أخصائيّ النّظر عبد القادر محمد وتد:
المؤتمر يساعد على التعلّم التعاونيّ لزملاء في ذات المجال وتبادل الخبرات مع أخصائيي النّظر في العالم العربيّ والغربيّ والتّعرف على الحالات الّتي يعرضونها
قمت بعرض ملصق لحالة دراسيّة (poster of a case study) تصف حالة مرضيّة قمت بمعالجتها في مركز "رؤية" لفتاة تبلغ من العمر 18 سنة وصلت إلى مركزنا لأنّها تعاني من ألم رأس مزمن لا تساعدها فيه المهدئات
أقيم الأسبوع المنصرم في العاصمة الهنغارية بودابست مؤتمر عالميّ نظّمته الأكاديميّة الأوروبيّة للبصريات EAOO (European Academy Of Optometry) تحت مسمّى مؤتمر بودابست 2015 وهو المؤتمر السّنويّ العالميّ السّابع منذ عام 2009 على التوالي. شاركت في المؤتمر 40 دولة من العالم حيث وصل عدد المشاركين إلى 380 من أخصّائيي النّظر حاملي الجنسيّات المختلفة. وقد شهد هذا المؤتمر مشاركة تمثيل للداخل الفلسطينيّ والّتي تُعتبر الأولى من نوعها في هذا المضمار حيث شارك أخصّائي النّظر الفلسطينيّ عبد القادر محمد وتد باسم مركز "رؤية" للبصريات والعناية بالنّظر الذي افتتحه منذ شهور في مدينة أم الفحم.
أخصائيّ النّظر عبد القادر محمد وتد خلال مشاركته في المؤتمر
وتحدّث أخصائيّ النّظر عبد القادر محمد وتد لموقع العرب وصحيفة كل العرب حول المؤتمر بالقول: "انعقد المؤتمر في ثلاثة أيام متتاليّة 5/17-14 بتنظيم من الأكاديميّة الأوروبيّة للبصريات وقد شارك فيه أخصائيو نظر من مختلف دول العالم من بينهم رؤساء أقسام وعمداء لكلّيات علم البصريات وكنت أنا ممثل الداخل الفلسطينيّ ولأوّل مرّة. تخلل المؤتمر 12 ورشة عمل أقيمت داخل المستشفى الجامعيّ المختص بالبصريات وأمراض العيون".
وأشار بالقول: " لم أتلقَ أيّة دعوة من أيّ إطار أكاديميّ أو مهنيّ بل ببحثي الذّاتيّ والمتواصل عن كلّ جديد على الصعيد المحليّ والعالميّ. اشتركت بشكل فرديّ ومستقل باسمي واسم عيادتي حديثة الولادة "رؤية"، وهنا يمكنني الحديث عن مشكلتنا كأقليّة عربيّة في الداخل الفلسطينيّ وما نعاني منه من عدم تكافؤ الفرص محليًّا وبالتالي قرّرت أن أجعل من هذا العائق تحديًا، وفعلاً لم أنتظر الفرصة من أحد لتأتيني بل سعيت للبحث عنها والوصول إليها بجهدي الشّخصيّ".
وعن المواضيع الّتي اهتم بها المؤتمر، قال وتد: "اهتمّ المؤتمر بخمسة مواضيع أساسيّة وهي؛ جفاف العينين، الحالات البصريّة الإنسانيّة، ضمور مقلة العين أي عمى مركز النّظر، الماء الأبيض (كتاراكت) والماء الأزرق (جلاوكوما)".
وحول مشاكرته في المؤتمر، قال: "قمت بعرض ملصق لحالة دراسيّة (poster of a case study) تصف حالة مرضيّة قمت بمعالجتها في مركز "رؤية" لفتاة تبلغ من العمر 18 سنة وصلت إلى مركزنا لأنّها تعاني من ألم رأس مزمن لا تساعدها فيه المهدئات وقد نصحها الطبيب بنظّارة نظر أو عدسات لاصقة كعلاج لحالتها، وبعد الفحص توصلنا إلى تشخيص بأنّ لديها قرنية مخروطية (كيراتوكونس) مع العلم أنّه حتّى الآن أسباب هذه الحالة لا زالت مجهولة. بدأنا العلاج عن طريق عدسات خاصّة للقرنيّة بهدف تشكيل شكل جديد للقرنيّة ونجحنا للوصول معها من خلال هذه العدسات الوصول إلى دقة نظر من 6/120 إلى 6/6، إضافة إلى نجاح العلاج ونجاعة ملاءمة العدسات للقرنيّة تبيّن لنا أنّ الفتاة قبل 4 شهور خضعت لعمليّة زراعة صمام تاجي للقلب وهو ذات الوقت الذي تزامن لديها مع عوارض آلام الرأس والذي تبيّن أنّه من النّظر. ما وجدناه بعد البحث هو أنّ هناك حالات متشابهة جدًا في بعض أقسام الأطفال داخل المستشفيات، الأمر الذي يشير إلى وجود همزة وصل بين خلل في عمل صمام القلب والذي سببه بالأساس خلل في بروتين كولاجين وهو البروتين ذاته المتواجد في قرنيّة العين والذي يعطيها شفافيتها وشكلها الكروي. وقد تم بفضل الله اختيار الملصق خاصّتي ضمن 10 ملصقات مُختارة لعرضه والكتابة عنه في المجلة العلميّة المحكّمة لأخصّائيي النّظر Optician Journal.
ونوّه وتد بالقول: "كأخصائيّ نظر لديّ رؤيتي الخاصّة والّتي أحاول أن أنتهجها في مركزي وهي التجدد دومًا تقنيًّا ومعرفةً أي أنّي أصبو إلى كسب المعارف بكلّ ما بمقدوري أن أُلِمَّ به في مجال البصريات إن كان بالتحاقي بالتعليم الأكاديميّ أو بمشاركتي في المؤتمرات كما وأحاول انتقاء المعدات والأجهزة الملائمة للتطور التكنولوجيّ العصريّ مع التشديد على الجودة. يهمنيّ جدًا على الصعيد الإنسانيّ والوطنيّ النهوض بمجتمعي بما أعلمه وأعمله لذلك لن أدّخر أيّ مجهود يعود بالفائدة على غيري من أبناء شعبي في المنزلة الأولى. وهنا من المهم الإضافة بأنّ المؤتمر يساعد على التعلّم التعاونيّ لزملاء في ذات المجال وتبادل الخبرات مع أخصائيي النّظر في العالم العربيّ والغربيّ والتّعرف على الحالات الّتي يعرضونها" كما قال.