الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 06:02

ليدي- الفحماويّة إلهام نعمان محاميد: كرة الهدف اخرجتني من إعاقتي

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 15/07/15 14:57,  حُتلن: 22:34

إلهام نعمان محاميد لمجلة ليدي:

أهلي دعموني كثيرا فلولاهم لما وصلت لهذا النجاح هم المسؤولون عني

كان عمري 15 سنة بدأت في نادٍ للمكفوفين في أم الفحم ولم يكن آنذاك فريق للبنات في اسرائيل لكرة الهدف

الاعاقة هي امر من ربنا فكل انسان لديه نقص في حياته ولا يوجد احد كامل ولكن الامر هو كيف تدير هذا النقص بالمنفعة فيجب ألّا تيأس

لدي حلمًا وهو أن انهي تعليمي وأن أجد المكان المناسب لأعمل فيه لأنّه من الصعب ايجاد مكان مناسب يتفهم اعاقات من هذا النوع بالرغم من انني متميزة جدا في مجالي

ليدي- بالرغم من انها تعاني من مشاكل في النظر، إلا انها استطاعت وبهمة وبقوة شخصيتها وبالرغم من صغر سنها الوصول الى منصب كابتن منتخب كرة الهدف الاسرائيلي. هذا الامر لم يكن ليحدث لولا مساندة الكثير من الناس الذين وقفوا الى جانبها واستمرارا لهذه النجاحات تمكنت الشابة إلهام محاميد من التحليق بالتعليم الاكاديمي، ونحن نتعرف عليها من خلال هذا الحوار:



ليدي: عرفينا على نفسك

الهام: الهام نعمان محاميد عمري 25 سنة من مدينة أم الفحم، ادرس علم النفس وأنا كابتن في لعبة اسمها لعبة الهدف.

ليدي: عدت مؤخرا الى البلاد بعد الفوز بلقب البطولة، ما هذا اللقب الذي حصلتِ عليه؟

الهام: كنا في جنوب كوريا للمشاركة في بطولة لألعاب عالمية للذين لديهم مشاكل في النظر، وكانت ضمن هذه البطولة عدّة ألعاب من بينها لعبة الهدف، في هذه اللعبة يلعب 3 متشاركين ضد 3 ويكون هناك جرس داخل الكرة ويغمضون اعيننا، لكي نكون متساويين من ناحية النظر، لان درجات مشاكل النظر مختلفة وهذه اللعبة تلعب بحاسة اللمس والسمع. هذه البطولة كانت مهمة جدا لنا لأننا خرجنا بهدف التاهل للأولمبياد التي ستكون في البرازيل في 2016 وحصلنا على المرتبة الاول وعلى بطاقة الأولمبياد وعلى البطولة.

ليدي: هل لديك مهمة مركزية بالمنتخب؟
الهام: نعم انا كابتن المنتخب والجميع يدرك ما معنى كابتن، فهذه مهمة تستوجب المسؤولية الكاملة.

ليدي: كيف ساهم بنك مركنتيل بدعم مسيرتك الرياضية ؟
الهام : بنك مركنتيل فعّال جدًا في تنظيم فعّاليات لصالح المجتمع وتقديم الدعم والمساندة للرياضيين وأصحاب الإحتياجات الخاصة. منذ بداية مسيرتي في كرة الهدف وأنا أتلقى الدعم والمساندة من البنك، سواء كان دعمًا ماديًا أو معنويًا. أتلقى من إدارة البنك العديد من الاتصالات للاطمئنان على صحّتي وآخر المستجدات في الفريق. في الحقيقة، أشعر بالفخر بنفسي لما وصلتُ إليه من إنجازات في مجال الرياضة وبنك مركنتيل يمنحني الشعور بأنني فعلًا أستحق ما وصلتُ إليه، ولا يبخل بتقديم الدعم المعنوي لي وللكثير من الرياضيين في فريقي والفرق الأخرى". بنك مركنتيل كان الداعم الأول والحقيقي لي في مسيرتي الرياضية، وهو أول من شجّعني ودعمني لأتحّدى الصعوبات التي واجهتني، وقدم لي الدعم المعنوي والمادي، خاصة وأنني ولدتُ في عائلة متوسّطة الحال والمشاركة في المباريات والتقدم في هذا المجال يحتاج إلى الدعم المادي.


ليدي: حدثينا عن سيرتك في منتخب اسرائيل بكرة الهدف

الهام: كان عمري 15 سنة بدأت في نادٍ للمكفوفين في أم الفحم ولم يكن آنذاك فريق للبنات في اسرائيل لكرة الهدف، عندما سمعوا عنا فكروا بإقامة منتخب، كنت اول فتاة في اسرائيل تنضم الى المنتخب، وانا اول لاعبة في صفوفه، فقد حاولوا ان يجمعوا عددا من الفتيات من كل المناطق. بداية تشكل المنتخب من 3 فتيات انا وفتاة من رأس العين وأخرى من حولون، ومع الوقت بدأنا نتطور. في سنة 2008 اجريت بطولة للشباب وحصلنا على المركز الاول ومن ثم شاركنا في بطولات اوروبية عالمية، الانجاز الذي يليه كان في سنة 2013 حصلنا على المرتبة الثالثة والان 2015 حصلنا على المرتبة الاول في بطولة العالم ولدينا في الشهر المقبل بطولة اوروبا،فيجب علينا الحصول على إحدى المراتب الثلاث الاولى.

ليدي: بالرغم من صغر سنك حققت الكثير من الانجازات، من الذي دعمك في مشوارك هذا؟
الهام: اهلي دعموني كثيرا فلولاهم لما وصلت لهذا النجاح، هم المسؤولون عني، بداية واجهت الكثير من المصاعب، حيث كنت طالبة في المدرسة وفي نفس الوقت كنت أريد السفر خارجًا، فمع مرور الوقت اعتادوا وتفهموا وضعي ودعموني.



ليدي: ما هي محطتك وهدفك القادم؟ ما هي احلامك على الصعيد الشخصي وايضا على صعيد المنتخب؟
الهام: لدي حلمًا وهو أن انهي تعليمي وأن أجد المكان المناسب لأعمل فيه، لأنّه من الصعب ايجاد مكان مناسب يتفهم اعاقات من هذا النوع بالرغم من انني متميزة جدا في مجالي، فانا اتوقع إيجاد الكثير من الصعوبات وعدم تفهم الناس لهذه المشكلة لان بعض الناس لديهم منظور خاطئ لمثل هذه المشاكل. بإذن الله سأنهي تعليمي في هذه السنة. وايضا لدي حلمًا خاصًّا في مجتمعنا العربي الا وهو أن يسمح للفتيات الواثقات بأنفسهن بالتسواي مع أيّ فرد في هذه الدولة والخروج لتحقيق طموحاتهن، خاصّة أنّ هناك العديد من التطورات في المجال الرياضي بالأخص للذين لديهم مشاكل. فمن الممكن أن تكون أي لعبة او اي مجال اخترته وسيلة لكي تثبت طموحك وثقتك بنفسك، فالعقل السليم في الجسم السليم. هناك الكثير من الرياضات الملائمة لانواع الاعاقات.

ليدي: هل عدم تقبل المجتمع لوضعك دفعك للاستمرار والتقدم للوصول لنجاحك الحالي؟
الهام: نعم، أحب أن اثبت نفسي.. أعتبر نفسي متساوية مع الاخرين مهما كانت مشكلتي، فمع مثابرتي قمت بإثبات مقدرتي امام الجميع مع انني كنت طالبة بالمدرسة، هناك الكثير من تقبل مشكلتي ومنهن رفيقاتي بالمدرسة ومدير مدرستي وهذا الشيء شجعني كثيرا. أشعر أنّني أحمل مسؤولية كبيرة تجاه اهل بلدي بأن اعمل وأنجز لأجلهم.

ليدي: هل بحسب رأيك أن المجتمع ككل يولي اهمية للذين يعانون من الاعاقات؟
الهام: هناك عدة استثناءات فمنهم من يهتم ومنهم من لا يهتم، هناك نقص بالتوعية لمثل هذا النوع من الاعاقات، ولكن الوضع الان افضل مما سبق ولكنه ليس كافيا. فيجب عمل بعض الامور لتوعية الناس اكثر لمثل هذه الأمور.

ليدي : لماذا اخترتِ هذه الرياضة بالذات، كرة الهدف؟
الهام : لان لدي المقدرة بأن العبها، فانا لا استطيع أن ألعب كرة السلة أو كرة القدم لأنني لا استطيع رؤية الكرة، وأحب الالعاب التي تكون بمجموعات، فانا اشعر أنّ كونك بمجموعة افضل بكثير من اللعب لوحدك، فتستطيع أن تكتسب منهم مهارات كثيرة.

ليدي: هل هنالك تطور معين حققته الفتاة العربية في السنوات الاخيرة، ومن هو المسؤول عن هذا التطور إن وجد؟
الهام: كما يقال يد لوحدها لا تصفق، فانت بحاجة لدعم كبير من الاهل وكل المحاطين بك، فالاهل هم أهم عنصر بالتقدم، والمجتمع ككل مثل الجمعيات والأمور الماديّة هي أيضًا أمر أساسي بالتقدم.

ليدي: ماذا تعني لك أم الفحم؟
الهام: بلدتي التي كبرت فيها، فهي تعني لي الكثير، هناك الكثير من الامور التي تنقصها وهناك مجال واسع لكي تتطور لأن الامور لا تجري كيفما يجب، فأنا أتمنى من كل قلبي أن تكون أفضل ومتطورة أكثر من ناحية ثقافة وتعليم.

ليدي : ماذا تعني لك كرة الهدف؟
الهام : هي الوسيلة التي غيرت حياتي، حيث طوّرتني وأخرجتني للحياة.

ليدي: كلمة اخيرة تقدميها للمجتمع ككل ولأصحاب الاعاقات ولكل فتاة وكل شاب
الهام: الاعاقة هي امر من ربنا، فكل انسان لديه نقص في حياته ولا يوجد احد كامل، ولكن الامر هو كيف تدير هذا النقص بالمنفعة، فيجب ألّا تيأس. كما احب أن أوجّه كلمة لأهل الاشخاص الذين لديهم اعاقة ان يكونوا فخورين بأبنائهم، فأنتم الدعم الاساسي لهم وأنتم اساس تقدمهم فلا تمنعوا عنهم أي شيء بل اعطوهم الثقة بأنّهم يستطيع عمل الكثير. 

مقالات متعلقة