تمّ فجر اليوم وهو التاسع من ذي الحجة بعد الصلاة مباشرة التوجّه إلى جبل عرفات لإتمام أحد أهم أركان الحج وهو الوقوف على الجبل ورمي الجمرات
بعد إتمام الشعائر يتوجّه الحاج إلى مكّة مجدًّدًا ليطوف سبعًا حول الكعبة المشرّفة ويتضرّع إلى الله عزّ وجل ويكون هذا طواف وداع بيت الله الحرام ليعود الحجاج بعدها كلّ إلى منزله
تجري اليوم الاحد مراسيم تغيير كسوة الكعبة المشرفة بعد صلاة الفجر مباشرة على يد 86 فنيًّا وصانعًّا، وهو التقلييد السنوي في كل 9 من ذي الحجة حيث سيتم انزال كسوة الكعبة القديمة بكسوة جديدة والتي يتم تجهيزها خلال عدّة أشهر إذ تحتاج للكثير من الحرير الخالص وخيوط الذهب، والذي يتولى نحو 170 حرفيًّا لصناعتها من الألف إلى الياء لتصبح جاهزة لتكسو الحجر الأسود.
ويشار إلى أنّه يعود هذا التقليد إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث عدّت كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام، هذا وتتكون كسوة الكعبة من ثوب مكون من أفضل أنواع الحرير المزخرفة بخطوط الفن الإسلامي والآيات القرآنية، ولكسوة الكعبة عدة مسميات "غطاء الكعبة"، "سدين"، و"ريتاج" و"وراما" ويعني ستار الكعبة. كما ويتم وضع هذا الثوب على الكعبة.
هذا ونذكر بأنّ كسوة الكعبة مقسمة إلى أربعة أجزاء منفصلة أساسية كبيرة يتم توصيلها ببعض يوم عرفة يوم استبدال القديمة بالحديثة، هذا وتتم هذه العملية من خلال رفع كل جزء إلى أعلى سطح الكعبة المشرفة، ثم تسدل الكسوة الجديدة وتُحل السابقة، حتى يتم إنزالها كليا، وهكذا لجميع الجهات الأربع، وفي نهاية عملية استبدال الكسوة تثبت ستارة الباب في المكان المخصص لها. وفي موسم الحج فقط تبقى الكسوة مرفوعة من الأسفل وذلك ليتسنى للحجاج رؤية الحجر الأسود ولمسه والصلاة والدعاء أمامه ويتمّ إنزال الكسوة بشكل كامل بعد مغادرة الحجاج أجمع بعد أداء مناسك وفريضة الحج.
كما ونذكر بأنّ يوم أمس وهو الثامن من ذي الحجة كان يوم التروية وهو اليوم الذي يتوجه فيه الحجاج إلى منى للبدء بمناسك وشعائر الحج بلباس الإحرام، حيث تمّ فجر اليوم وهو التاسع من ذي الحجة بعد الصلاة مباشرة التوجّه إلى جبل عرفات لإتمام أحد أهم أركان الحج وهو الوقوف على الجبل وإعلاء الصلوات إلى الله هناك، ويبقى الحجاج في عرفة حتّى غروب الشمس لينفروا بعدها إلى مزدلفة ويصلوا فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعًا، ويتزود الحاج بالحصى وعددها 70 حصاة (فوق حجم الحمص وأقل من البندق) وذلك لرمي الجمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر فيها، وبعد ذلك يتوجه الحجاج إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى هناك حيث يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك وهو يوم النحر إذ أنّه بعد إنهاء الشعائر يمكن للحاج عندها البدء بذبح الهدي وهي ما تيسر من الإبل أو البقر أو الغنم لمن أراد، ويتم التوزيع منها حتّى ثلاثة أيام لاحقة وهي أيّام التشريق وتوزيع الأضاحي على المحتاجين، وبعد كل ذلك يتوجّه الحاج إلى مكّة مجدًّدًا ليطوف سبعًا حول الكعبة المشرّفة ويتضرّع إلى الله عزّ وجل ويكون هذا طواف وداع بيت الله الحرام ليعود الحجاج بعدها كلّ إلى منزله ويختتم بالطواف مناسك الحج وأحد أهم أركان الإسلام.
ويذكر بأنّه بلغ عدد الحجاج الوافدين إلى الديار المقدّسة ما يقارب مليون وثلاثمئة حاج والذين وصلوا برًّا وبحرًا وجوًّا، لأداء فريضة الحج، وللأسف يأتي موسم الحج هذا العام بغياب الحجاج الايرانيين عن اداء المناسك بسبب التعقيدات والعراقيل السعودية.