل، بحيث أنها مصحوبة بنصوص تفسيرية باللغة العربية. توزع المجموعة على أماكن العمل، لاستخدامها من قبل المسؤولات اللواتي تم تعيينهن بحسب القانون لمنع التحرش الجنسي، لتكون بمثابة مواد تعليمية ونموذجية لأوضاع في العمل، بين العمال أنفسهم أو بين المشرفين والمرؤوسين لهم.

توجهنا إلى النساء العربيات من خلال الصحافة العربية بطلب منهن، أن يبعثن السيرة الذاتية كل حسب اختصاصها، ليكُنَّ من ضمن المرشحات لمنصب عضوات إدارة في سلطة الشركات الحكومية، وذلك لنقص المرشحات العربيات لهذه المناصب.

قدمنا تقريرًا لتشجيع ما يسمى بمكان عمل ملائم للنساء والأمهات، وان يكون محيط العمل مشجعًا للموازنة بين الحياة المهنية والحياة العائلية، بحيث يعود ذلك بالفائدة على العائلة والمؤسسة التي يعمل فيها الرجل أو المرأة على حد سواء، ونجحنا في تطبيق جزء من التوصيات في هذا التقرير.

مررنا برامج توعية داخل المدار،س بمشاركة وحدة المساواة بين الجنسين في وزارة التربية والتعليم، وغيرها من البرامج التي تهدف إلى النهوض بمكانة المرأة والفتاة العربية.

ليدي: أين كان الفشل وأين كان النجاح في هذه المشاريع ومن المسؤول، النساء أو المجتمع العربي؟
همت: هناك برامج يمكن أن يتم تقييمها بالمدى القصير عن طريق إحصائيات (مثلاً عدد النساء التي افتتحت مصلحة صغيرة ناجحة بعد أن شاركت في برامجنا، أو عدد الفتيات اللواتي اخترن إكمال دراستهن بمواضيع تكنولوجية، نتيجة اشتراكهن ببرامجنا التوعوية)، ولكن هناك برامج التي نرى نتائجها على المدى البعيد، وخاصة إن اغلب برامجنا هي برامج لرفع الوعي في مجالات، مثل مكافحة العنف والتحرش الجنسي وغيرها، وفي استطلاعاتنا نرى إن نسبة التوجهات لطلب المشورة والمساعدة، تزداد بعد حملات التوعية التي نقوم بها وغيرنا من الجمعيات والمؤسسات، وذلك يدل على فاعلية تلك البرامج. برامج التوعية التي تمرر في المدارس الابتدائية سنرى نتائجها حتمًا في المستقبل. ولكن ما زال هناك استقصاء للنساء في مواقع اتخاذ القرار، وما زال تمثيلهن غير ملائم لنسبتهن في المجتمع في مجالات مختلفة، وهذا يعني انه ما زالت الطريق أمامنا طويلة والمسؤولية مشتركة.



ليدي: ما هي أهم المشاريع المستقبلية؟
همت: المشروع الذي نعمل عليه حاليًّا هو إحداث تغيير وترسيخ لفكر الجندر( (GENDER MAINSTREAMING لدى متخذي القرارات، بحيث يتوجب عليهم إن يأخذوا بعين الاعتبار كيف تؤثر قراراتهم على جمهور النساء، وبحث هذه التأثيرات السلبية والايجابية منها قبل اتخاذ القرار، كما ويجب العمل وفقًا للبيانات الإحصائية المتوفرة وفقًا للنوع والجنس، وبدون تجاهل هذه التأثيرات، عند التخطيط لبرامج ومشاريع، على النساء والرجال. لقد بدأنا العمل على هذا الموضوع في المكاتب الحكومية، بموجب قرار حكومة الذي أصدر مؤخرًا بمبادرة مديرة السلطة فيرد سويد، ويجب الاستمرار في طرح هذا الفكر في السلطات المحلية. قمت بالحديث مؤخرًا مع رؤساء مجالس وقياديات في الساحة المحلية، وكان هناك ترحيب في الفكرة، ونعمل على تدريب المستشارات للنهوض بمكانة المرأة بالسلطات المحلية حتى يباشرن في إحداث التغيير كل في بلدها.

ليدي: كوننا نتحدث عن مشاريع عمل، وفي ظل تحسين نسبة العاملات العربيات، هل انت راضية عن نسبة العاملات العربيات، ومن المجالات التي تعمل بها علمًا ان النسب الاكثر ارتفاعًا في العاملات وليس الموظفات ماذا لديك لتقولي في هذا الصدد؟

همت: إنّ نسبة اشتراك النساء العربيات في القوى العاملة منخفضة بصورة واضحة مقارنة مع مجموعات أخرى من السكان. عدا عن ذلك، غالبية العاملات العربيات تعملن في وظيفة جزئية. ظاهرة التي تشرح بشكل جزئي الفرق بين معدّل الراتب لدى النساء العربيات مقارنة للنساء من الوسط اليهودي. تبرز المشكلة خصوصًا في القرى، وحقًا فإنّ نسبة العاملات خارج البيت في المدن أكبر، ومع ذلك، يجب أن نذكر بأنّه في السنوات الأخيرة طرأ تحسّن على مكانة النساء العربيات، والذي ينعكس خصوصًا في زيادة عدد المشتركات في سوق العمل، ورفع مستوى الثقافة، ومع ذلك ما زالت النسبة لا توازي نسبتهن في المجتمع. هناك علاقة مباشرة بين التحصيل الأكاديمي وبين الخروج إلى سوق العمل. نسبة العاملات العربيات من بين الأكاديميات هي اكبر بكثير من النسبة العامة للعاملات. نسبة الأكاديميات في ارتفاع مستمر. مجالات العمل هي في الأساس في مجال التربية والتعليم، الخدمات الصحية والرفاه الاجتماعي والتجارة.

لا شك انه من خلال برامجنا وفعالياتنا نشجع النساء على الالتحاق بالجامعات والكليات، واختيار المواضيع التكنولوجية والمواضيع الطبية والهندسية، حتى يكون تنوع في المجالات ويكون من الأسهل إيجاد الوظيفة الملائمة بالأجر الملائم، وان لا يكون التوجه دائمًا إلى موضوع التربية والتعليم، حيث يزداد عدد الخريجات، بحيث لا يمكن استيعابهن جميعًا.

في المقابل يجب الاستمرار في إزالة كافة العوائق من مشاكل في المواصلات العامة والمناطق الصناعية ونقص في الحضانات وغيرها.

ليدي: لا بد إن نتحدث عن السياسة، هل برأيك أخذت المرأة العربية حقها في الحلبة السياسية المحلية والقطرية؟
همت: في البداية لا بد أن نذكر الشيء الايجابي وهو التغيير الملحوظ في الجو العام، ونضوج اكبر في تداول أهمية موضوع تمثيل النساء في السياسة على الصعيدين المحلي والقطري. عدد النساء المرشحات يزداد، ولكن نسبة تمثيل النساء ما زالت بعيدة عن نسبتهن داخل المجتمع (50%). لا توجد امرأة واحدة بمنصب رئيس مجلس محلي عربي، وعدد النساء العضوات في المجالس المحلية العربية ما زال ضئيلاً، بالرغم من ارتفاع العدد بشكل ملحوظ في الانتخابات الاخيرة.

ليدي: نعود إلى عملك ومهامك من الناحية الشخصية، هل أنت راضية عمَّا قدمتِه كعربية لمجتمعك وللسيدات العربيات بشكل خاص؟
همت: أتمنى إن أكون حققت بعض النجاحات وأسعى واطمح إلى المزيد.

ليدي: كونك عربية وفي مكتب حيوي جدًّا، هل عشت تحديات معينة على اثر التدهور الكبير بالعلاقات العربية اليهودية في البلاد بسبب الأحداث الاخيرة التي شهدتها البلاد؟
همت: في المكاتب الحكومية اليوم يوجد أكثر من السابق موظفين عرب في مناصب ومجالات مختلفة، مثل القضاء، الصحة، العمل، السياحة وغيرها، ويعتبرون موظفين ناجحين يقومون بعملهم بكل مهنية، وبالتالي يعودون بالفائدة على مجتمعهم، وذلك بالرغم من أي توتر في الأجواء العامة.

ليدي: كونك بمنصب مسؤول، هل سنراك عما قريب أو بعيد بالحلبة السياسية؟
همت: الحلبة السياسية هي مسار واحد من بين عدة مسارات للتأثير وإحداث التغيير في وسطنا العربي في المجالات المختلفة. ما دمت قادرة على التغيير والتأثير في مساري الحالي فأنا مستمرة.

ليدي: ماذا تحلمين وماذا تخططين؟
همت: أن يكون اكبر قدر من النساء العربيات القياديات في مواقع مهمة، ومواقع لاتخاذ القرار في المجال السياسي المحلي والقطري، الاقتصادي، الاجتماعي، الإعلامي، الأكاديمي وغيرها، بحيث تستطيع كل من موقعها التأثير والمساهمة، كل في مجالها واختصاصها لرفع مكانة المرأة العربية.

ليدي: كلمة أخيرة تودين قولها؟
همت: أود أن أشكر كل من يساهم ويعمل في هذا المجال من الرجال والنساء على حد سواء، جمعيات نسوية، قياديات وقياديين، مستشارات لشؤون المرأة وغيرهم. النهوض بمكانة المرأة هو مسؤولية المجتمع بأكمله وليس مسؤولية المرأة فقط. ونجاحنا في هذا المجال يعود بالفائدة على مجتمعنا.

مقالات متعلقة