المطران جورج بقعوني:

المسلمون هم من اعادوا بناء الكنائس والاديرة في الجنوب اللبناني بعد حرب 2006 ولولا دعمهم السخي لما تم اعادة بناء تلك الكنائس

استقبلت بلدة عرابة البطوف ظهر يوم أمس الثلاثاء في قاعة مركز محمود درويش الثقافي، وبحفاوة كبيرة، سيادة المطران جورج بقعوني مطران حيفا وعكا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك، والوفد المرافق له من الآباء الاجلاء أغابيوس عارف يمين راعي الطائفة الكاثوليكية في عرابة والأب اميل روحانا راعي الطائفة في سخنين والأب مارون طنوس راعي الطائفة في عيلبون والأب مسعود حاطوم والأب نديم شقور، في حين كان في استقبال المطران والوفد المرافق له رئيس المجلس المحلي المربي علي عاصلة واعضاء الادارة عادل خربوش واحمد كناعنة وعادل عاصلة وعدد من مستخدمي المجلس ومديري مدارس عرابة، والشيخ مجدي خطيب خطيب، ومسؤول الحركة الاسلامية في القرية، ومدير مركز محمود درويش الثقافي محمود ابو جازي.

هذا، وتولت عرافة حفل الاستقبال المربية هوازن موسى مديرة مؤسسة سمارت والتي رحبت بالمطران والوفد المرافق معه باسم عرابة جميعًا، وأثنت "على الدور الكبير الذي يقوم به سيادة المطران لبث المحبة والتسامح بين جميع ابناء الوطن الواحد، بالرغم انه لم يمضِ على تسلمه منصبه الجديد في البلاد العام".

وأشاد المربي علي عاصلة رئيس المجلس في كلمته استقبالا بسيادة المطران، بمواقفه المشرفة في جميع زياراته لعرابة حيث تعتبر هذه الزيارة الثالثة للقرية مؤكّدًا على العلاقات الاخوية من التسامح والمحبة بين جميع ابناء الشعب الفلسطيني على اختلاف الطوائف والمعتقدات وخاصة في عرابة، وأنّ الفسيفساء الاجتماعي والديني هو أحد مميّزات المجتمع العربي، ووجوب احترام الغير بموجب الشرائع السماوية والتي نادى بها الرسل والانبياء جميعًا".

وتخلل الحفل مقاطع موسيقية وغنائية ملتزمة للفنان العرابي هلال حطيني والتي تتحدث عن وحدة الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين. وفي كلمة الاغابيوس عارف يمين راعي الطائفة في عرابة ثمّن التواصل مع الأهل في عرابة وخاصة مع ادارة المجلس المحلي المتمثلة برئيسه الاستاذ علي عاصلة، وأنّه السباق بمشاركة أبناء الطائفة أفراحها وأحزانها ويكون أوّل المستقبلين وآخر المغادرين في كل مناسبة، وأنّ ابناء الرعية ليقدمون الشكر الجزيل لإدارة المجلس وللأهل جميعًا في القرية على التعاون والمحبة والتسامح واستقبال المطران بحفاوة في كل مرة يزور بها البلدة.

أمّا سيادة المطران جورج بقعوني مطران حيفا وعكا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك فقد تحدث باسهاب حول العلاقات الاسلامية المسيحية بالشرق وفي العالم العربي كونه خدم أكثر من 9 سنوات في مدينة صور اللبنانية وهناك المسيحيين اقلية الا أنّ المحبة والتسامح كانت الصفة الطاغية على العلاقات الاخوية بين الطرفين، وبالرغم من أنّ الاحداث الاخيرة التي حدثت في الشام والعراق اوحت للبعض بأنّ العلاقات الثنائية قد تكون صعبة الا أنّ هذا الامر مغاير". وأشار بقعوني إلى أنّه "شارك بنفسه في عدد من المؤتمرات وأكّد على اللحمة الوطنية والعربية بين المسلمين والمسيحيين وأنّ المسلمين هم من اعادوا بناء الكنائس والاديرة في الجنوب اللبناني بعد حرب 2006 ولولا دعمهم السخي لما تم اعادة بناء تلك الكنائس، كما أنّه ومع وجوده في البلاد قد زادت قناعته بروح الاخوة والمحبة، وبأنّه يزور جميع البلدات العربية وكل مرّة تتم دعوته لتناول وجبة من الطعام عند المسلمين والمسيحيين يعتز بهذه الروح ويؤكّد على أهميّة اللحمة المجتمعية بين ابناء الوطن والمجتمع الواحد.

هذا وتم تكريم سيادة المطران بدرع المجلس المحلي ودرع آخر لمحبته لعرابة. وبعد التكريم انتقل الحضور لتناول طعام الغداء على مائدة الحاج درويش كناعنة حيث كان في استقباله رئيس لجنة الصلح ابو رياض شتيوي والياس جبور ومحمد عبري نصار ووجهاء عرابه ومن القرى المجاورة.