الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:01

القيمة الإنسانيّة...نعمة أم نقمة؟ /بقلم:نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 06/05/15 07:27,  حُتلن: 11:09

نانسي مزاوي شحوك في مقالها:

 لكل موضوع خيط علينا أن نلمس طرفه بإمعان حاد كي لا ينفلت من بين أصابعنا لشدّة خِفّتِّه ولونه الباهت

نقول أنّنا نفقد إنفتنا لأسباب عدّة، ولا نرضخ لمن يُدنّي من أسلوب فكرنا أو من أذل ما تَوفَّق من جهدنا ونجاحنا

هل لحب الذات الحق بالفصل بينهم لمجرد إيماننا بمبدأ مُحنَّط أعتنقته الإنسانية منذ القدم؟ أم أن التسامح من الإيمان ؟ 

يتوحّد مُرادف حُب الذّات مع المبادئ ،الكرامة، القيم والعقول الرّاقية التي لا ترضى لذاتها ومنصبها الذّل والاستهتار. قد يرضى المرء ويغض النظر عن أمور مختلفة سلبية كانت ام أكثر إيجابية...ولكن، حين يخدش الأمر عمق شخصه وشموخ ذاته لا تنضج الأناة زمنا اطول..... فيتراجع ويفر عارضاً عزّته فوق السحاب.
نقول أنّنا نفقد إنفتنا لأسباب عدّة، ولا نرضخ لمن يُدنّي من أسلوب فكرنا أو من أذل ما تَوفَّق من جهدنا ونجاحنا.
للقيمة الذاتيّة ما يفوق المِنظارالمُتقارِب المُتباعِد، تتفرّع عدساته لعدّة مجالات، لتتقسَم على عدَة أجناس من الناس والمواضيع....وعلى كل جهة أن تعي كيفيّة التأقلم أو التعامل مع الأمر بسياسة وحنكة وأن تخط الحدود اللازمة لتخطي أو تفادي أي ضرر شخصي أو إجتماعي مع الجهة المقابلة، جماعات كانو أم أصحاب، أقرباء أو ربما أزواج.، أهل أو شعوب في الأوطان، لربما عائلات...فتختلف مجالات النقاشات والمواقف في دوائر المجتمع الملتوية الغامضة.

ولكن لكل موضوع خيط علينا أن نلمس طرفه بإمعان حاد كي لا ينفلت من بين أصابعنا لشدّة خِفّتِّه ولونه الباهت، دون قطعه مع قطع الأوصال بين الأطراف المقابلة كي نحافظ على مرآتنا دون السماح لحب الذات بإلغاء الجذور العميقة الإيجابية بينهم .
هل تلغي أنانيتنا روابط إجتماعية وإنسانية لطالما قاربت بين الأشخاص بمبادئ الشرف والأمانة ؟ هل هم من أسس التعايش المتبادل؟ هل يموت الحب وتندثر المحبة ويتبعثر الإحترام ويُداس على مشاعر المرء العميقة خوفا على خدش الذات ونزف الكرامة؟ أم أن العشرة والخفقان والإنسانية تجتاز تلك المشاعر لتنسحب الكرامة بهدوء وأناة ليعود الحنان والحنين يئن في وسادة العاشق مثلاً؟
بين الإخوة....هل لحب الذات الحق بالفصل بينهم لمجرد إيماننا بمبدأ مُحنَّط أعتنقته الإنسانية منذ القدم؟ أم أن التسامح من الإيمان ؟
للشعوب أيضا ذات يفتخرون بها...ولكن...إذا تزلزلت الكرامة تحت أقدام الناس تحترق المحبة في سيول البحار....ويصبح الحقد هو الشعار المسيطر، عندها لن تنتهي دوامة الحروب الدامية المرعبة ، والأجواء المشحونة البشعة ستستمر في التصاعد والنّزف.
أمثلة بسيطة لكن علاقتها معقدة يسيطر عليها ذات المرء وحبه لها...وهذا سبب رسمي لتفاقم العلاقات بين الروابط المختلفة!

تشمخ ذات المرء مُحلقة فوق السحاب عالياً صوب حريق الشمس، كنِعمة مزركشة بهيّة. ولكن لذاتنا وعشقنا لها حدود....والقلب شيمته التسامح والليونه والأخلاق....لولاهم لتاهت كل الأقنعة أسفل الحضيض...ولسار كل منهم على حدة هاتفا يا رب أسالك نفسي.....نفسي التي هي تعلو المبادئ....تحرق الحب....تلغي المحبة....وتبيد الشعوب....فباتت حينها نقمة محتمة لا مهرب من نارِها!!

الرامة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة