مع الأيام الأولى لإحتلال المؤسسة الاسرائيلية لشرقي القدس والمسجد الأقصى المبارك مطلع حزيران من العام 1967م – وإن سبقتها بعشرات السنين حفريات تلمودية تحت مظلة جمعيات بريطانية او فرنسية عرفت وجهتها - ، بدأت عمليات الحفر الاسرائيلية تحت المسجد الأقصى المبارك ومحيطه القريب وفي أنحاء من البلدة القديمة في القدس ، ولم تتوقف هذه الحفريات على مدار واحد واربعين عاماً ، حيث حُفِرت عدة أنفاق تحت المسجد الأقصى والمحيط الملاصق له ، وأحدثت هذه الحفريات أضراراً جسيمة على المباني الملاصقة للمسجد الأقصى على مدار سنوات الاحتلال الاسرائيلي ، في الأشهر والأيام الأخيرة تصاعدت وتيرة الحفريات الاسرائيلية تحت وفي محيط المسجد الأقصى خاصة في المنطقة الواقعة على طول الجدار الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى المبارك ، هذه الحفريات أدت الى انهيارات عدة داخل المسجد الأقصى أبرزها الانهيار عند سبيل قايتباي ، والانهيار في طريق باب المغاربة ، كما أدت هذه الحفريات الى تشققات وانهيارات في عدة بيوت في البلدة القديمة والمنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى ( بلدة سلوان) .
هذا وقد قامت مؤسسة الأقصى من خلال زياراتها الميدانية بتوثيق هذه الظاهرة وجمعت شهادات حية من أهل القدس ، ومن ثم انتجت فيلماً وثائقياً بعنوان "قبل ان تنهار" والذي عرض اليوم عليكم في هذا المؤتمر الصحفي ، والذي يشمل عشرات الشهادات وحالات الانهيارات في البيوت المقدسية بعضها داخل المسجد الأقصى المبارك - منطقة باب المطهرة - ، وبعضها ضمن المنطقة الملاصقة للمسجد الأقصى ضمن الجدار الغربي للمسجد الأقصى - حوش العسيلي والزربا وعوض الله- ، وبعضها في المنطقة المحاذية للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك في منطقة وادي حلوة في بلدة سلوان وامتداداً حتى منطقة عين سلوان .
ظاهرة التشققات والانهيارات في بيوت القدس تنذر بخطر تهدم وانهيارات كبيرة داخل المسجد الأقصى وعلى طول الجدار الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى المبارك ، وهذا ما أشار اليه أهل القدس في شهاداتهم بل الى احتمال تهدم أحياء كاملة ملاصقة للمسجد الأقصى ، مما يؤدي بمجمله الى حالة من الجزع والخوف على عموم العائلة الفلسطينية المقدسية وخاصة الأطفال .
كما وأكد أهل القدس في الفيلم الوثائقي الى ان المؤسسة الإسرائيلية تستهدف من خلال حفرياتها أولا المسجد الأقصى المبارك ، ثم تشريد وتهجير أهل القدس من بيوتهم لتفريغ المنطقة الملاصقة للمسجد الأقصى من الفلسطينيين بهدف الاستيلاء على هذه المنطقة المهمة وتهويدها بالكامل .
من جهتهم أكد اهل القدس انه وبالرغم من مخاطر هذه التشققات في بيوتهم على أنهم مصممون على التمسك ببيوتهم ومساكنهم ، وإنهم صامدون في القدس دفاعا عنها وعن المسجد الأقصى المبارك ، وان كل أساليب الترهيب والتخويف من جهة والإغراء المالي من جهة أخرى من قبل المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها الاستيطانية لن تثنيهم عن ثباتهم وصمودهم في مدينة القدس وفي المسجد الأقصى المبارك .
يوجه أهل القدس في الفيلم الوثائقي " قبل أن تنهار" نداءاً عاجلاً الى الحاضر العربي والاسلامي والفلسطيني الى ضرورة الاهتمام بشؤون مدينة القدس ، وتقديم كل الدعم اللازم للاسهام في تثبيتهم في بيوتهم في مدينة القدس ، وفي سبيل مواجهة أساليب وسياسات التهويد الاسرائيلية ، كما يوجه الفيلم بعمومه نداءاً لإنقاذ القدس وبيوت القدس قبل ان تنهار وينهار معها أجزاء من المسجد الأقصى المبارك.