مَنظر اقشعرَّ لهُ بدني صَراحة، وَمناظر كثيرة على نفس النّهج!
لم يكتفوا بحَرق عائلة كاملة وتيتيم طفل لم يتجاور الخامسة من عمره وحُكم غير عادل واقف على حافة بين التنفيذ والتعطيل! بل أقدم همجيون متخلفون يحملون العنصرية والضغينة بين أضلعهم بحرق بيت الشّاهد الوَحيد عَلى قضيّة حَرق عائلة (الدوابشه) إنتقامًا لخضوع أولائك المُجرمين في السّجن وترهيبًا لصوت الحق!
هذا الشّاهد الذي أتى لقول الحَقيقة لعلها تظهرشيئًا من العدل في هذه القضيّة دفعَ ثمنًا لصدقهِ وقولهِ, بيته الذي لم تترك النار بهِ شيئًا كاملاً وبلطفٍ من الله لم تُصب أرواح في هذا العَمل الإجرامي.
أتعجّبُ لمثل هذه الأعمال الهَمجيّة التي تضعُ صوت الحق في خانة الإستفهام!
هل قولُ الصّدق وشَهادة الحق أصبحا جَريمة اليوم؟؟
هل أصبحَ من الطبيعي جدًا في أيامنا هذه أن يقوم صاحب الإعتداء بالإعتداء مرّات ومرّات أخرى لكي يتم إسكات الحق وقمعهِ بأضرار المُمتلكات الخاصّة التي تأتي بكسر عَزيمة الطرف المُقابل؟
أيّ عَدل هذا وأيّ مُساواة في دولة تدّعي الدّيمقراطية لا تفعل شيئًا لتحمي شاهِد أتى لقول الحقيقة؟!
مَن سيقومُ بتعويض هؤلاء المتضرّرين ماديًا ونفسيًا حتى؟!
هذا ما حصلَ أيضًا مع الشّاهد الوَحيد على قضيّة إجراميّة من أصعب قضايا (المافيا) الذي لاقى حتفهُ في تفجير لسيارتهِ في مدينة تل أبيب بحيث أنهُ كان الشّاهد الرّئيسي عَلى تلكَ القضيّة, ذلك الشاهد الذي لم يتلقى أي حراسة أو أي حماية من قبل الشّرطة أو من قبل أيّ أمن كان!
ذلك الشّاهد الذي لم يَشغل مَصرعهُ بال الشرطة والنيابة كما شغلتهم القضيّة نفسها وبات حَديثهم يَدور عن مَلف صَعب قد لا يُحل وقد تكون خسارة عَلى صَعيدهم العَملي ليسَ أكثر!
كيف تريد الشرطة أن يتعاونَ مَعها المُواطن وهي لا تضمن لهُ حياتهُ بعد أداء شهادتهِ أو قلبها حتى!!
يجب التحرّك والتحدّث بشكل جَدّي في هذا الموضوع على مُستوى المُؤسّسات الحكوميّة والأمنيّة كافة لأن مثل هذه الأعمال المُخيفة ستتكرَّر وستأخذ بالإزدياد رُبّما إن لم يتم وَضع حَدّ لها.
نحنُ مجتمع يحيط بهِ الخوف والهَلع بكل مَكان وبالكاد ينطق بالحقيقة, فما بالنا إن أقدم كل شخص قامع في السّجن ويواجه عقوبة مُعينة بإرسال أحدهم لقتل الشاهد عليهِ؟!!
عَلى الشّرطة أن تأتي بالحماية لكافة الشّهود على مثل هذه القضايا الخطرة التي قد تشكل خطرًا على حياة أي إنسان يود قول الحقيقة, وعلى الإنسان أن يتخذ حذرهُ التام عندما يأخذ عَلى عاتقهِ قول حقيقة ما!
لا تكفينا الحقائق المطموسَة لكي نزيد الطين بله في هذه الأعمال المثيرة للإشمئزاز حقا.
عكا
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net