لوران خلف والدة الطفل محمد حسن الناجي من الموت:
زوجي كان ملاحقا من قبل تنظيم "داعش" لذا قررنا محاولة التسلل الى اليونان لكي نصل الى والدتي
احتضنت طفلي من أجل حمايته إلا أنني ابتعلت الكثير من الماء، وإنزلق محمد من بين يدي إعتقدت أنه مات وخفت كثيرًا
الصياد التركي الذي رأى الطفل وأوعز لفريقه بالتوقف:
الجميع غمرتهم السعادة عندما وجدناه حيًا
حين وجدناه لم تكن يداه تتحركان كانتا قاسيتين كالروبوت لقد صدمنا جميعًا لأننا ظننا أنه ميت لكن عندما سمعناه يئن في تلك اللحظة شعرنا وكأن العالم أصبح ملكنا
نجا الطفل السوري محمد حسن ذو الـ18 شهرًا من الموت في رحلة الموت التي حاول إجتيازها مع عائلته ومجموعة من السوريين الفارين من القذائف والبراميل والدمار، ولم يتحول الطفل محمد الى أيقونة موت سورية أخرى كالطفل إيلان الذي قضى عند أحد الشواطىء التركية.
هذا، وقد نجا الطفل محمد حسن من الموت بعد تمكن صيادون أتراك من إنتشاله مع مجموعة أخرى من المهاجرين السوريين في بحر إيجه قبالة أحد الشواطئ التركية.
وعن تلك "النجاة" تحدثت والدة الطفل لوران خلف، شارحة اللحظات العصيبة التي مرت بها، بعد أن غرق القارب الذي كانت تستقله مع ابنها ومجموعة أخرى من السوريين، متوجهين إلى اليونان، قائلة: " زوجي كان ملاحقا من قبل تنظيم "داعش" لذا قررنا محاولة التسلل الى اليونان لكي نصل الى والدتي التي تقيم حاليا في سويسرا، وقد اتفقنا مع مهربين يتقاضون ألفي يورو عن كل شخص، وصعدنا مع 29 شخصًا آخرين في قارب صغير إلا أن الحظ العاثر تربص لنا، فتعطل محرك القارب وبدأ الماء يتسرب إليه، لنجد أنفسنا بسترات النجاة في عرض البحر".
وقالت: "احتضنت طفلي من أجل حمايته، إلا أنني ابتعلت الكثير من الماء، وإنزلق محمد من بين يدي، إعتقدت أنه مات وخفت كثيرًا".
وعندما انتشلها الصيادون، أخذت لوران تسأل عن ابنها قائلة "هل شاهدتم طفلي ذا الشعر الأحمر؟"، وعندما أروها إياه لم تكد تصدق عينيها.
وأما الصياد التركي الذي رأى الطفل وأوعز لفريقه بالتوقف من أجل إنتشاله، فقال: "إن الجميع غمرتهم السعادة عندما وجدناه حيًا". وأضاف: "حين وجدناه لم تكن يداه تتحركان، كانتا قاسيتين كالروبوت. لقد صدمنا جميعًا، لأننا ظننا أنه ميت، لكن عندما سمعناه يئن في تلك اللحظة شعرنا وكأن العالم أصبح ملكنا".
لعل العالم فعلاً أضحى ملكا لهؤلاء الصيادين الذين سمعوا أنين محمد، إلا أن ذا "الشعر الأحمر" منح حياة جديدة، حياة أمل العديد من أطفال سوريا بأن يحتفظوا بها بعيداً عن روائح الموت وصوره المخيفة.