الطالبة لينا شرش في مقالها:
الإعلام يكوّن لنا صورة مثاليّة لنساء لديهنّ الشهرة السلطة المال الجمال.. فيصوّر لنا صورة خادعة مزيّفة للحال الحقيقي للنساء في مجتمعنا
أصبح ذلك العالم المزيّف معلّمهنّ ومرشدهنّ الذي يصطحبهنّ لأضواء الشهرة والسعادة لكن الصدمة الأليمة هي عند اكتشافهنّ أنّ كل تلك الأحلام والتخطيطات
كل خطوة تتقدّم بها في حياتها يجب أن تكون لمصلحتها أولًّا وارضاء ذاتها ثانيًا وليس لإرضاء الناس وتلبية شهواتهم
نحن نعيش في عالم يؤثر فيه الاعلام على حياتنا اليومية، على توجهاتنا الفكرية، احلامنا المستقبلية وتكوين صورتنا الذاتية، نتعرض بشكل مستمر ومكثف للاعلانات التي تعمل لخدمة مصالح اناس معيينين في المجتمع، نجلس امام التلفاز ساعات طويلة متأثرين لما نراه من اعلانات بطريقة تدريجية مخفية، فغدونا نقضي جلّ الوقت مكبّلين امام ذلك الصندوق الصغير بدلاً من استغلال ذلك الوقت الثمين بفعاليات اجتماعية هادفة او اوقات عائلية حميمة.
نُلاحظ أن الإعلام يكوّن لنا صورة مثاليّة لنساء لديهنّ الشهرة، السلطة، المال، الجمال.. فيصوّر لنا صورة خادعة مزيّفة للحال الحقيقي للنساء في مجتمعنا، فهو يزرع في ذهوننا صورة للمرأة المثالية الكاملة، والتي تسيطر على أفكارنا وأهدافنا، فيصبح هدفنا هو الوصول لذاك الكمال التي تحظى فيه تلك المرأة الجميلة الأنيقة لكن نكتشف لاحقًا أننا غير قادرين للوصول لذاك الكمال الذي ليس الا "فوتوشوب".
تأثير الإعلام على الفتيات يرافقهن منذ نعومة أظافرهنّ ويزدهر معهنّ حتى يصل لذروته في جيل المراهقة، فتتكون في عقلها وتترسخ الصور المزيفة لتلك المرأة الجميلة الكاملة والمتكاملة جمالًا وأناقة وسحرًا. حيث أصبح ذلك العالم المزيّف معلّمهنّ ومرشدهنّ الذي يصطحبهنّ لأضواء الشهرة والسعادة لكن الصدمة الأليمة هي عند اكتشافهنّ أنّ كل تلك الأحلام والتخطيطات التي نبعت من تلك المرأة المصطنعة كانت مجرّد أوهام.
فيدخلون باب الإكتئاب والإهمال والذي يؤدّي لتأثيرات نفسيّة فتلحق الضرّر بجسدها مثلًا تتبّع نظام غذائي غير صحّي أو تمتنع عن الطعام كليًٌّا فتبتعد عن المجتمع وتتوّحد مع ذاتها وتلقي اللوم على نفسها فتسيطر عليها الهواجس بأنها إنسانة فاشلة عاجزة محطّمة.
هنا يجب أن يبرز دور الأهل، ففي الفترة الإنتقالية من الطفولة للمراهقة والتي فيها تتبلور شخصيتها يجب عليهم حثّها على أن الجمال هو جمال الروح فكل فتاة جميلة بإختلافها عن الأخرى، جميلة بصفاتها أخلاقها تفكيرها وثقافتها. فكل خطوة تتقدّم بها في حياتها يجب أن تكون لمصلحتها أولًّا وارضاء ذاتها ثانيًا وليس لإرضاء الناس وتلبية شهواتهم.
الناصرة
طالبة سنة اولى - جامعة تل ابيب- عاملة اجتماعية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net