الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 16:02

ليدي-يقين اغبارية: أطمح أن أبحث الفيزياء في معهد سيرن السويسري

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 16/09/15 13:02,  حُتلن: 17:56

الاكاديمية يقين محمود اغبارية من أم الفحم:

 اتمنى أن تكون نزعة العنف اقل وطأة في بلدي

 الفتاة بحاجة لسند في مضمار التعليم

شغفي في الفيزياء بدأ وانا في الثانوية، حيث كان تخصصي حينها الفيزياء والحاسوب، موضوع الفيزياء بوابة كونية لفهم كل الامور التي تحدث بالكون

أريد أن اكمل للقب الثاني والثالث وأن أعمل في البحث الفيزيائي .اريد الوصول للعمل في معهد سيرن في سويسرا 

بالرغم من انها فتاة ملتزمة متحجبة من مدينة أم الفحم، الا أنها ارادت أن تشق طريقًا ليس بالعادي والطبيعي لفتاة وخصوصا أنها فتاة عربية، هي طالبة تدرس موضوع الفيزياء في السنة الاولى في معهد التخنيون - حيفا، إنها الطالبة يقين محمود اغبارية، تحلم أن تشق طريق كله نجاحات في عالم الفيزياء، وترغب في أن تكون باحثة في العالم الفيزيائي، وأن تصل وتعمل في معهد سيرن السويسري. يقين في بداية طريقها، كلها طموح وحيوية وكان لنا معها هذا الحوار...


 يقين محمود اغبارية

• ليدي : لماذا توجهت لهذا المجال؟
يقين :
شغفي في الفيزياء بدأ وانا في الثانوية، حيث كان تخصصي حينها الفيزياء والحاسوب، موضوع الفيزياء بوابة كونية لفهم كل الامور التي تحدث بالكون حتى يستشعر الانسان بعظمة الله وقدرته في خلقه ،فلهذا احببت الموضوع وبدأت ابحث في الشبكة العنكبوتية عن الكثير من المواضيع ذات صلة بالفيزياء حتى قررت دخول هذا المجال لاصبح باحثة فيزيائية.

• ليدي : الى ماذا تطمحين في هذا المجال والى اين تريدين الوصول؟
يقين :
ان شاء الله أريد أن اكمل للقب الثاني والثالث، وأن أعمل في البحث الفيزيائي .اريد الوصول للعمل في معهد سيرن في سويسرا، وهذا المعهد يقوم ببحث الجزيئيات الصغيرة في المادة.

• ليدي : هل هناك احد من العائلة له خلفية في هذا المجال؟ ولماذا انت مرتبطة كل الارتباط بهذا المجال؟
يقين : لا يوجد احد في عائلتي لديه خلفية في هذا المجال ،ارتباطي تأسس في الثانوية كما ذكرت وهذا بدأ حيث كنت اقرأ مقالات علمية التي طلبت منا في ايام الثانوية.

• ليدي : لقد بحثنا عن الطلاب المتفوقين وكنت انت منهم ،اشرحي لنا عن قصة نجاحك.
يقين :
 في بداية سنة التعليم كان الامر صعب جدا وكان يأخذ الكثير من وقتي وكنت اضطر للنوم هناك ،فقد كان الفصل الاول صعب جدا.

• ليدي : كيف كانت السنة الاولى من التعليم وما هي الصعوبات التي واجهتك؟
يقين : 
الفصل الاول في التخنيون كان من اصعب فترات حياتي ،سواء كان من الضغوطات التي كانت بمثابة صدمة في بداية الامر ،كما كانت المهام المطلوبة صعبة جدا ومن احدى الصعوبات التي واجهتني ايضا هي اللغة ،فقد كانت لغتي العبرية ضعيفة وايضا كان هناك القليل من الاحباط ،فقد كنت متعودة على العلامات العالية في الثانوية والان النجاح هو المهم ،فالعامل النفسي اثر علي كثيرا في الفصل الاول ولكن بعد ذلك قمت بتخفيف بعض الامور التي كانت تضغطني وأصبحت الامور افضل بكثير من السابق وتعديت الضغوطات النفسية والضغوطات العالية التي كنت اواجهها ،والحمد لله في الفصل الثاني قلبت كل الامور للأفضل وتعلمت كثيرا من تجربتي في الفصل الاول وعرفت كيف ادير وقتي بالشكل الصحيح واصبحت لدي قوة التي لم اكن امتلكها في السابق.

• ليدي : من اين لك هذه القوة ومن الذي وقف الى جانبك في هذه الفترة الصعبة؟
يقين : 
اهلي قاموا بدعمي نفسيا ،واكبر الفضل لهم فكانوا دائما يشجعونني ويعطونني دفعة الى الامام ،وايضا مستشاريّ موضوع الفيزياء في التخنيون كان لهم الفضل في توجيهي الى الطريق الصحيح ،وانصح كل الطلاب العرب الذين يدرسون الفيزياء بالتوجه الى المستشارين لإرشادهم الى الاصح دائما.

• ليدي : هل في مدارسنا العربية هناك التوجيه الواضح الذي يعطي الطلاب اختيار المواضيع التي تلائمهم؟
يقين : مدرستي بشكل خاص كانت تبذل بعض الجهود من الادارة والمعلمين ليوجهوا الطلاب ،فقد كنت اتعلم في المدرسة الاهلية ام الفحم وكان هناك المستشارون الذين كانوا يوجهون الطلاب الى مثل هذه الامور ،فمدرستي كانت تبذل جهدا كبيرة نسبة لباقي المدارس العربية ،بينما في المدارس بشكل عام لا يوجد من يوجه للطلاب لكي يقوموا بالاختيار المناسب ، فمن المفروض اذا وجد الانسان في المكان المناسب له يمكن ان يبدع في مجاله
وايضا حتى مجالات التخصص التربوية غير موجودة لديهم كمعلمين، فلا توجد الكفاءة لدى المعلمين في توجيه الطالب لميوله ،وايضا الاهالي لا يوجد لديهم الوعي الكافي في هذا المجال ،فالشيء الدارج عندنا كعرب ان الاهل الذين كان لديهم طموح وميول معينة ولم يقوموا بتحقيقها يرشدون اولادهم لاتخاذ ميولهم لكي يحققوا ما لم يقوموا بتحقيقه بالسابق ،بينما يكون لدى اولادهم ميول اخرى تختلف عن اهلهم.

• ليدي : ما هي توجيهاتك في هذا المجال لكي يكون الوضع مثالي اكثر لدى عائلاتنا العربية؟
يقين :
 اتوجه للجهات المسؤولة بتنظيم دورات توعية للأهل ،وفي نفس الوقت اللوم لا يقع فقط على الاهل فيجب توعية هذا الجانب بهم، اذا تمت معالجة هذا المجال يمكن ان نبدع وان نعطي الكثير لمجتمعنا. لدي ايمان وهو انني استطيع ان اكون في اي مكان اريده حتى واذا لم اكن اهواه او لدي اي ميول له.

• ليدي : ماذا تعني لك مدينة ام الفحم؟
يقين : 
وطني المنتظر ،فعند وجودي في التعليم اكون بغربة عن وطني ،رغم وجود بعض الامور السلبية بها فهي موطني الخاص ومكان نشأتي ووجود الدفء والحنان.

• ليدي : ما هي الامور التي تتخوفين منها في مدينة ام الفحم واي مدينة تريدين؟
يقين : 
اتمنى ان تكون نزعة العنف اقل وطأة في بلدي ،فالعنف لدينا ظاهر جدا. اتوقع مستقبلا ان يقوم شباب ام الفحم بتغيير هذا الواقع.

• ليدي : هل بدأت ببناء علاقة جديدة مع مدينة حيفا؟
يقين :
 صراحة العلاقة تكون بيني وبين التخنيون وليس مع مدينة حيفا.

• ليدي : ماذا يعني لك التخنيون بعد عام من هذه الحياة الجديدة؟
يقين :
 اشعر أن التخنيون هو بيتي الثاني ولكن في الفصل الاول كان رهيب جدا، الان اشعر ان العلاقة بيني وبين هذا المكان قوي وبدأت اشعر البيتوتية وارى مستقبلا تواجدي به ،حيث اريد ان اكمل للقب الثاني والثالث ،احلامي وانجازاتي ستكون فيه.

• ليدي : هل ستقومين بزيارة المعهد بسويسرا قبل تحقيق الحلم؟
يقين :
 لا اعرف ان كانت الامكانيات تسمح بالذهاب الى هناك ولكنني اريد المحاولة ،رغم انه لا توجد لدي مخططات حاليا لزيارته.

• ليدي : هل لك من كلمة كفتاة بخصوص صعوبة التعليم على الفتاة اكثر من الشاب؟
يقين : 
صحيح، بالطبع بكوني فتاة مسلمة وملتزمة علاقتي مع الشباب فقط علاقة الزمالة في التعليم ،فالفتاة بحاجة لسند في مضمار التعليم لان حالها اضعف من حال الشاب وخاصة بالغربة ،فمثلا لا اخرج بالليل واحاول كثيرا البقاء بالسكن الجامعي وبشكل عام لا يوجد لدي الصديقات القريبات فلا اشعر بالأمان المحيط.

• ليدي : بالرغم من هذا قامت الفتاة بالكثير من الانجازات والنجاحات.
يقين :
 صحيح فالفتاة قادرة على تحدي كل العقبات ،ولكن تبقى تجربة الشاب اسهل من تجربة الفتاة بالتأكيد.

• ليدي : هل وجودك بمثل هذا المجال المتميز يؤكد ان الفتاة حققت الكثير من الانجازات في العديد من المجالات؟
يقين : 
نعم حققت التطور ،ولكن ليس كافيا ،فالفتاة العربية بحاجة الى التطور وبحاجة الى التوعية لكي تحقق هذا التطور الذي اشرت اليه فالوضع ليس كما يجب ،فالوضع الذي نطمح اليه بعيد المنال.

• ليدي : هل لك من كلمة اخيرة تقولينها للفتاة العربية؟
يقين : المجتمع العربي والامة العربية بحاجة لمن يرفعها للأعلى لأنها غارقة، حاليا هناك بعض التحسن الذي طرأ ، هناك حاجة لمن يسد بعض الثغرات هنا وهناك ،سواء كان بالعلم او بالعمل ،واجب على كل طالب ان يحمل هم الامة وهم المجتمع العربي ووضعه في سلم اولوياته وليس فقط تحقيق اولوياته الشخصية ،فالمجتمع بحاجة ماسة الى العون.

مقالات متعلقة