ناقشت لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست، اليوم الثلاثاء 21/11/2006، وبطلب من النائب د. عزمي بشارة موضوع توفير المواصلات لطلاب قريتي الحسينية والكمانة الذين يتعلمون في قرية نحف.
وقد افتتح الجلسة النائب د. بشارة قائلاً ان هنالك ما يقارب ال 150 طالباً من قريتي الكمانة والحسينية يعانون منذ افتتاح السنة الدراسية الحالية من عدم توفير الوزارة والمجلس الإقليمي "مسجاف" للمواصلات التي تقلهم من قراهم الى مدارسهم في نحف. وان المجلس الاقليمي مسجاف يشترط توفير المواصلات بأن يترك الطلاب مدارسهم في نحف وينتقلون للدراسة في قرية وادي سلامة التي تقع ضمن نفوذ المجلس الاقليمي مسجاف وتبعد 15 كم عن قراهم وهذا الامر يرفضه الطلاب واهاليهم الذين يريدون ان يتعلم اولادهم في قرية نحف كما هو الامر منذ عشرات السنين، وأن البديل الوحيد هو إقامة مدرسة إعدادية في الحسينية والكمانة.
وقد حضر الجلسة عدد من الأهالي الذين عبروا عن إمتعاضهم من قرار مجلس مسجاف بعدم توفير المواصلات ومحاولة إجبارهم على نقل أبنائهم لمدرسة اخرى قائلين " أن طلاب الحسينية والكمانة يتعلمون بمدرسة نحف منذ سنة 1962 أي قبل قيام المجلس الإقليمي مسجاف، ولا نقبل بأن يقرر هذا المجلس ما هو الأفضل لنا ولأبنائنا" وأشاروا الى أن عدم توفير المواصلات أدى الى تعذر الطلاب من الوصول الى الحصص الاولى والى ترك عدد من الطلاب التعليم.
وقد عبر رئيس المجلس الإقليمي مسجاف عن رفضه بتوفير المواصلات لنحف معللاً ذلك بأن "هنالك قرار بالمجلس بأن على أبناء البدو الدراسة بمدارس خاصة بهم وعدم إضطرارهم لإستخدام مدارس اخرى! وأن قرارهم بإرسال الطلاب الى قرية وادي سلامة كان بالإتفاق مع وزارة المعارف".
واجاب النائب بشارة بأن رئيس مجلس مسجاف يتصرف كمستعمر صغير يريد أن يبني جهاز تعليم للبدو مفصول عن العرب. في حين أن "البدو هم جزء لا يتجزء من الشعب العربي ولا يجوز تعريفهم بغير ذلك وليس هنالك جهاز تعليم بدوي مختلف، ولكن المقصود هو التفرقة وتجزئة الشعب العربي وهذه هي الأيديولوجيا التي يتعمد المجلس تنفيذها وهذا مرفوض تماماً". كما أكد النائب بشارة أن حدود مسجاف حدود مصطنعة وأن العلاقة بين الكمانة ومحيطها بما في ذلك الدراسة في نحف سابق على قيام مسجاف. وهذا ما أكده ايضا النائب محمد بركة.
وقد وافقت ممثلة وزارة المعارف في نهاية الجلسة، وبعد الضغط على المجلس وعلى وزارة المعارف، بإدخال طلاب الحسينية والكمانة بما يسمى "نفوذ مزدوج" بحيث يتسنى لهم الإختيار والبقاء بمدرسة نحف وهذا يفرض على مجلس مسجاف توفير المواصلات للطلاب للمدرسة كحل مؤقت لسنة دراسية واحدة.
وأيد هذا الموقف الراب ملكيور رئيس لجنة التربية والتعليم الذي تضامن مع مطالب أهل البلدتين. وقد حضر الجلسة النواب جمال زحالقة ومحمد بركة وعباس زكور وغيرهم، وقد ايدوا جميعا قرار الأهالي الجماعي وطالبوا مجلس مسجاف بالتعامل معه ليس باعتباره قرارا فرديا بل كوضع قائم يتضمن تجربة تعليمية ناجحة.