د. زياد محاميد في مقاله:
أفشلوا برنامج نتنياهو بحنكتكم وإنتقلوا من مرحلة "الحركية " الى "الحزبية"
قد يطول نضالنا لإلغاء الحظر المشؤوم التعسفي، فاليمين يكشر عن انيابه وللأسف يلاقي دعما من كتير من الاحزاب الصهيونية. ويحتاج لمتابعة ونضالات مضنية شعبيا واهليا وقانونيا وماديا وقد يطول
اقتراحي لقيادة الحركة الان بالذات، هو التشاور مع القانونيين وتسجيل الحركة كحزب سياسي جديد عند مسجل الاحزاب يحمل الثوابت والاهداف كحزب العدل أو العدالة أو أي اسم يعكس الرؤية والرسالة والاهداف
في ظل توازن القوى الموجود واجبنا تغير فنون العمل وادواته لنحافظ على المحصلة المرجوة، وهي التأثير على المتغيرات السريعة الحاصلة، ومنع فراغ سياسي كانت الحركة قد اشغلته بنشاطها ومواقفها وكوادرها ومؤسساتها
تسجيل الحركة كحزب في الواقع الحالي هو الولادة الحقيقية للحركة الاسلامية وهو افضل بمليون مرة من العمل السري والمجزوء والخفي في ظل مطاردة قانونية لأقلية قومية في دولة عنصرية
تسجيل حزب سياسي – اجتماعي والعمل من خلاله ،لا يعني قبول الحظر الظالم، بل يجب مواصلة الكفاح لإلغائه نهائيا لأنه حق ديمقراطي مقدس لا تنازل عنه لحركة دعوية اجتماعية سياسية كالحركة الاسلامية
لا شك أنّ قرار حظر الحركة الإسلامية الشمالية هو قرار فاشي تعسفي وله أهداف كبيرة وعديدة. والطبيعي أن نقف متحدين لإلغائه مستعملين كل الوسائل الشعبية والاحتجاجية القانونية واكثر، فإسقاطه مهمة تاريخيه لشعبنا وانجاز سياسي لقضية وجودنا وشرعيتنا في ارض الاباء والاجداد، وهو انتصار لقضية القدس والاقصى بالأخص.
في مظاهرة يوم الخميس على مفرق أم الفحم قال الشيخ رائد صلاح في كلمته ردا على استفزازات المحرضين والحظر:"الان ولدت الحركة الاسلامية". ومن هنا انطلق، إذ اوافق الشيخ رائد صلاح مقولته هذه في رؤية ميلاد جديد للحركة يتناسب مع ظروف المرحلة.
فالفراغ السياسي والاجتماعي والدعوي الحاصل يشكّل مشكلة قد تتعمق ولها توابع سلبية على المجتمع العربي عامة والعائلات والناشطين والعاملين في مؤسسات الحركة، الأمر الذي يلزمنا بالتفكير جيدا...
قد يطول نضالنا لإلغاء الحظر المشؤوم التعسفي، فاليمين يكشر عن انيابه وللأسف يلاقي دعما من كتير من الاحزاب الصهيونية. ويحتاج لمتابعة ونضالات مضنية شعبيا واهليا وقانونيا وماديا وقد يطول.
اخوتي في قيادة الحركة المحترمين،
السياسة علم وفن المستطاع والممكن، والسياسة ليست مقارعة الحاكم الظالم فقط إنما الإمكانية لخلق ظروف افضل لتطور المجتمع وافراده على قيم الانسان والعمل والخير والازدهار والرقي والانتاج بكرامة وطنية في واقع معين قد يكون صعبا على الجميع.
الحركة منذ انطلاقتها في السبعينات مرت بتجارب كتيرة فيها الأخطاء وفيها النجاحات وصقلت قيادتها وكوادرها وتحولت لحركة جماهيرية لا ينكرها احد، لها مؤسساتها واثرها الايجابي الكبير على شعبنا. أمام الحظر وخطر الغاء قانونية النشاط المبارك للحركة علينا أن نكون اكثر ذكاء وحنكة من الحكام الظالمين، وعلينا أن نسحب البساط من تحت أرجلهم وبأسرع وقت ممكن، وهذا اعتبره مهمة تاريخية.
اقتراحي لقيادة الحركة الان بالذات، هو التشاور مع القانونيين وتسجيل الحركة كحزب سياسي جديد عند مسجل الاحزاب يحمل الثوابت والاهداف كحزب العدل أو العدالة أو أي اسم يعكس الرؤية والرسالة والاهداف، ولا عيب أن يعرّف الحزب نفسه كحزب سياسي فاعل في الساحة الإسرائيلية في اطار اللعبة الديموقراطية للدولة الرأسمالية المليئة بالتناقضات. أي أنه في ظل توازن القوى الموجود واجبنا تغير فنون العمل وادواته لنحافظ على المحصلة المرجوة، وهي التأثير على المتغيرات السريعة الحاصلة، ومنع فراغ سياسي كانت الحركة قد اشغلته بنشاطها ومواقفها وكوادرها ومؤسساتها.
الحركة قارعت السلطة في قاعات المحاكم الرسمية واستعملت القانون الاسرائيلي وفي المؤسسات، وتعاملت مع وزارة الداخلية في البلديات، وسجلت جمعيتها في مسجل الجمعيات الاسرائيلي، ومسألة التعامل مع مؤسسات الدولة هي مسألة عبرناها والتعامل هذا لم يعني مرة اعترافا سياسيا بالدولة، الامر الذي ترفضه الحركة كما نعرف مواقفها.
والحزب الجديد ولو تضمن بتعريفاته أنه يعمل في الساحة الاسرائيلية وضمن احترم القانون القائم (والذي نسعى لتغييره) لا يتناقض مع الرؤية السياسية والدعوية للحركة التي تعتبر فلسطين التاريخية وقفا وليس دولة. أعتقد أنّ تسجيل الحركة كحزب في الواقع الحالي هو الولادة الحقيقية للحركة الاسلامية وهو افضل بمليون مرة من العمل السري والمجزوء والخفي في ظل مطاردة قانونية لأقلية قومية في دولة عنصرية.
إنّ تسجيل حزب سياسي ينشط في الصيرورة الإسرائيلية لا يعني الأعتراف بالظلم الجائر على فلسطين التاريخية ولا اعتراف بالكنيست وقانون الدولة، ولا يعتبر مصالحة مع الحركة الصهيونية، فيمكن للحزب الجديد أن لا يشارك في الانتخابات البرلمانية وأن يعرف نفسه كمناهض للصهيونية ويعمل وسط الجماهير العربية كلها.
أنّ تسجيل حزب سياسي – اجتماعي، والعمل كحزب منظم تنظيميا هرميا من خلايا وفروع ومناطق وقيادة مركزية، كفيل أن يعطي الحركة زخما واحتراما اكثر من كونها حركة عشوائية التنظيم التحتي، وربما يعطيها قدرات تنظيمية تساعد في تنظيم مجتمعنا اكثر جنبا الى حنب مع الأحزاب الفاعلة. وهذا بالتأكيد سيعطي للحركة وانصارها زخمًا جديدًا لمواصلة فعالياتها ومشاريعها الإنسانية والاجتماعية والدعوية، وربما يثقف اعضائها على الانضباط الحزبي الافضل من الانضباط الحركي الفضفاض.
اقتراحي هذا أقدمه من خلال رساله مفتوحة، وكل تأجيل للبحث بالأمر يزيد الفراغ فراغا، الأمر الذي ستدفع ثمنه جماهيرنا الصامدة والمتعبة من كثرة التحديات التي تواجهها لتضمن حياة كريمة وكرامة وطنية وبقاء ومساواة. والتحدي الاكبر وهو ازالة الاحتلال الاسرائيلي واقامه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية. إنّ تسجيل حزب سياسي – اجتماعي والعمل من خلاله ،لا يعني قبول الحظر الظالم، بل يجب مواصلة الكفاح لإلغائه نهائيا لأنه حق ديمقراطي مقدس لا تنازل عنه لحركة دعوية اجتماعية سياسية كالحركة الاسلامية.
أم الفحم - 21/10/2015
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net