الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 18:02

الإمتحان: قصة وعبرة للأطفال الحلوين

كل العرب
نُشر: 03/04/15 20:17,  حُتلن: 07:52

أخفيت ورقة الامتحان بين كتبي علّني أخفيها عن أعين والديّ، لقد كانت هذه المرة الأولى التي أنال فيها درجة متدنية في مادة الأدب، مع أنها كانت المادة المفضلة لدي، ودائما ماكنت أجلس في المقعد الأول بالقرب من المعلم كي أكون أول من يتمكن من الإجابة على الأسئلة، لكنني عجزت عن حل جميع الأسئلة في الامتحان الأخير.


صورة توضيحية

لم أتمكن من النوم جيدا في تلك الليلة وأنا أتذكر نظرة معلمي المعاتبة لي عندما أعطاني ورقة إجاباتي، شعرت بخيبة أمله فيّ، ورحت أفكر كم سيخيب أمل والديّ بي، شعرت بأن أحلامي في دخول كلية الآداب قد تبخرت، وأنني لن أصبح كاتباً مهماً أبدا. في نهاية تلك الليلة الطويلة كنت قد اتخذت قرارا أخيرا.

في الصباح التالي دخلت الصف، وقفت بجانب مقعدي المعتاد وترددت طويلا قبل أن أتخذ قراري وأتجه نحو المقعد الأخير، هناك لن تلاحظني نظرات المعلم المعاتبة، ولن أكون مضطرا للإجابة عن اسئلته، لقد فشلت في أن أكون طالبا متفوقا في الأدب لذا سأستسلم وأتراجع، كان هذا هو القرار الذي اتخذته في الليلة الماضية، إنني لا أستحق الجلوس في المقعد الأول، استأذنت سعيداً -أطول طالب في صفنا- كي أجلس بجانبه، أفسح لي المكان باستغراب.

دخل المعلم، كانت عيناي تراقبانه هل سيلاحظني؟ نظر إليّ مستغرباً لكنه لم يعلق بحرف، ثم بدأ بشرح الدرس، وطوال الحصة كانت كلماته تبدو غير مفهومة بالنسبة لي، كنت أشعر بأنني لن أفهمها مطلقاً مهما حاولت، كان عجزي في الامتحان الماضي يلاحقني ويؤلمني بشدة، ناداني المعلم كي أقوم بشرح بعض الأبيات، شعرت بالمفاجئة حين سألني، كنت أظن أنه أصبح يعتقد بأنني طالب كسول ولا أنفع للإجابة عن الأسئلة، اعتذرت عن الإجابة على سؤاله متعللا بألم في الرأس.

أخرجت دفتري الذي كنت دائما أفتخر بترتيبه ونظافته، وأخذت أرسم على صفحاته الأخيرة على أمل أن تنقضي الساعة المتبقية بسرعة.

أخيراً، رنّ جرس انتهاء الحصة، كانت أطول وأثقل حصة تمر علي، تنفست الصعداء بعد أن خرج المدرس، انتظرت قليلا حتى أضمن أنه ابتعد قبل أن أغادر الصف، وعند الباب فوجئت بالأستاذ الذي كان واقفا مقابل الصف يتحدث مع أحد الطلاب، نظرت للأسفل بحزن، لقد أصبحت التلميذ الأسوأ بعد أن كنت من أفضل التلاميذ في مادته، بالتأكيد هو يشعر بالخيبة، وبينما أسير باتجاه الباحة مطأطئ الرأس، سمعت صوت الأستاذ يحيني، نظرت اليه غير مصدق، كان يبتسم في وجهي كعادته وكأن تلك الدرجة السيئة لم تغير من نظرته إليّ، بادلت معلمي التحية وأكملت طريقي نحو الباحة مبتسماً عازماً على ألا أستسلم لليأس مجددا محملاً بالأمل. 

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صورأولاد كم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة