قدس الأب عيسى مصلح:

نستنكر ونشجب هذه الأعمال التي تسيء للديانات السماويّة

لن نتنازل ولا بأيّ حال من الأحوال عن حقوقنا مهما كانت الظروف

سيادة المطران عطا الله حنّا:

هذه تصرفات عنصريّة مرفوضة وتصرفات غير انسانيّة ولا يحق لهؤلاء أن يحتكروا هذا المكان المقدّس للجميع

الشرطة تدخلت ومنعت أيّة احتكاكات وانتهى الموضوع دون تصادم إلا أنّ هؤلاء لم يتوقفوا عن توجيه كلام بذيء وعبارات نابية ضدّ المسيحيين

نحن كمسيحيين لنا تعلقنا وارتباطنا بهذه المدينة المقدّسة ولن نتخلى عن انتمائنا عن القدس لا كمسيحيين ولا كعرب فنحن مسيحيون 100% وفلسطينييون 100%

احتفلت طائفة الروم الأرثوذكس، يومي الأحد والإثنين الماضيين، بعيد العنصرة، حسب التقويم الشرقي، والذي يأتي بعد خمسين يومًا من عيد الفصح المجيد وأحد القيامة، والذي حلّ فيه الروح القدس على مريم البتول والرسل الأطهار في عليّة العشاء الأخير، وفقًا للكتاب المقدّس. وكما هو معتاد، يقوم جمع المؤمنين بزيارة ذلك المكان المقدّس، الواقع عند قبر داوود على جبل صهيون في مدينة القدس.

قدس الأب عيسى مصلح

وتعليقًا على ما أوردته صحيفة هآرتس، حول قيام مجموعة من المصلين اليهود بالتحصّن في المكان في محاولة منهم لمنع المسيحيين من الروم الأرثوذكس، وعددهم حوالي 100 مصلٍ، من زيارة العليّة، أمس الإثنين، شجب قدس الأب عيسى مصلح أمين عام سر بطريركيّة الروم الأرثوذكس والناطق بلسانها ما حدث، مشيرًا في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب بقوله: "نستنكر ونشجب هذه الأعمال التي تسيء للديانات السماويّة الثلاث: اليهوديّة والاسلاميّة والمسيحيّة، فنحن نتحدث في المؤتمرات عن حوار الأديان والاحترام المتبادل وقبول الآخر، ولكننا نجد عكس ذلك على أرض الواقع"، وشدّد بقوله: "لن نتنازل ولا بأيّ حال من الأحوال عن حقوقنا مهما كانت الظروف، وفي العام القادم سنقوم بالواجبات الدينية مهما كانت الظروف أيضًا".

وقال الأب مصلح في ردّه على سؤال لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "لنا كبطريركيّة الروم الأرثوذكس، الحق عبر التاريخ بأن نصلي في مثل هذا اليوم والقيام بقراءة النصوص الدينيّة في عليّة العشاء الأخير كالمعتاد، وللأسف الشديد قامت مجموعة من المستوطنين هذا العام بمنع المطران الأرثوذكسي ومن معه من ذلك، وتدخلت الشرطة الاسرائيليّة، وقد أصرينا على البقاء وهذا حق لنا ولن نتنازل عنه وأقمنا الشعائر الدينيّة كالمعتاد، وبعد قراءة الصلوات، غادر الأسقف ومن معه إلى دار البطريريكة" وفقًا لتصريحاته.

سيادة المطران عطا الله حنّا

المطران حنّا: نحن مسيحيّون 100% وفلسطينيّون 100%
من جانبه، قال سيادة المطران عطا الله حنّا، في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم الثلاثاء: "كما هو معتاد، يقام حسب التقليد قداس احتفالي في كنيسة المدرسة الأرثوذكسيّة على جبل صهيون، وبعدها تقام دورة احتفاليّة إلى قبر داوود وعليّة العشاء الأخير حيث اجتمع التلاميذ وقت العنصرة، أي أنّ المكان مرتبط بالمناسبة، وكما في كلّ عام، يحاول متدينون يهود، عرقلة دخول المسيحيين إلى هذه الأماكن، فبالأمس تدخلت الشرطة ومنعت أيّة احتكاكات، وانتهى الموضوع دون تصادم، إلا أنّ هؤلاء لم يتوقفوا عن توجيه كلام بذيء وعبارات نابية ضدّ المسيحيين".

وتابع المطران حنّا قوله: "الشرطة منعت اقترابهم منّا، وإلا كان من الممكن أن يكون اعتداء عنصري"، وأوضح: "هذه تصرفات عنصريّة مرفوضة وتصرفات غير انسانيّة، ولا يحق لهؤلاء أن يحتكروا هذا المكان المقدّس للجميع، ويجب على الجميع التمكّن من الوصول إلى هذا المكان المقدّس، وحقيقة ما حصل أمس من كلمات نابيّة يدل على الثقافة العنصريّة الاقصائيّة الموجودة عندهم وهذا ما نرفضه لأنّنا ضد التعصب والعنصريّة".

وشدّد سيادة المطران عطا الله حنّا بقوله: "نؤكّد أنّنا باقون في القدس، فالقدس مدينة مقّدسة في الديانات التوحيديّة، ونحن كمسيحيين لنا تعلقنا وارتباطنا بهذه المدينة المقدّسة ولن نتخلى عن انتمائنا عن القدس لا كمسيحيين ولا كعرب، فنحن مسيحيون 100% وفلسطينييون 100%" كما قال المطران حنّا.