الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 08:02

الحسينية: عائلة فاعور تتبرع بأعضاء ابنها وتنقذ حياة 4 أشخاص في لقاء مؤثر

أمين بشير -
نُشر: 29/09/15 15:52,  حُتلن: 18:51

 الشاب محمد عمر ذيب فاعور من الحسينية وبعد 8 ايام من مصارعته للموت اقر الاطباء في مستشفى نهاريا وفاته

عمر ذيب فاعور والد الشاب المرحوم:

وجود أربعة اشخاص يرقدون في المستشفى وقد تلقوا منه أعضاء هذا امر اسعدنا ونتمنى لهم الشفاء العاجل وأن نلتقي بهم لنتعرف عليهم وليكونوا لنا ابناء واخوة

والدة المرحوم محمد:

مات فلذة كبدي وحبيبي وسندي، فأبنائي جميعهم غاليين على قلبي، ولكن وفاة محمد كانت قاسية علينا، ونسأل الله أن يصبرنا حتى نستطيع أن نتحمّل بعده عنّا

مدير المستشفى الجليل الغربي في نهاريا الدكتور مسعد برهوم:

تعازينا الحارة ومواساتنا معكم ووقوفنا إلى جانبكم في مصابكم الأليم بوفاة ابنكم الغالي "محمد" ورجاءنا أن تسجلوا هنا موقفنا المعبر عن اعتزازنا بموقفكم الانساني

تبرعت عائلة عمر ذيب فاعور من قرية الحسينية النائية شمال سخنين بأعضاء أحد أبنائها محمد عمر فاعور البالغ من العمر 19 سنة، ما مكن من وضع حد لمعاناة 5 أشخاص آخرين كانوا يعانون من أمراض مختلفة، بعضها فتاك ومفض للوفاة، كالحالة الخطيرة التي عاشها شخص يبلغ من العمر 40 عاما وكان بأمس الحاجة لزراعة قلب، وآخر من العمر 52 عاما كان بحاجة ماسة لكلية وآخر كلية، وشخص رابع كبد، وكانت معاناتهم تزداد قبل أن تكلل بالنجاح عملية زرع الاعضاء لهم تحت إشراف فريق طبي رفيع المستوى بالمركز الطبي الجليل الغربي في نهاريا.

 


 

ووفقا لمعلومات مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب أنّ الشاب محمد عمر ذيب فاعور من الحسينية وبعد 8 ايام من مصارعته للموت اقر الاطباء في مستشفى نهاريا وفاته، وقد مكن تبرع عائلته بأعضائه من الاستفادة من كليتيه، وقلبه وكبده وقد استفاد من التبرع اربعة اشخاص عربا ويهودا كانوا يرقدون بالمستشفى، ففي الوقت الذي كان الحزن يخيم على عائلة فاعور لوفاة ابنها "محمد" فقد شاطرهم هذا الحزن عائلات الاشخاص الاربعة كونهم سيكونون عائلة واحدة مستقبلا مع تلقيهم التبرع بالأعضاء من ذاك الشاب، فكان لطاقم مستشفى الجليل الغربي في نهاريا القسط الاكبر من الجهد في اقناع العائلة بفكرة التبرع وانقاذ آخرين، فكما كان الشاب معطاءً في حياته سيكون معطاءً في مماته وهي رسالة انسانية، والعائلة التي استجابت لهذا التوجه، فقام الوالد عمر فاعور بمراجعة العائلة والاعمام ووجهاء الحسينية الذين رحبوا بالفكرة كونها تنبع من الدين الاسلامي الحنيف الذي حث على العطاء والتبرع في سبيل احياء الانسانية، وبالرغم من قساوة النبأ الحزين على الوالدة والاخوات والاخوة إلا أنّ موقف العائلة كان بأنهم يريدون لقلب ابنهم ان يعيش وان يظل ينبض بالحياة، فكان الجواب لإدارة مستشفى الجليل الغربي بالإيجاب، وتمت عملية الزراعة للأعضاء في أجساد الاشخاص الأربعة، وقد أبدت إدارة المستشفى موقفا مرحبا بشجاعة موقف العائلة الذي كان دون تلعثم، بل كان موقفًا صلبًا مبني على أن إنقاذ شخص واحد كمن ينقذ البشرية فكيف اذا كان الحديث عن اربعة اشخاص يعيلون اربع عائلات.

صباح اليوم الثلاثاء قام وفد من إدارة مستشفى الجليل الغربي في نهاريا بزيارة عائلة المرحوم الشاب محمد عمر فاعور 19 سنة والذي تعرض لحادث طرق يوم 14.09.2015على الشارة الضوئية قرب كرميئيل عندما كان يقود دراجة نارية وقد أصيب بجروح خطيرة نقل على اثرها إلى مستشفى الجليل الغربي في نهاريا، وتلقى الرعاية الطبية طيلة الفترة حتى تبين أنّ الشاب لا يستجيب للعلاج وان حياته اصبحت بخطر شديد، وكانت عندها فكرة الطاقم الطبي المرافق بطرح فكرة التبرع بالأعضاء، ومنهم دكتور جيكستو ريب المساعد الطبي لمدير المستشفى ليفا شتاينر ممرضة ومركزة التبرع بالأعضاء والزراعة، والتي رافقت العائلة خلال مكوث ابنهم محمد طيلة فترة العلاج.

الممرضة ليفا شتاينر مركزة التبرع وزراعة الأعضاء توجهت للعائلة باسم مستشفى الجليل الغربي وأكدت قائلة: "ليس من الأمر البديهي أن تتبرع عائلة بأعضاء ابنها إلّا إذا كانت عائلة ترغب بأن ترى ابنها مغروسًا في اشخاص آخرين ويشعرون بأنه ما زال قلب ابنهم ينبض بالحياة، وأنّ إدارة المستشفى تثمن عاليًا الموقف الانساني الذي وقفه افراد العائلة بعد تلقيهم فكرة التبرع بالأعضاء، وكان تجاوبًا نادرًا، وقد لمسنا الحب والحنان والانسانية في تعامل عائلة المرحوم مع هذه القضية الانسانية بأن أدخلوا البسمة والفرحة على أربع عائلات أخرى، وقد تمت زراعة الاعضاء للمرضى الأربعة وهي عمليات جراحية ناجحة، وخلال الأيام القريبة سنقوم بتنظيم لقاء لجميع هذه العائلات مع عائلة الفقيد محمد فاعور ليتعرفوا عن كثب على بعض، وليكون ردًا جميلًا لعائلة محمد على عطائهم الانساني".

عمر ذيب فاعور والد الشاب المرحوم محمد قال: "محمد ابني له ستة أخوة وكان وردة امام عيني تتفتح، وكان من الشبان الطيبين المعروفين من قريتنا النائية، عمل في محل لبيع وجبات الشوارما في كرميئيل وكانت له صداقات من جميع الأعمار كونه اختلط بالناس وتعامل معهم فاحبوه ولم تكن فاجعة فقط لنا يوم وفاته بل كانت فاجعة لكل من عرفه وعامله ورافقه، فكان مجتهدًا ومجدًا، معطاءً في حياته، وها هو معطاءً في مماته، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل، واليوم ومع وجود أربعة اشخاص يرقدون بالمستشفى وقد تلقوا منه أعضاء هذا امر اسعدنا ونتمنى لهم الشفاء العاجل وأن نلتقي بهم لنتعرف عليهم وليكونوا لنا ابناء واخوة، ونشكر كل من وقف معنا وواسانا من العائلة والقرية وطاقم المستشفى".


خلال زيارة وفد مستشفى نهاريا

أمّا أم ذيب "والدة المرحوم محمد" تقول: "مات فلذة كبدي وحبيبي وسندي، فأبنائي جميعهم غاليين على قلبي، ولكن وفاة محمد كانت قاسية علينا، ونسأل الله أن يصبرنا حتى نستطيع أن نتحمّل بعده عنّا وغيابه عن عائلته واخوانه، فكان محبا للعطاء وكل من تلقى تبرعا من ابني سيكون من عائلتنا".

أمّا ذيب فاعور الشقيق الأكبر للمرحوم محمد قال: "كان يعمل في وجبات الشوارما في كرميئيل، محبًّا لكل من حوله، وكل من يتوجه له بأي طلب كان معطاء، ويحافظ على صحته، وصاحب شخصية حيوية، ووجود أربعة اشخاص بالحياة قد تلقوا منه اعضاء، قد يخفف عنا، وكان يعمل لدى يوسف عبد المنعم صاحب محل من دير الاسد الذي كان يعتبر محمد أحد ابنائه، واليوم وبعد الحادث فقد قررت أن لا أقود الدراجات النارية أو "الفيزبا" كونها تتسبب بحوادث طرق قاتلة".

وعلمنا من حجاي عيناف الناطق بلسان مستشفى الجليل الغربي في نهاريا أن مدير المستشفى الدكتور مسعد برهوم كان قد زار الفقيد في المستشفى والتقى بالعائلة عدة مرات، وكان مهتما لموضوع محمد إلا أنّ الموت كان أسرع، وقد أبرق الدكتور برهوم للعائلة وجاء في رسالته: "عمر العزيز وعائلته، تقبلوا منا في مستشفى الجليل الغربي في نهاريا، تعازينا الحارة ومواساتنا معكم ووقوفنا إلى جانبكم في مصابكم الأليم بوفاة ابنكم الغالي "محمد" ورجاءنا أن تسجلوا هنا موقفنا المعبر عن اعتزازنا بموقفكم الانساني التبرع بالأعضاء لصالح اشخاص آخرين، ولا أراكم الله مكروه بعزيز".

أمّا جلال بنّا مستشار المركز الوطني لزراعة الأعضاء البشرية وبطاقة آدي فقد تحدث عن أهمّيّة التبرع بالأعضاء كونه مطلبًا انسانيًّا نبيلًا، وأكّد أنّه: "لا شك بأنّ المرضى ممن عانوا وتذوقوا مرارة الألم بسبب داء العضال الذي يعانون منه وقد يوافق الكثير ويتنحى البعض عن الإبداء براية حول موضوع آنساني يتطلب كل الإدراك والوعي نحو تأييده في المجتمع. فالتبرع بالأعضاء سمة نبيلة يؤجر عليها المسلم وفق الأسس الشريعة السمحة وكانت له اتصالات عديدة وخاصة مع الشيخ رائد بدير والذي افتى بجواز التبرع بالأعضاء كونه يساعد أناسا في أمس الحاجة إلى الوقفة الصادقة بالتبرع لهم، ويجب على المجتمع تفهم الوضع الصحيح لعملية التبرع بالأعضاء وفق الأسس الشرعية فإن اجرها عظيم ومنزلتها سامية كونها وسيلة لحياة إنسان هو في أمس الحاجة أليها وشكر أفراد أسرة المرحوم محمد المتبرعة بأعضاء ابنها التي قامت بهذا العمل الإنساني النبيل الذي يعتبر صدقة جارية، سائلا العلي القدير أن يرزقهم الصبر في فقيدهم".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.71
USD
3.89
EUR
4.67
GBP
367073.51
BTC
0.51
CNY