دعيت في هذه الأيام الى عدد كبير من المدارس للمشاركة في احتفالات التخريج، والحقيقة أن المشاهد كانت رائعة وتثلج الصدر، كذلك الأنظمة والإنفتاح الذي لمسته لدى إدارات المدارس ولدى الطلاب والأهالي، كذلك المحبة الكبيرة التي استقبل بها الأهالي طلبة العلم المتفوقين وفرحة الجميع بتخرج فلذات الأكباد، ولكن ما لفت انتباهي هو عدم وجود موسيقى موحدة لأفتتاح أو اختتام هذه الإحتفالات، فالموسيقى التي تنطلق مع دخول الخريجين تختلف من مكان الآخر، ومعظمها موسيقى أوروبية، طبعا لست ضد أي نوع من الموسيقى، أوروبية أو غير ذلك، وهي بالمناسبة جميلة جدا ونوعيتها راقية ولفنانين عالميين، ولكن الكلمات حيث توجد كلمات غير مفهومة للجمهور والله يعلم ماذا تقول كلماتها، أما الموسيقى وإن كانت جميلة، إلا أننا نحتاج في لحظات كهذه الى موسيقانا، موسيقى تعزز شخصيتنا وهويتنا الوطنية وتشعرنا بأننا مجموعة قومية متراطبة لها تاريخ وتطلعات واحدة!
لماذا نسمع في الإفتتاح أو الذروة او الختام لحنا أوروبيا ولا نسمع لحناً مثل "موطني"،هذا اللحن الرائع الذي ينتشر في هذه الأيام على بعض الهواتف النقالة دون أن يعرف معظم الشباب أنها موسيقى"موطني"، وأنها من ألحان الأخوين فليفل لقصيدة إبراهيم طوقان، لماذا لا يدخل الطلاب الآحتفال على موسيقى وكلمات موطني بالذات! أو بكتب إسمك يا بلادي ع الشمس ال ما بتغيب!
حقيقة شعرت بأن هناك تقصيرا من قبل المنظمين ، شعرت أنهم يتحاشون الكلمات أو الألحان الوطنية! الأمر الذي يشعرنا بضياع وتشتت وانتماء ضعيف وتذيل للآخرين حتى في موسيقى المناسبة، كان واضحا أن هناك شيئاً ما ناقص هو نشيد وطني ، ولكن وبما أننا لسنا أحراراً في بلادنا ووطننا، وليس لنا نشيدنا الوطني مثل شعوب أخرى، إلا أننا اعتدنا تعويض هذا النقص بنشيد موطني أو بلادي بلادي، وفي حقبة ما كانت مناسباتنا مصبوغة بأغنيات مثل "بكتب إسمك يا بلادي عالشمس ال ما بتغيب، لا مالي ولا ولادي على حبك ما في حبيب...هل تغير شيء منذ ذلك الحين! مسؤوليتنا أن نسلم للأجيال الصاعدة تراثا فنياً للمناسبات الوطنية...ودائما وأبدا ..بكتب إسمك يا بلادي عالشمس ال ما بتغيب...وموطني موطني ...الجلال والجمال ...والسناء والبهاء ..في رباك في رباك..