الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

الملف الإيراني والابتزاز الاسرائيلي/ بقلم: أحمد عارف لوباني ‎

كل العرب
نُشر: 18/07/15 14:42,  حُتلن: 07:40

أحمد عارف لوباني في مقاله:

ما الذي حصل بعد الاعلان على تواريخ الهجوم العسكري على إيران؟ المزيد من بناء المستوطنات وتهويد مدينة القدس والمزيد من بناء الوحدات السكنية ورقعة الاستيطان

بعد التوقيع على الاتفاقية المبرمة بين إيران والدول الخمس + واحد الكبرى لم تعد اسرائيل وحدها ضد الاتفاقية التي وقع عليها مؤخرًا وإنّما معظم دول الخليج بدأوا بالاحتجاج والتذمر ومن ضمنهم مصر والأردن

الخبر: بعد اكثر من 21 شهرًا تقريبًا من المفاوضات "المد والجزر" تمّ مؤخرًا التوقيع على اتفاق بين إيران ومجموعة الدول الكبرى خمسة + واحد بخصوص برنامجا النووي. وما لحق ذلك من تجميد اموال إيرانيّة في البنوك الأوروبيّة والأمريكيّة. ومقاطعة تجاريّة شبه عالميّة لثنيها عن تحقيق برنامجها النووي. وأخيرًا تمّ توقيع اتفاقيّة قد يتم تنفيذ بنودها خلال 65 يومًا من تاريخ التوقيع.

التعليق: لقد استطاع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ عام 1996 حين استلم أوّل رئاسة لحكومة اسرائيليّة حين تغلب على شمعون بيرس في تلك الانتخابات البرلمانية في ذلك العام، من حجز الغرب لمخاطر البرنامج النووي الإيراني وحوّل الملف النووي الإيراني ليضعه في صدارة الاجندة الدوليّة، ليصرف الانتباه عن بناء المستوطنات في الضفّة الغربيّة والبناء داخل القدس، ونجح في تحويل الحديث الدبلوماسي إلى الملف الإيراني بهدف صرف الانظار عن الملف الفلسطيني. بتواطوء من سلطة رام الله التي كانت تارة تجمد المفاوضات بينها وبين اسرائيل وتارة تتوقف عن المفاوضات وحتى اعلنت استعدادها لتجميد المفاوضات لبضع اشهر واسرائيل مستمرة في مخططها بناء مزيد من المستوطنات وتهويد مدينة القدس.

استطاع نتنياهو من ثني تركيز الادارة الامريكية المتتالية وبالذات الادرات السابقة على جهود السلام مع الفلسطنيين " نتنياهو استغل الملف الإيراني بالتهديد بضرب إيران عسكريا لمنعها من استكمال برنامجها النووي. سمعناه في اوائل العام 2008 حين نشرت بعض وسائل الاعلام تصريحات لبعض المقربين من اصحاب القرار الامريكي تؤكّد أنّ خطط الحرب انجزت بين امريكا واسرائيل ولم يبقَ سوى تحديد ساعة الصفر التي يمكن ان تبدأ في اواخر شهر ايار عام 2008. انها الحرب بدات بالفعل وبدأت "التكتكة". لم يحدث شيء بالرغم من تعاون النظام السعودي "ال سعود" بفتح المجال الجووي للطائرات الاسرائيلية لضرب إيران.

بعدها سمعنا أنّ اسرائيل أعدّت العدّة لضرب إيران في شتاء 2010 بعد أن تمّ التدريب على ذلك في دولة "كازاخستان" المسلمة!! وبعد أن حصلت على قواعد عسكريّة داخل تلك الدولة وانتقلوا إلى اوائل عام 2011 وبعدها ألقى نتنياهو خطابه الاخير داخل الكونغريس الامريكي في الشهر الاخير للانتخابات البرلمانية الإسرائيليّة بخصوص برنامج إيران النووي وحول الملف الإيراني " ذلك الخطاب الذي لاقى الترحيب من قبل اعضاء الكونغرس الامريكي ترحيب لم يحظَ به أي رئيس لأيّة دولة في العالم وحتى انه تحدى الرئيس الامريكي "اوباما" مهددا ومتوعدا بضرب إيران.

ما الذي حصل بعد الاعلان على التواريخ المذكورة؟ تواريخ الهجوم العسكري على إيران. المزيد من بناء المستوطنات وتهويد مدينة القدس والمزيد من بناء الوحدات السكنية ورقعة الاستيطان وبقي الحال على ما هو عليه بالنسبة للحرب على إيران. تهديد وابتزاز اموال امريكية ولفت الانظار وذلك لتعود التصريحات العنترية لبعض الوزراء واعضاء الكنيست منهم من قضى على إيران ببضع ساعات" اخيرا ثبت أنّ جميع الاطراف التي هددت بضرب إيران عسكريا لا تريد المواجهة العسكرية مثلهم مثل الذي هدد بالسيف للابتزاز وليس للضرب او مثل ذلك الصياد الذي وضع ريشة في قبعته وملأ حقيبته بالسهام وتوجه للقيام بمهمة كبيرة وهي تتبع آثار النمر لاصطياده. انتقل الصياد من قرية إلى قرية واستجوب الناس كل الناس حتّى عابري السبيل اذا كانوا قد رأوا آثار النمر. صعد إلى جبل وهبط وادٍ حتّى وصل إلى غابة فهمس له رجل تواجد في الغابة "ها هو النمر يختبىء وراء هذه الشجرة وهذا طرف ذيله !" فقال له الصياد: "يا غبي تتحدث عن النمر دفعة واحدة أنا لم اسأل إلّا عن آثار النمر!". بعد التوقيع على الاتفاقية المبرمة بين إيران والدول الخمس + واحد الكبرى لم تعد اسرائيل وحدها ضد الاتفاقية التي وقع عليها مؤخرًا وإنّما معظم دول الخليج بدأوا بالاحتجاج والتذمر ومن ضمنهم مصر والأردن وعلى رأس تلك المجموعة المسماة "دول عربيّة واسلاميّة " حكام آل سعود وهنا يكمن السؤال: من يشكل خطرًا نوويًّا على آل سعود ومن أقرب مسافة: إيران أم اسرائيل؟!.

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة