الرئيس التركي أردوغان:
الأسد يخوض حاليًا حربًا طائفية، وربما في المستقبل يتم توطين الإيرانيين الشيعة في سوريا، وإن حصل هذا سيحطم مستقبل سوريا المشرق
لا نريد لإخوتنا السوريين أن يخسروا الجنسية السورية حتى لو حصلوا على الجنسية التركية في المستقبل لأننا نريدهم أن يلعبوا دوراً فعالاً في مستقبل سوريا السياسي
"إنّ الرئيس السوري بشار الأسد يخوض حاليًا حربًا طائفية، وربما في المستقبل يتم توطين الإيرانيين الشيعة في سوريا، وإن حصل هذا سيحطم مستقبل سوريا المشرق" وفقا لأقوال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات له خلال لقاء مع عدد من الصحافيين والناشطين الإعلاميين السوريين في تركيا قبل عدة أيام.
رجب طيب أردوغان- صورة ارشيفية
وصرّح أردوغان ردا على سؤال حول مخاوف وقلق على مصير سوريا وبالأخص بعد التدخل الروسي، قائلا: "لو نظرنا إلى الخارطة بشكل أوسع، روسيا لم تدخل دولة في الآونة الأخيرة إلا وقسمتها، من جورجيا وصولاً إلى أوكرانيا. وهي بالبداية دخلت لتدعم طرف واحد هو نظام الأسد، وإذا بها اليوم تدعم طرفا آخر أيضًا، وما يجري من عمليات تهجير وتطهير عرقي في مناطق بعينها، ومحاولات لتغيير الخارطة، بإجبار سكان بعض المناطق على النزوح، ولاسيما ما يجري مؤخرًا في المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات من جهة سد تشرين، ونزوح سكان العديد من القرى في ريف منبج وسط غياب إعلامي في ظل قصف روسي مستمر، وأن هناك موجة نزوح كبيرة قادمة، وهذا كله يسهم في عملية إفراغ سوريا من مكونها الأساسي، وقد تتكرر المأساة الفلسطينية، وفي المستقبل نتحدث عن حق عودة للسوريين".
وتابع أردوغان قائلا: "حلب التي أصبحت جرحا داميا، ونحن نركز على حلب بكل اهتمامنا ونعمل وننسق مع قوات التحالف بشكل خاص في هذا السياق، ويجري تقوية خط مارع ليكون رصيدا قويا وعملياتنا مستمرة، ومع تدخل روسيا لدعم النظام أصبح الوضع أصعب، ولكن نعمل على تجاوز هذه المشاكل، والإستعدادات جارية لاستعادة جرابلس، ونتابع عن كثب ما يجري في منطقة سد تشرين، وغرب الفرات، ونبذل قصارى جهدنا وكل يوم نناقش موضوع سوريا، وهو بجدول أعمالنا اليومي، ونحن حريصون كل الحرص على هذه المنطقة.. فحلب ثاني أكبر مدينة بعد دمشق، ولا يمكن التخلي عنها، وهي استراتيجية لنا ونبدي اهتماماً بالغاً نحوها، فحلب لها خصوصيتها".
وأضاف الرئيس التركي: "عندما لم يعد الفلسطينيون، جاء الإسرائيليون واستوطنوا مكانهم، ويجب ألا يتكرر نفس المشهد في سوريا غداً. مجيء الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، ومشاركته في المعركة ليس بالصدفة، وروسيا أقامت قاعدة بحرية في طرطوس، ثم اللاذقية، والآن قاعدة برية من أجل حصار شرق البحر المتوسط ، وأنا تحدثت مع التركمان من بايروجاق، وقالوا إنه كنا نواجه ونحارب قوات الأسد بكل راحة، إلى حين تدخل الروس وإقامتهم قاعدة جوية، أصبح الوضع أصعب علينا".
هذا، وأشار الرئيس التركي: "إننا لا نريد لإخوتنا السوريين أن يخسروا الجنسية السورية، حتى لو حصلوا على الجنسية التركية في المستقبل، لأننا نريدهم أن يلعبوا دوراً فعالاً في مستقبل سوريا السياسي".