تكلم كل من البطريرك ميشيل صباح كلمة مهنئا سيادة المطران الياس شقور باليوبيل الذهبي ومرور 50 عامًا من العطاء والإيمان والتطوير
الشيخ سمير عاصي إمام مسجد الجزار في عكا القى كلمة تهنئة بالمناسبة مؤكدًا على اللحمة بين الطوائف والتعايش الاسلامي المسيحي المصيري لمواجهة دعوات التفرقة والتقسيم
رفيق موفق خوري:
هذه المناسبة هي محطّة بارزة من حياةِ سيادَتِكُم تَدُلُّ على خدمةٍ طويلةِ الأمَدِ في حقلِ الرّب أدَّيْتَ فيها خَدَمات كثيرة لا تُعَدُّ ولا تُحصى من الطّقوس الدّينيّة المختلفة
نتمنّى لسيادة المطران شقور فَيْضَ النِعَم ووافر البركات والتّقَدُّم والازدهار وأن يمنَحُكَ الرّب القدير الصحّة والعافية لمتابعة خدمة رسالتكم بشفاعة أم الله وبشفاعة جميع القدّيسين والقدّيسة مريم ليسوع المصلوب
إحتفل المئات بمناسبة اليوبيل الذهبي (50 عامًا) على رسامة الكهنوت للمطران الاب الياس شقور الموقر، وذلك في قداس إحتفالي تاريخي في كنيسة العظة على جبل النور في عبلين، بمشاركة سيادة المطران جورج بقعوني، وغبطة البطريرك ميشيل صباح، وسيادة المطران بطرس المعلم، والمطران بولس ماركوتسو نائب بطريرك اللاتين، والمطران ياسر عياش من الأردن، ولفيف من الكهنة والراهبات من شتى انحاء البلاد، والشيخ سمير عاصي إمام مسجد الجزار في عكا، والأب عواد عواد، والأب سابا حاج، وكهنة طائفة الروم الارثوذكس في عبلين وغيرهم من الشخصيات الثقافية والاجتماعية من عبلين والمنطقة.
خلال الإحتفال
بعد القداس الإحتفالي مباشرة، كانت هنالك فقرة فنية مع الفنان مروان قادرية ووصلة زجل وحدادية وعرض للمفرقعات النارية، وبعدها قام المطران المحتفى به بتقطيع كعكة (50 عامًا) على الرسامة الكهنوتية، وبعد التضييفات والحلويات وزع على الحضور هدية عبارة كتاب "خوة الدم". وبعد ذلك إنطلق الاحتفال الرسمي في قاعه الاوديتوريوم، تخلله عرض فيلم قصير لمحطات ومسيرة سيادة المطران شقور.
بعد ذلك تولى عرافة الاحتفال الاستاذ فكتور روحانا، حيث رحب بجميع الحضور وبقصيدة وجهت لسيادة المطران بهذه المناسبة العطرة، فيما تكلم كل من البطريرك ميشيل صباح كلمة مهنئا سيادة المطران الياس شقور باليوبيل الذهبي ومرور 50 عامًا من العطاء والإيمان والتطوير، مشيدًا بأعماله وبنائه للمؤسسات التعليمية في عبلين، وتمنى له المديد من العمر والكهنوت المبارك، وبعده رتلت الفنانة المتألقة ذات الصوت الملائكي مريم طوقان ترتيلة جميلة بالمناسبة.
والقى الشيخ سمير عاصي إمام مسجد الجزار في عكا كلمة تهنئة بالمناسبة مؤكدًا على اللحمة بين الطوائف والتعايش الاسلامي المسيحي المصيري لمواجهة دعوات التفرقة والتقسيم وتعميق اواصر المحبة والتآخي والتسامح والوحدة، وتمنى للمطران الياس شقور مديد العمر والعطاء. والقى المربي الياس ابو غنيمة مدير المدرسة الثانوية مار الياس عبلين كلمة تهنئة باليوبيل ذكر وتذكر فيها ابتداء مسيرته الحياتية والتعليمية مع سيادة المطران الياس شقور وطمأن المطران بالحفاظ على المنجزات التي تحققت وستحقق. شاكرا له تمهيد الطريق لتثبيت البقاء وبإسم جمعية المؤسسات تمنى للمطران مديد الحياة والعطاء. كما وشاركت جوقة وفرقة الكروان عبلين بفقرة غنائية في الحفل التكريمي بأغانيها وموشحاتها الجميلة بقيادة المايسترو نبيه عواد، هذا وتحدث الدكتور جريس خوري مدير مركز اللقاء ساردًا صفحات عطاء ونور وخدمة للمطران المكرم، متحديًا التشريد من كفر برعم مسقط رأسه الاول ليؤسس مؤسسات تعليمية يفتخر بها محليًا وعالميًا.
خدمة دينية
ومن ثم كلمة لرفيق موفق خوري وجاء في كلمته: "كهنتُكَ يلبسون البِرّ وأتقياؤكَ يهتفون"، يُسعدني أن أقِفَ أمامكم اليوم في هذه المناسبة السّعيدة ذكرى رسامتكم الخمسون يا سيادة المطران الياس شقّور، إنَّ هذه المناسبة هي محطّة بارزة من حياةِ سيادَتِكُم، تَدُلُّ على خدمةٍ طويلةِ الأمَدِ في حقلِ الرّب، أدَّيْتَ فيها خَدَمات كثيرة لا تُعَدُّ ولا تُحصى، من الطّقوس الدّينيّة، المختلفة، سواءٌ كان إقامة القدّاس الإلهي وتناول القربان المقدّس، والإرشادات والمواعظ والتّعاليم المسيحيّة المختلفة. وكذلك المحاضرات الدّينيّة داخل البلاد وخارجها. هذا إلى جانب الكتب الهامّة التي خطَّها يراعُك. ولا نَنْسى البناء للمدارس – كُنْتَ دائمًا تقول نريدُ أن نهتمَّ بالتّعليم من الحضانة إلى الجامعة، وهذا ما هو موجود. إنَّ الصّروح التّعليميّة الموجودة تشهد على اهتمامك بالتّعليم والتّربية والثّقافة ليس فقط لأبناء عبلّين، وليس فقط للمسيحيّين إنّما لجميع المدن والقرى بشتّى طوائفها. وأُريد أن أذكر في هذه المناسبة راهبتين عزيزتين علينا وعليك أيضًا يا سيادة المطران حيث عملتا إلى جانِبِكَ: الرّاهبة سير جيزْلِن والرّاهبة سير نزارينا - رحمهما الله، اللتين كانتا لهما الأثر الكبير على جيل النّاشئة والتّربية المسيحيّة الحقيقيّة لأطفال عبلّين عامةً سواءٌ كان في روضات مريم بواردي أو في التّعاليم للتحضير للمناولة الأولى في الكنيسة الكاثوليكيّة، وأيضًا في تعليم أشغال التطريز والحياكة لكافّة نساء وشابّات القرية. ولا ننسى خدمتهُنّ في الكنيسة والأنطوش إلى جانب أبونا الياس شقّور، نطلب لهما الرّحمة مرّةً أُخرى".
سبيل الخلاص
وأضاف: "إنّ مسيرة خمسون عامًا من الكهنوت، لا تَتَّسِع الصّفحات لِتَدوينها، ولا كل الكلمات على إيفائِها الحق بالتّعبير عنها. وهنا أستشهد بما جاءَ في رسالة القدّيس بولس الرّسول الثّانية إلى أهل تيموثاوس: "وذلك كي يكونُ رجل الله كامِلًا معدًا لكل عمل صالح"، أمّا أنتَ فأثْبَتَّ على ما تَعَلَّمْتَهُ وأيقَنتَهُ، عارِفًا ما تَعَلّمْتَهُ وأنّكَ منذُ الطّفولة تعرفُ الكتب المُقدّسة القادرة أن تُصَيِّرَكَ في سبيل الخلاص بالإيمان الذي هو ربّنا يسوع المسيح لهُ المَجد. وسيادَتكم سيّدُنا مشَيْتَ على خُطى السّيّد المسيح في تعاليمِهِ وأفعالِهِ. في ذكرى رسامتِكُم الخمسين لا يَسَعُني إلّا أن أتمنّى لكم في هذا اليوم المبارَك – أن يبارك الرّب كهَنوتكم ورسالتِكُم بشفاعة أمّنا العذراء مريم. كما ونتمنّى لكم فَيْضَ النِعَم ووافر البركات والتّقَدُّم والازدهار. وأن يمنَحُكَ الرّب القدير الصحّة والعافية لمتابعة خدمة رسالتكم بشفاعة أم الله، وبشفاعة جميع القدّيسين، والقدّيسة مريم ليسوع المصلوب. نَبتَهِلُ إلى الله العَلي القدير أن يَمُدَّ في حياتِكم يا سيّدَنا لنحتفل معًا باليوبيل الماسِيّ لكهنوتك إن شاء الله".
هذا، وإختتم سيادة المطران الياس شقور بكلمة شكر لكل الذين حضروا الاحتفال ومن ساهم في تنظيمه وإنجاحه. ومن الجدير بالذكر أنّه تم تعليق لافتات تحمل صورة سيادة المطران شقور، يتخللها جمل وعبارات من اقوالة علقت في شوارع قرية عبلين وفي مسار مدخل المؤسسات التربوية فيما وزع على الحضور مئات من العلب لعسل شاهين تعبيرًا على حلاوة الاحتفال التاريخي الذي أعد من قبل رفيق موفق خوري ومجموعة من الشباب المحبين للقرية وبالتنسيق مع جمعيه مؤسسات مار الياس التربوية.