الحكم سهيل زيدان:
أين هي الروح الرياضة وتقبل الهزيمة؟ اين الاخلاق الرياضية؟
الاشبال هم بمثابة حجر بناء لاقامة جيل واعد، متسامح محب للآخر ومتقن الروح والاخلاق الرياضية
التربية اولا:
لا يكاد يمر اسبوع في الملاعب الاسرائيلية عامة والعربية خاصة الا وخضنا بتكرار حالات متنوعة من العنف في ملاعبنا الخضراء.
وقبل الخوض بصلب الموضوع اعتقد انه يجدر بي توضيح امر ما، اني لست بمُجْرٍ للابحاث ولا مستفتٍ، وان موضوعي يشمل الملاعب اليهودية قبل العربية لكوني شاهدا على مختلف الاحداث التي اعاينها عن قرب من خلال ممارستي لمهنة/هواية التحكيم لكرة قدم في الاتحاد الاسرائيلي وقد يلاحظ صغيرنا قبل كبيرنا تفشي حالات العنف المؤسفة هذه بكثرة خاصة في الوسط العربي.
الحكم سهيل زيدان
وبما ان مسار الالف ميل يبدأ بخطوة فاني من هنا اناشد الجميع بازالة الغشاء الذي يغطي اعيننا جميعا والبدء بانشاء لجنات مختصة تقوم على تحليل الاسباب المؤدية الى هذه الحالات والعمل جاهدا على التغلب عليها.
وما اشبه اليوم بالأمس، فكيف لي ألا اطرح موضوعا مثل هذا وكوني قد عاينت وعانيت من اعتداء جسدي بالتطاول بالأيدي علي مؤخرًا اضافة الى حالات لا تعد ولا تحصى من قذف كلمات جارحة اتجاهي وتجاه الحكام وحكام مساعدين، بعد أن طالت هذه الاعتداءات زملاء لي مثل محمد شناوي والاخ فراس شلاعطة وغيرهم... وتبع حالتي الاعتداء الأخير في بلد المحبة كفركنا على الحكمين محمد حجازي واور بن عامي.
فلا ألبث الا أن اتساءل عن كيفية كوننا (كعرب) السباقين لحالات العنف المتفشية بدلا ان نكون سباقين للمحبة... لماذا لا نتميز بالروح الرياضية كما يتميز بها شعوب اخرى.
وان سألتم إياي عن السبب لوجهت أصابع الاتهام إزاء اولئك من يدعون أنفسهم مصلحين ومسؤولين باقسام التربية التي "تدعو" الى الروح الرياضية والمحبة، الا انهم لا يفقهون فيها أمر بإعتقادي!
فكيف يا هل ترى بامكاننا التغلب على ما وصلنا اليه من بؤسٍ؛ "لعبة حياة او موت شباب، طاحن او مطحون"، ما اثقل وقعها على سمعي، أهكذا يتم زرع الحماس باطفالنا وشبابنا ومستقبلنا؟ فاين هي الروح الرياضة وتقبل الهزيمة؟ اين الاخلاق الرياضية؟ اين هذه الروح الرياضية التي لا اجدها بمجرد إطلاقي صافرة النهاية فانهال اللاعبين بقذف العبارات المسيئة وسارع مدربهم "قدوتهم" على الاعتداء علي بالضرب صابا جام غضبه بعد ان تم "طحنه هو ولاعبيه".
ما هو الحل؟ هل يوجد حل من الأساس؟ كيف نصل بر الامان؟ اعتقد أن خطوة التغيير تبدأ بالبحث المطول عن إدارة ومدربين يزرعون المحبة وتقبل الهزيمة وتهنئة الفائز في قلوب اطفالهم، بل ويجب اختبار المدربين والعمل على تطوير حكمتهم هم انفسهم قبل حصولهم على رخصة للتدريب.. وأن تسمى هذه الرخصة ب "رخصة التربية الاخلاقية التدريبية" لان التربية والاخلاق تأتي قبل الرياضة بإجماع الحكماء!
وفي نهاية حديثي اود أن أثني على جهود الاداري والمربي سعود ابو النيل ابن قرية عبلين الشقيقة كونه واحدا من الاداريين والمدربين الذين يأخذون نموذجا يحتذى به فهم رواد لمستقبل اجمل لمجتمعنا الحبيب، هم اولئك الذين يجتهدون من اجل زراعة المحبة والتسامح في قلوب اطفالهم واشبالهم ان صح التعبير وحصدهم مستقبلا. فالاشبال هم بمثابة حجر بناء لاقامة جيل واعد، متسامح، محب للآخر ومتقن الروح والاخلاق الرياضية.