الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 07:01

خطوة في سبيل محو الامية في سخنين

من امين بشير
نُشر: 23/07/08 18:38

إن ما تحقق من برنامج محو الأمية في جمعية "منكم واليكم سخنين معكم" يدعو لإنشراح الصدور فتجد الأم والجدة تذهب لطلب العلم مثلها مثل الآخرين لتنفع بهذا العلم أبنائها وأحفادها وتتطلع إلى آفاق المستقبل ويتلاشى الظلام التي عاشته سنوات طويلة وتشق طريقها نحو حياة أفضل وتأخذ بقول الرسول الكريم "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"وإن شعار الجمعية "مجتمع بلا أمية" يتجلى في النهوض بأمة ترتقي للعلى كما جاء في الحكمة (أمة تقرأ.... أمة ترقى).

 سورية الاصل ولكنها تعكف لنهضة نساء سخنين
المربية المتقاعدة الحاجة مريم ابو ريا(ام الرائد) تبلغ من العمر 59 سنة وام لـ 5 ابناء هي من سكان مدينة عكا البلدة القديمة وقد وصلوا اليها قادمين من قرية كورسي في سوريا ووالدها شيخ ومنشد ديني كانت وصيته قبل وفاته بان يكمل الابناء دراستهم ومن بينهم مريم التي كان عمرها عند وفاة والدها ثماني سنوات وقد اكملت والدها رعايتها ودعمتها في كل توجهاتها العلمية .
الفكرة انطلقت من المنزل
وتقول المربية مريم انا خريجة دار المعلمين العرب في العام 1969 وبدأت عملي كمعلمة في مدرسة "ج" أي ابن سينا اليوم وامضيت فيها 37 سنة ومنذ تقاعدي عن العمل بمهنة التدريس ولي ميول اجتماعية في خدمة الجمهور وخاصة الاطفال في ضائقة وقد عملت على دعوة العديد من النساء من حولي للمساهمة بهذا العمل الانساني وبدأنا بالعمل في هذا الاتجاه واصبحت المساعدات تصلنا وبدورنا كنا نقوم بتوزيعها حسب الاحتياجات وتبلورت لدينا الفكرة مع ابنتي العاملة الاجتماعية بتطوير المشروع ولذلك استخدمت المنزل الخاص بالعائلة مدة اربع سنوات كمستودع ومشغل لترتيب وتهذيب المساعدات العينية التي تصلنا من ملابس ومواد غذائية وغيرها .
محو الامية أعادت لها زوجها من جديد
وتضيف الحاجة مريم ابو ريا ان إحدى السيدات اللواتي يتعلمن محو الامية قد قالت لها ان زوجها ومنذ مدة طويلة لم يجالسها ولم يتحدثا عن أي موضوع غير انها ومنذ ان بدأت تتعلم الاحرف واستطاعت بفترة قصيرة من تركيب الكلمات تغيرت معاملة زوجها لها واصبح يتأخر في الصباح في البيت بهدف تناول وجبة الفطور معها ويتبادل معها الحديث ويساعدها في قراءة بعض الكلمات المستعصية عليها وتكونت لديهم علاقة زوجية وصداقة من جديد وقد سمعته عدة مرات يفتخر بها انها تقرأ وتكتب.

الحلم بمعرفة القراءة تحقق بعد انتظار 30 عام
الحاجة حفيظة محمد غنايم "ام حسين " تبلغ من العمر 62 سنة ولها 10 من الابناء وجدة لـ 25 حفيد تقول أنا لم اتعلم بحياتي وكنت أعمل منذ نعومة اظفاري في الفلاحة مع والدي في زراعة الدخان والزيتون ولم يكن عندنا وقت للتعلم واخوتي الذكور الكبار قد تعلموا وكان يسود في ذلك الوقت ان البنات لا يتعلمون في ظل الوضع المادي الصعب .
قبل 30 سنة اشتركت بدورة ليلية مدة أسبوع وتعلمت كيف اكتب اسمي واسم والدي فقط  حتى اذا تواجدت في البنك او أي مؤسسة اخرى ان اتمكن من ان اوقع اسمي.
الان وفي وظائفي البيتية يحاول ابنائي مساعدتي واحفظ من القران الكريم السور القصيرة ما يعادل 20 سورة غيباً وهذا الامر جعلني احلم ليلاً بالآيات القرانية ودائماً افتح التلفزيون على محطات القران الكريم بهدف حفظ تلك السور وتطور عندي الجانب السمعي اكثر والان انا مرتاحة وسعيدة وما ارجوه من الله عز وجل ان يعلمني لانني عندما كنت ارى أي امرأة تقرأ القرآن كنت ابكي من شدة حبي له.

 شاهدت النساء يقرأن القرآن فبكيت على حالي
الحاجة صبحية زبيدات وتبلغ من العمر 48 ام لـ  7 ابناء بنتان و 5 ذكور وجدة لـ 10 احفاد تقول: زوجي تعلم للصف الخامس ابتدائي وتعرض لحادث انفجار قنبلة في رجليه وبعد الحادث اكمل دراسته حتى الصف التاسع أما انا فلم أتعلم بسبب وفاة والدتي وكان عمري حينها 8 سنوات وبما اني الاخت الكبيرة فقمت بتربية اخوتي الـ 8 وكنت انا المسؤولة عنهم بعد وفاة والدتي الامر الذي منعني من الالتحاق بالمدرسة.
لم اعرف كتابة اسمي قبل التحاقي بالدورة التي انتسبت اليها في جمعية منكم واليكم سخنين معكم وكان من الصعب علي ان اساعد الابناء حتى الطفلة في الصف ألاول لا استطيع مساعدتها .
 احدى المرات وقفت وبكيت بعد ان شاهدت نساء أكبر مني سنا يقرأن القرآن وأنا لا اعرف القراءة كنت أفتح المصحف وأقلب صفحاته وأتأتأ لحبي له ولقراءته .
وتضيف الحاجة صبحية ان زوجي وأبنتي في الصف العاشر يساعدونني في حل الوظائف البيتية لكي اتخطى كل الظروف وأستطيع القراءة.

كنت اختبئ بجدار المدرسة واردد ما يردده الطلاب
الحاجة خديجة حسين ابو صالح "ام فوزي" تبلغ من العمر 60 عام وهي ام لـ 10 ابناء ،بنتان و 8 صبيان وجدة لـ 13 حفيد تقول زوجي تعلم حتى صف السابع بينما انا لم اتعلم في حياتي غير يوم واحد ووالدي كان فلاحاً نشيطاً واولى اهتماماً كبيراً بكل ما يخص الزراعة وكان واجب علينا ان نساعده في كل انواع الزراعة مثل القمح ،الشعير ،الفول ونحصد ونحرث الارض ونقلع العشب الضار من الارض ونعمل في قطف الزيتون والبطيخ والسمسم وهذا الامر استمر ولم ندري على حالنا ولا على تعليمنا.
وتضيف الحاجة خديجة بأن منزل العائلة كان قبالة المدرسة "وكنت انظر الى المدرسة وأسمع الاغاني المدرسية منذ الصباح وكنت اتوجه للمدرسة خلسة لاسمع عما يتحدثون وما الذي يتعلمونه وكنت اردد من تحت النوافذ الكلمات التي يتعلمونها وتأتي هذه الحركات رغبة مني في التعلم".
وتؤكد الحاجة خديجة انها قد دخلت دورة قبل 26 سنة وتعلمت الاحرف وفي احد الايام تأخرت قليلاً فقال لها زوجها "خلص لا تكملي الدورة الابناء اهم " لان ابنائي في ذلك الوقت كانوا صغار .


 
 بناتي يساعدونني ولم استطع مساعدتهم في صغرهم
الحاجة عايشة ابراهيم غنايم " ام محمد"تبلغ من العمر 59 سنة ولها 9 ابناء 8 بنات وولد وجدة لـ 31 حفيد تقول لم اتعلم في المدرسة ابداً وهي المرة الاولى التي اتعلم بها وكنت اراقب ابنائي واحفظ منهم واهجىء الاحرف معهم واعرف كتابة اسمي ولا اريد ان ابصم واريد ان اعرف الاحرف حرفاً حرفاً حتى اتمكن من قراءة أي مستند يخصني مثل الصحيفة او لانتبه ما كتب على الشارع من اعلانات ولافتات واتعرف على كل ما هو من حولي وليس فقط ان انظر الى الارض من امامي وبعد بدأت الدورة الحالية اصبحت انظر الى العمارات العالية واقرأ اسماء الحوانيت والمراكز التجارية واسماء اصحابها واشعر بمتعة التعرف على العالم الذي كان مجرد حركة بدون معرفة.
كان من الصعب علي ان اساعد ابنائي وهم صغار في المدرسة واشعر بالذنب والتقصير باتجاههم وهذا يشعرني بالغضب على نفسي فأخواتي تعلمن القراءة والكتابة الا انا لم يكن دعم من والدي  واعمامي ، وحاولت والدتي  ان تساعدني الا انها لم تستطع ذلك اقناع احد منهم.

اريد تعلم قراءة القرآن لاهب لروح زوجي آياته
الحاجة رسمية ابو يونس "ام رمسيس"تبلغ من العمر 54 سنة ام لـ 9 ابناء 4 اولاد و5 بنات وجدة لـ 15 حفيد تقول: والدي متعلم ويقرأ القرآن واخوتي الذكور تعلموا ووصلوا الى مراتب عليا في المعارف ,وجرت العادة عند الناس ان البنات لا يتعلمون وكنا نعمل في الزراعة مع والدي في عدة اماكن .
اتحدث اللغة العبرية نتيجة مخالطتي حينها لليهود في كل مكان نتوجه اليه للعمل في مرج بن عامر وفي راس الناقورة شمال البلاد.
كان من الصعب علينا ان نساعد الابناء في دراستهم ما عدا موضوع الحساب فكنا نساعدهم كون ان ذلك يتعلق بالزائد والناقص وهو امر نفهمه بالسليقة ولم نتعلمه.
والان في الوظائف البيتة ابن اخي يحاول ان يساعدني بحلها غير ان شعور رائع ينتابني وانا اتعلم واجد من حولي نساء اخريات لهن نفس الهدف واعتقد ان هذا هدف سامي وحان الوقت ان كل شخص في هذا المجتمع ان يساهم به من الجانب الذي يراه مناسباً او مفيداً، حتى لدرجة انني انوي قريباً تعلم التيؤوريا وتعلم السياقة لاخدم نفسي بنفسي .

المعيشية كانت سبب الامية
الحاجة زكية بدارنة "ام كمال" تبلغ من العمر 57 سنة ام لـ 9 ابناء 3 ذكور و 6 بنات وجدة لـ 20 حفيد تقول: أنا لم اتعلم ولا يوم في المدرسة كل اخوتي تعلموا حتى من يكبرني تعلم وكانت الحجة عندما جائني الدور بأن الاوضاع صعبة ولا تتمكن العائلة من رعايتي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه العائلة العربية حينها.
وتضيف الحاجة زكية ان تربية الابناء ليست هينة وليست بالامر العابر بل ان له مسؤوليات وقد فشلنا في المسؤولية الاولى فلم نستطع تقديم أي مساعدة علمية لاحد من الابناء الذي ترعرعوا وكبروا وكنا انا وزوجي نلقي المسؤولية عليهم في سبيل ان ينتبهوا جيداً للمدرسين في غرفة الصف وان يعتمدوا على ذلك جيداً غير ان موضوع الحساب كنت اتفنن به لان ذلك يتعلق بمعادلات قسمة وطرح وجمع ليس اكثر وهي امور نفهمها جيداً.
وقبل 20 سنة التحقت بدورة محو امية غير انها لم تستمر لقلة المشاركات وتعلمت فقط كتابة اسمي الكامل بصماً دون ان اعرف الاحرف واصبحت من ذلك الوقت اوقع اسمي على أي مستند يطلب مني التوقيع عليه في المؤسسات الحكومية او البنك وغيرها.
اتلو بعض الآيات من القرآن الكريم غيباً نتيجة لسماعها تكراراً ومراراً وامنيتي ان اتعلم القرآن الكريم وتهجأة احرفه وكلماته وان اتلوه دون مساعدة أحد .

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
295290.30
BTC
0.52
CNY