الشيخ رائد صلاح:
القضية ليس البيت الذي هدم على البقعة التي نصلي فيها، بل نحن نعاني من السّياسة العنصريّة والهمجيّة التي تطاردنا حتى الآن
المأساة تزداد، فالإحصائيّات الأخيرة تقول إنّ 50 ألف بيت مهدّد بالهدم وهذه كارثة كبيرة جدًّا
علينا أن نفقه حقيقة ما هو قائم وماذا يخطّط لنا، ولا يجوز أن نكون غافلين أو مغفلين أو أن نكون كمن حجبت عنهم الرّؤيا بسبب كلام معسول أو كلمات طنّانة رنانة من بعض الأبواق الاسرائيلية
أفادت مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب بأنّه يشارك المئات من أهالي الطيبة وقلنسوة وبلدات أخرى في خطبة وصلاة الجمعة مكان البيت الذي هدم غربي الطيبة قبل أيام التابع لإبراهيم زبارقة والذي كان يسكنه 11نفرًا.
خلال صلاة الجمعة
ومن بين المشاركين رئيس بلدية الطيبة المحامي شعاع مصاروة منصور ورئيس بلدية قلنسوة عبد الباسط سلامة وأصحاب البيوت المهددة بالهدم.
كما ويشار إلى أنّ الشيخ رائد صلاح هو من يخطب بالمصلين، حيث تحدّث "عن خطر الهدم الذي يداهم البلدات العربيّة وعن السّياسة الاسرائيليّة العنصريّة التي تنتهجها بحقّ المواطنين العرب من هدم البيوت ومصادرة الأراضي".
الشيخ رائد صلاح قال: "لعنة الله على أحقادهم وأفعالهم وحربهم المعلنة ضدنا. القضية ليس البيت الذي هدم على البقعة التي نصلي فيها، بل نحن نعاني من السّياسة العنصريّة والهمجيّة التي تطاردنا حتى الآن. يجب أن نتحمّل ونصبر والشّجاعة صبر ساعة. سأفاجئكم بما أقوله لكم نحن الآن مع بداية عام 2016، وكيف يمكن أن نلخص حالنا اليوم ونحن هنا، حيث تحوّل شعبنا الفلسطيني بين لاجئ أو شهيد أو مضرب عن الطّعام مثل محمد القيق المتواجد في مستشفى العفولة والذي أراد أن يقول كلمة الحق والحرّيّة".
وقال أيضًا: "في النّقب والمثلّث والجليل والمدن السّاحلية كيف هي حالها. فبناءً على الدّراسات فإنّ كلّ بيت عاشر من بيوتنا مهدد بالهدم إذا أضفنا مأساة النّقب تصبح المعادلة أن كل بيت سابع مهدّد بالهدم. 20 ألف منّا يعيشون بقلق، ويتقلّبون على فراشهم وهم يسألون أنفسهم متى ستأتي الجرّافات الاسرائيليّة لتهدم بيوتهم وتشرّد عائلاتهم، إذ أنّ المأساة تزداد، فالإحصائيّات الأخيرة تقول إنّ 50 ألف بيت مهدّد بالهدم وهذه كارثة كبيرة جدًّا".
وأضاف قائلا:" كل هذه الأرقام تتعلق بمستقبل ابني وحفيدي وكل واحد منّا دون استثناء، لذلك أقولها عندما نحضر هنا لننتصر للأخ ابراهيم زبارقة فنحن ننتصر لأنفسنا، ولا ننتصر لشخص واحد. يجب أن ندافع عن أنفسنا وأن نجدّد ونؤكّد حضورنا ومستقبلنا هنا من خلال إعادة بيت ابراهيم زبارقة المهدوم، فإنّ قوّتنا أقوى من قوّة الجرّافات الاسرائيليّة. علينا أن نفقه حقيقة ما هو قائم وماذا يخطّط لنا، ولا يجوز أن نكون غافلين أو مغفلين أو أن نكون كمن حجبت عنهم الرّؤيا بسبب كلام معسول أو كلمات طنّانة رنانة من بعض الأبواق الاسرائيلية. نحن مطالبون أن نعي حقيقة تاريخنا القريب ومستقبلنا القادم. أنا أعي أنّها خطبة جمعة وليس كلمة سياسيّة لكن من الضروري أن نلهم الصّورة في بعدها السّياسي إذا كانت توضح لنا البعد الدّيني في رباطنا على أرضنا. لذلك أتمّم نصيحتي وأقول لكم في هذه اللحظات الذي يمضي فيها محمد القيق مضرب عن الطعام منذ 66 يومًا، في هذه اللحظات الذي يخطّط لهدم مسجد في النقب أرجو من الجميع أن يعلموا ما يلي: إنّ العنصريّة الاسرائيليّة بأذرعها المختلفة تصبّ الزّيت على النّار. فعلى سبيل المثال ما قلناه كتب في وسائل الإعلام أنّ المستشار القضائي لحكومة نتنياهو أعلن عن تبنّي لجنة التّوصيات حول تنفيذ أوامر الهدم ورفع الغرامات وهذا الأمر ما هو إلا عبارة عن حرب ضد بيوتنا".