إنانا جريس:
تكمن الفكرة بدمج موروثنا الثّقافيّ مع عصرنا الحاضر، المشروع يحمل مقولة بأن فننا جميل، وبإمكانه أن يصل إلى كل العالم بصور متنوعة وحديثة
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن جمعية الثقافة العربية- حيفا، جاء فيه: "اختتمت يوم الثّلاثاء الماضي، 15 آذار 2016، المرحلة النّهائيّة من تدريب "المبدعون المبادرون"، والذي نظّمته جمعيّة الثّقافة العربيّة ضمن مشروعها "عمل فنّيّ" بالتعاون مع المجلس البريطانيّ وNESTA (مؤسّسة بريطانيّة للعلوم، التكنولوجيا والفنون)، من خلال أمسية وُزعت فيها منح ماليّة بلغت قيمتها مجتمعة 10 آلاف جنيه إسترلينيّ، على أربع مبادرات فنّيّة إبداعيّة عمل أصحابها على تطويرها خلال مراحل التّدريب".
خلال تقديم المنح
وأضاف البيان: "وُزّعت المنح بحضور مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، إياد برغوثي، وأليكس بروكس، مديرة برنامج "بيراكس" المجلس البريطانيّ، ومنسّقة المشاريع في المجلس البريطانيّ، منار يعقوب، وطاقم مشروع "عمل فنيّ" ومجموعة من المشاركين والمشاركات في تدريب "المبدعون المبادرون"، حيث أُعلن عن نتائج لجنة التحكيم التي اختارت الفائزين والفائزات، وقد جاءت كالتالي: نسرين جبارة في المكان الأول، إنانا جريس في المكان الثاني، وتقاسم المكان الثالث كل من مرام قبلاوي ومحمد غنّام".
المبادرة الأولى: تطبيق تفاعليّ للتطوّر الحسيّ والجسديّ للأطفال العرب
وتابع البيان: "مع الإعلان عن الفائزين والفائزات بالمنح، تحدث كلّ منهم/ن باختصار عن مبادرته/ا، بداية مع المعالجة بالحركة نسرين جبارة، والتي تعمل على مشروع تطوير تطبيق للهاتف الذّكيّ موجّه للأطفال العرب في كلّ مكان بالعالم، بشكل تفاعليّ، من أجيال 3 إلى 6 سنوات، حيث بإمكان الأطفال استخدامها بشكل فرديّ أو بمساعدة أهاليهم أو معالجين ومعالجات بالحركة. يحتوي التّطبيق على مضامين من عالم العلاج بالحركة والتي تساهم في تطوير الطفل حسيًّا وجسديًا. وقالت جبارة: "عندما وصلت إلى المرحلة الأولى من التّدريب، كانت هناك فكرة أولى للمشروع، جاءت من عالمي المهنيّ كمعالجة بالحركة، لكن خلال كلّ مراحل التّدريب اكتسبت عمليًا كيف يمكن أن أطوّر فكرتي لتصبح مشروعًا بكافة مركباته، خاصة الماديّة منها والتي لم يكن عندي أي معرفة فيه. ومع كل مراحل التّدريب تطورت الفكرة إلى مشروع متكامل، فيها مضامين العلاج بالحركة تمرّر بشكل تفاعليّ وكذلك تُربط بالوسائل الحديثة اليوم".
المبادرة الثانية: عصرنة التطريز الفلاحيّ الفلسطينيّ من خلال التقنيات الحديثة
وجاء ايضا في البيان: "في المكان الثّانيّ، حصلت المهندسة إنانا جريس على المنحة لمشروعها، والتي تعمل فيه على إحضار فنّ التّطريز الفلاحيّ الفلسطينيّ إلى منتجات معاصرة من مواد متنوعة، مثل المعادن، من خلال تقنيات الإنتاج الحديثة. حيث ترى بأن هذا الموروث العريق قادر أن يكون حاضرًا اليوم في بيوت الناس، بكل مكان بالعالم، سواء في بناء البيوت أو التّصميم الدّاخلي لها أو الأثاث، وفقًا لاحتياجاتهم ولكن بصورة معاصرة.
في حديثها، قالت إنانا: "تكمن الفكرة بدمج موروثنا الثّقافيّ مع عصرنا الحاضر، المشروع يحمل مقولة بأن فننا جميل، وبإمكانه أن يصل إلى كل العالم بصور متنوعة وحديثة ويناسب احتياجات العصر، فممكن أن يقتني شخص من الصّين لأحد المنتجات وبالتالي يتعرف إلى تراث التّطريز الفلسطينيّ من خلالها" ".
المبادرة الثالثة: إعادة إحياء سينما "الناظر" الحيفاوية من خلال سيارة سينما متنقلة
وأضاف البيان: "في المكان الثّالث، تقاسم المنحة كلّ من محمّد غنّام ومرام قبلاوي. مشروع المصوّر محمد غنّام هو مشروع سينما متنقلة تحمل اسم "سينما النّاظر"، وهي سينما تاريخيّة في حيفا التحتا. ومن خلال مشروع، يسعى غنّام إلى إعادة إحياء السّينما، ليس كمساحة فيزيائيّة، إنما كفكرة، وذلك من خلال سيارة سينما متنقلة في حيفا وبين المدن والقرى المتنوعة، حيث يهدف المشروع للوصول إلى المناطق المهمشة وكشف جمهورها إلى السّينما ومضامينها وصنّاعها.
في حديثه، قال غنّام: "عندما بدأ التّدريب، لم تكن لدي أية فكرة كيف يمكن لمشروعٍ فنّيّ أن يكون له مردود ماليّ، إلا أن التّدريب أعطاني الأدوات والآليات بتحويله إلى مشروع فنّيّ قادر على أن يرصد مقابل ماليّ لضمان استدامته" ".
المبادرة الرابعة: مدرسة فلامنكو لتعليم ثقافة الأندلس
واختتم البيان: "أما مرام قبلاوي، فمشروعها يحمل الاسم "مدرسة أندلس لتعليم رقص الفلامنكو وثقافته"، وهو مشروع جاء من كونها راقصة ومعلمة فلامنكو، وأرادت أن تعمل على نقل هذه الثّقافة من خلال مدرسة تعلّم الرقص وكذلك توفر معلومات عن ثقافة الفلامنكو بكافة مركباته وعن علاقتها مع الثّقافة العربيّة. وتقول قبلاوي: "التدريب منح لي فرصة تحويل فكرتي من حلم إلى حقيقة، وأن أرى هذه الحقيقة، وكيف يمكن للفنّ أن يتحوّل إلى مصدر رزقٍ. هذا التّدريب أعطاني أدوات لربط الفنّ بالجانب الاقتصاديّ، ولبلورة مشروعي بشكل أوضح. هدفي أن أصل إلى مناطق أخرى غير حيفا، وقد بدأت بالعمل على الموضوع.. أضف إلى حلمي بأن يكون لمدرسة أندلس فروعًا في العالم، وتطوير هذا الفنّ الرّاقي ونشر ثقافته".
في اختتام أمسية توزيع المنح على الفائزين والفائزات، قام مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، إياد برغوثي، وأليكس بروكس، مديرة برنامج "بيراكس" المجلس البريطانيّ، بتوزيع الشّهادات على المشاركين والمشاركات في تدريب "المبدعون المبادرون".
من الجدير بالذكر أنّ مشروع "عمل فنّيّ" هو مشروع يهدف إلى تحسين ظروف الفنّانين والعاملين في القطاع الثّقافيّ الفلسطينيّ في الدّاخل، من خلال تحسين القدرات المهنيّة والإداريّة للمبدعين وتشجيع ترويج الإنتاج الفنّيّ الثّقافيّ وتطوير المبادرة وريادة الأعمال الفنّيّة في المجال الإبداعيّ، وهو بدعم من "الاتحاد الأوروبي" ومؤسّسة التعاون وصندوق الأصفري. وإن تدريب "المبدعون المبادرون" هو أحد تدريباته المهمة التي وصل إلى إنجازات عديدة متمثلة في أربعة مشاريع إبداعيّة سوف تبصر النور قريبًا، وختام التّدريب هو بداية انطلاقة هذه المشاريع" وفقا للبيان.