تسفي برئيل محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس":
لا يخفي أبو تريكة التزامه الديني لكنه أنكر بكل قوة انتمائه لـ"الإخوان المسلمين" رغم ادعاء أحد قادة الجماعة قبل عامين أن نجم كرة القدم عضو مسجل بها
يشكل الأولتراس- المشجعون المتعصبون لفريق كرة القدم منذ سنوات هدفا متهما من قبل النظام، الذي يخشى تدخله في نشاطات سياسية.
في نهاية 2013 اعتزل أبو تريكة كرم القدم واتجه للأعمال منذ أن بدأ النظام في اضطهاد الإخوان المسلمين وتم اعتقال الآلاف من نشطاء الجماعة وحكم على المئات بالإعدام الذي جرى استبداله بالسجن المؤبد
"السلطات المصرية ستفشل في تحطيم معبود الجماهير والنجم السابق للمنتخب المصري والنادي الأهلي محمد أبو تريكة"، هذا ما توقعه "تسفي برئيل" محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. والجدير بالذكر أن برئيل كتب مقالا بعنوان "مصر تحاول هدم معبود الجماهير" مشيرًا الى أن "مصادرة أموال أبو تريكة، وباقي الخطوات التي اتخذها النظام بحق "البطل القومي" الذي لم يتعود على السكوت في مواجهة الظلم ويمكن أن ترتد بنتائج عكسية على النظام"، مؤكدًا أن "تدمير نظام السيسي أبو تريكة أمر صعب للغاية".
عبد الفتاح السيسي
أما نص المقال لمحلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، جاء كالتالي: "ليس هناك شخص في مصر لم يسمع اسم محمد أبو تريكة- حتى إن كان هبط توا من المريخ القاتل الضاحك" والساحر هما فقط بعض من الألقاب التي منحها المشجعون للرجل الذي فاز أربع مرات بلقب أفضل لاعب في إفريقيا. بحيث أن هنالك عشرات آلاف الأطفال يرتدون قميصه الذي يحمل الرقم (22)، والذي رآه مكتوبا على إحدى بوابات الحرم المكي عندما كان يؤدي مناسك الحج".
وتابع المقال: "أبو تريكة بطل قومي، تبرع بأموال طائلة للأغراض الخيرية، رحلات حج لأسر ضحايا ثورة يناير 2011، بينها أسر ضباط وجنود، ويعد حريصا للغاية على الأخلاق الرياضية، لكن لم يتعود أبو تريكة على إمساك لسانه، عندما يرى أمام عينيه ظلما، فعلى سبيل المثال، رفض مصافحة قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، خلال لقائه بعد الثورة مع لاعبي النادي الأهلي".
وأبرز ما جاء في مقال برئيل: "لا يخفي أبو تريكة التزامه الديني، لكنه أنكر بكل قوة انتمائه لـ"الإخوان المسلمين"، رغم ادعاء أحد قادة الجماعة قبل عامين أن نجم كرة القدم عضو مسجل بها. معبود الجماهير هذا يسعى النظام الآن إلى هدمه. وفي صيف 2013 أطاح الجنرال عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي، وبعد ذلك بعام أجريت الانتخابات الرئاسية، التي أصبح السيسي على إثرها رئيسا للبلاد. في نهاية 2013 اعتزل أبو تريكة كرم القدم واتجه للأعمال، منذ أن بدأ النظام في اضطهاد الإخوان المسلمين، تم اعتقال الآلاف من نشطاء الجماعة، وحكم على المئات بالإعدام، الذي جرى استبداله بالسجن المؤبد، وتم حظر الجماعة وإعلانها تنظيم إرهابي. ذروة المعركة جاءت نهاية الأسبوع الماضي، حيث قضت المحكمة بالإعدام على الرئيس السابق محمد مرسي، وهو الحكم الذي ينتظر تصديق مفتي الجمهورية".
وتابع برئيل في مقاله: "في داخل هذا المرجل احترق أبو تريكة، وفي شهر أبريل أعلمت السلطات بنيتها لمصادرة شركة ابو تريكة السياحة التي يملكها، وتجميد أرصدته البنكية، والتحقق من الأموال التي بحوزته، بحيث طعن أبو تريكة على القرار، لكن السلطات رفضت الأسبوع الماضي طعنه وأعلنت أن قرار مصادرة ممتلكاته نهائي، بدعوى أن شركة السياحة "أصحاب تورز" التي يملكها أبو تريكة وشريك آخر، استخدمت كقناة لتمويل الإخوان المسلمين. واعتقل أحد شركائه السابقين، ويدعى أنس محمد القاضي بتهمة تنفيذ وتمويل أعمال إرهابية، ويقول إن القاضي لم يعد شريكا في شركته منذ 3 سنوات، وهو بالتأكيد لا يشجع الإرهاب، لكن كلامه لم يلق آذانا صاغية من قبل السلطة"بحسب ما جاء في المقال.
وأنهى برئيل قائلا: "يشكل الأولتراس- المشجعون المتعصبون لفريق كرة القدم - منذ سنوات هدفا متهما من قبل النظام، الذي يخشى تدخله في نشاطات سياسية. في الماضي كان النظام يستخدم مثل هذه الروابط كأدوات لخدمته، حيث كان يتم تجنيدهم لتنظيم تظاهرات مؤيدة. لكن في ثورة 2011 خرجوا ضد قوات الأمن، وينظر إليهم اليوم على أنهم خزان الدعم للإخوان المسلمين. الآن بقي الانتظار لخطوة النظام القادمة في المعركة التي أعلنها على أبو تريكة. تحطيم صورة معبود الجماهير ليس بالأمر السهل، ويمكن أن يرتد بنتائج عكسية، خاصة عندما يستعد نظام السيسي للانتخابات البرلمانية" بحسب ما جاء في مقاله.