الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:02

الخطر الايراني على الوطن العربي قديم ومتجدد/بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 15/05/15 20:08,  حُتلن: 09:11

فادي أبو بكر في مقاله: 

إن داعش ما هي سوى أداة أمريكية من أجل تفتيت العراق وجعله تحت السيطرة وإيران تستخدم هذه الاداة من أجل تبرير وجودها في العراق ورفع علم مذهبها الصفوي على أراضيه
سوريا من جانب آخر فقد استغلت ايران الأزمة المستمرة فيها منذ أكثر من ثلاثة سنوات

الميليشيات الصفوية قد احتلت مدينة النخيب والتي تقع على الحدود العراقية السعودية ولا أعتقد أن احتلال هذه المدينة جاء من فراغ بل من أجل ابقاء عيون ايرانية صوب السعودية في سبيل التوسع والتمدد مستقبلًا

منذ أكثر من ثلاثين عامًا وتحديدًا في عام 1983م، وفي أوج اشتعال الحرب العراقية-الايرانية ، نشرت مجلة الدستور اللندنية بتاريخ1/8/1983 ما سمي "بوصايا المرشد الأعلى" حيث كانت وصية الخميني أنه "عندما تنتهي الحرب مع العراق ، علينا أن نبدأ حربًا أخرى"، كما قال "أحلم بأن يرفرف علمنا فوق عمان والرياض ودمشق والقاهرة والكويت".

بعد احتلال القوات الأمريكية للعراق عام 2003، بات دور ايران في العراق يتنامى أكثر فأكثر ، الأمر الذي لا يدل سوى على تقارب أمريكي – ايراني واضح في اقتسام خيرات العراق، ولأن أمريكا معنية بعراق ضعيف فإيران أفضل حليف لها والأقدر على القيام بهذه المهمة . فمنذ ذاك الحين والعراق يتفتت ويغرق شيئًا فشيئًا في وحل الصراعات الطائفية.

في تسجيل صوتي حديث لعزت الدوري الأمين العام لحزب البعث العراقي والذي نشرته وسائل الاعلام يوم الجمعة الموافق 15/5/2015، صرح فيه الدوري بأن الميليشيات الصفوية قد احتلت مدينة النخيب والتي تقع على الحدود العراقية – السعودية، ولا أعتقد أن احتلال هذه المدينة جاء من فراغ ، بل من أجل ابقاء عيون ايرانية صوب السعودية في سبيل التوسع والتمدد مستقبلًا.
أما فيما يتعلق باتهام حزب البعث العراقي بأنه متحالف مع داعش، فقد نفى الدوري ذلك وأكد أن أكثر من ثلث قيادة الحزب معتقلون لدى داعش. هذا يعني أن اتهام البعث بذلك ما هو إلا للتغطية على حقيقة داعش ، ولخلق مبرر لزيادة توتير الأجواء في العراق. وإلا فكيف يستطيع مقاتلوا داعش الدخول الى العراق بهذا الشكل السينمائي وبسيارات ذات لون واحد وذي دفع رباعي، دون أن يتم التعرض لهم من الجيش العراقي، الأمريكي أو الميليشيات الصفوية.

إن داعش ما هي سوى أداة أمريكية من أجل تفتيت العراق وجعله تحت السيطرة ، وإيران تستخدم هذه الاداة من أجل تبرير وجودها في العراق ورفع علم مذهبها الصفوي على أراضيه.
سوريا من جانب آخر، فقد استغلت ايران الأزمة المستمرة فيها منذ أكثر من ثلاثة سنوات، وكرست الميليشيات والأموال في سبيل الدفاع عن نظام الأسد، إلا أنه في العرف السياسى الدولي لا يوجد شيء مجانا أو بلا مقابل.

منذ حوالي العام قام الأسد باصدار قوانين تسمح لهؤلاء القادمين من ايران للقتال معه بالحصول على جنسيات سورية ،إلى جانب رهن أراضٍ شاسعة، ومبانٍ حكومية، ومنشآت ومعامل تابعة للدولة السورية مقابل الدعم الذي يتلقاه نظام بشار الأسد لاستمرار حربه على معارضيه.
إلى جانب العراق وسوريا، فإن ايران تسيطر على بيروت بعد أن عينت "حسن نصر الله" حاكمًا لولايتها هناك، كما أن عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية على اليمن تؤكد أن اليمن تحت الحكم الايراني، وما كانت السعودية لقامت بذلك إلا خوفًا من أن يأتيها الدور خصوصًا بعد احتلال مدينة النخيب التي سبق أن ذكرناها.

يبدو أن حلم الخميني يتحقق شيئًا فشيئًا ، وأحلامنا العربية تبقى قيد الانتظار إن لم تتبعثر في ظل الثالوث الأسود (ايران – امريكا – اسرائيل).
يقول فريدريك انجلز " الحرية هي ادراك الضرورة "، فلا يمكن أن لاحلام العرب أن تتنفس إلا عندما يدركون الضرورة ، وهذا لا يعني الاطلاع عليها ، فلا يكفِ معرفة الحقائق أو مجرد الاطلاع عليها، اذ ان المعرفة والاطلاع لا يختلفان عن مطالعة الانباء في الصحف أو سماعها من الراديوهات أو من الفضائيات، انما وعيها. إنّ الوعي هنا لا يعني المعرفة والاطلاع انما يعني الادراك، ونقصد بالادراك هو وعي وفهم المتطلبات والمستلزمات لنشوء اي وضع أو أيّة صيرورة أو حالة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة