رئيس بلدية كفرقاسم المحامي عادل بدير:
ما زال الم وجرح المجزرة في قلوبنا، وهذا اليوم سيبقى محفورا في جذورنا وتاريخنا وهويتنا
نحن نطالب بالكشف عن الاوراق السرية للكشف عن الدوافع التي دعت الى ارتكاب المجزرة فمن حقنا أن نعلم الحقيقة التي لا تزال مدفونة
محمد بركة:
آن الأوان بأن تعترف الحكومة الاسرائيلية وبشكل رسمي بالمجزرة التي ارتكبتها بدم بارد، ولا نريد اعتذارات آفقط التي نحن بغنى عنها
الطيبي:
كان اسمها كفرقاسم قبل المذبحة، وحين المذبحة، وبعد المذبحة، والذين جابوا المذبحة، لم يكونوا في كفرقاسم قبلها، جاءوا وجابوا المذبحة، راحوا وتركوا المذبحة، لكن كفرقاسم باقية
النائب أيمن عودة:
الانتصار الأكبر على مجزرة كفرقاسم يتمثل في مدينة كفرقاسم ذاتها التي كان عدد سكانها ألف وخمسمئة نسمة أبان المجزرة، واليوم عددهم 22 ألف يعملون وينتجون ويحيون الأرض
النائب د. يوسف جبارين:
ستبقى المجزرة جرحًا مفتوحًا في تاريخ شعبنا وجزءًا لا يتجزأ من نضالنا لتحصيل حقوقنا الجماعية والتاريخية
شارك الآلاف من اهالي كفرقاسم وجماهير من بلدات عربية مختلفة في المسيرة التقليدية تخليدا لذكرى المجزرة الـ60 التي راح ضحيتها 49 شهيدا من النساء والرجال والاطفال في عام 1956، عندما قتلوا رميا بالرصاص خلال عودتهم من العمل على يد جنود اسرائيليين. انطلقت المسيرة من ميدان ابو بكر الصديق حتى النصب التذكاري للشهداء، وكان في مقدمتها رئيس البلدية المحامي عادل بدير واعضاء الكنيست العرب الدكتور احمد طيبي، المحامي اسامة السعدي، المحامي ايمن عودة، عايدة توما، الدكتور جمال زحالقة، الشيخ عبد الحكيم حاج يحيى ورئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة ولفيف من الشخصيات المعروفة، وقد رفع المشاركون صور الشهداء وشعارات أخرى تعبر عن اهمية هذه الذكرى التي ترفض الحكومة الاسرائيلية الكشف عن الاوراق السرية التي تبين حقيقة ارتكاب المجزرة.
تولى عرافة المسيرة اسلام عامر الذي رحب بجميع المشاركين، وشكر كل من ساهم في اخراج هذه المسيرة وكل فعاليات ونشاطات ذكرى المجزرة الى حيز التنفيذ، ثم تمت قراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء. وتحدث رئيس بلدية كفرقاسم المحامي عادل بدير وقال: "ما زال الم وجرح المجزرة في قلوبنا، وهذا اليوم سيبقى محفورا في جذورنا وتاريخنا وهويتنا، وسنواصل مطالبة الحكومة الاسرائيلية الاعتراف بالمجزرة التي راح ضحيتها 49 شهيدا. نحن نطالب بالكشف عن الاوراق السرية للكشف عن الدوافع التي دعت الى ارتكاب المجزرة، فمن حقنا أن نعلم الحقيقة التي لا تزال مدفونة دون أن نعرف اسباب هذه التصرفات الغريبة".
وقال الشاب مصطفى صرصور: "نعتبر جميع شهداء المجزرة اهلا لنا. في هذا اليوم نترك كل اعمالنا لاحياء ذكرى المجزرة على احسن صورة. وآن الأوان لان تعترف الحكومة الاسرائيلية بارتكابها للمجزرة وان تكف عن استهتارها بالموضوع. هذه القضية ستبقى تشغلنا وتشغل كل الاجيال الصاعدة، ولن يكون اي تنازل عن حقنا في التعرف على حقيقة هذه الجريمة البشعة".
خلال المسيرة
وقالت شابة من كفرقاسم: "ذكرى المجزرة ستبقى محفورة في كل بيت وفي كل زاوية في البلدة. على الحكومة أن تخجل من نفسها وتسعى للاعتراف بالمجزرة، واذا لم تقم بهذه الخطوة فسوف نواصل نضالنا حتى نحصل على حقوقنا، فمن حق كل انسان أن يعرف الخطة التي دبرت لقتل أبرياء".
ويشار إلى أن مدينة كفرقاسم شهدت في الأسبوعين الأخيرين العديد من النشاطات والفعاليات الخاصة احياء لذكرى المجزرة، ومن ابرزها افتتاح متحف خاص الذي يجسد المجزرة، واليوم في ساعات المساء سيكون مهرجان كبير سيشمل فقرات خاصة عن المجزرة.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة في كلمته: "عندما أرى هذا الحشد الكبير نقول إننا هنا باقون على ارضنا أرض الآباء والأجداد. آن الأوان بأن تعترف الحكومة الاسرائيلية وبشكل رسمي بالمجزرة التي ارتكبتها بدم بارد، ولا نريد اعتذارات فقط التي نحن بغنى عنها. لا بد أن يكون تواصل حتى يتم الكشف عن الاوراق التي تخفي حقيقة ارتكاب المجزرة. هذا هو مطلب كل الجماهير ولا غنى عنه".
وعمم مكتب النائب بركة بيانا جاء فيه: "قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه أمام الجماهير، التي اختتمت مسيرتها الصباحية لإحياء الذكرى الـ 60 لمجزرة كفرقاسم، اليوم السبت، إن على إسرائيل أن تستوعب حقيقة اننا أصحاب وطن، وأننا باقون، ولن تنفع معنا كل مخططات الاقتلاع ولا التهجير، فكما لم ترعب أهل كفر قاسم قبل 60 عاما، المجزرة بشكل يدفعهم على الهجرة، فنحن اليوم ما زلنا على هذا ثابتين، وما كان عام 1948 لن يكون اليوم ولا في المستقبل. وافتتح بركة كلمته قائلا، إن هذه الألوان المجتمعة هنا، تعبر عن وحدة، نحن نرى رجالا ونساء، شيبا وشبانا، نرى شعبنا مصرا على الحياة، وعلى مستقبل أطفاله، ويقول المستقبل لنا، والبقاء في هذا الوطن لنا، والحياة على الارض لنا. ونقول هذا لكل من يحاول التطاول على هذا البقاء وهذه القامة، أو يتطاول على هذه الوحدة التي نراها أمامنا، وحدة الأحزاب والرؤساء، وحدة العائلات، وحدة الرجال والنساء المتساوين، الذين يسيرون الى مستقبلهم مصرين وباسمين وثابتين".
وتابع البيان: "وقال بركة، يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاريع قديمة جديدة لما يسمى "التبادل السكاني"، ونحن نقول في هذا المكان الذي وقعت فيه المجزرة، وأقفلوا الجهات الثلاث للقرية، وابقوا الجهة الشرقية، كي يهرب الناس حينما يدب الذعر بينهم، ليهاجروا الوطن، وهذا ما لم يحصل، نقول لإسرائيل، نحن هنا صامدون ولن تنفع أي محاولات ومخططات لاقتلاعنا، فما كان في العام 1948 لن يكون اليوم ولا في المستقبل. وتابع بركة قائلا، إن على المؤسسة الحاكمة أن تعلم أننا نرفض المواطنة المشروطة التي يريدون فرضها علينا. وأن تعلم أيضا، أننا فلسطينيون بكامل قامتنا، وتاريخنا واصرارنا على وحدتنا الوطنية. نحن مواطنون كاملي الحقوق، ليس على أساس انتمائنا للمؤسسة والصهيونية، ولا على أساس ما يسمى "ولاءنا" لها، بل لأننا اصحاب الوطن. مواطنتنا ليست مشتقة من كرم أخلاق المؤسسة الصهيونية، وإنما نابعة من انتمائنا للوطن، لفلسطين، بسهولها وجبالها وبحرها".
ووجه بركة كلام بالعبرية، الى المشاركين في المسيرة من القوى الديمقراطية، وأكد على أهمية مشاركتهم في هذا اليوم. وقال، إن من كشف عن المجزرة التي سعت المؤسسة لاخفائها عن الرأي العام، كان الفلسطيني واليهودي. الفلسطيني الرفيق توفيق طوبي، واليهودي الرفيق ماير فلنر، وايضا الصحفيان لطيف دوري وأوري أفنيري. وقال بركة، إننا من هنا، وباسم شعبنا الفلسطيني، وباسم القوى التقدمية المشاركة معنا في هذه المسيرة، نؤكد لحكومة إسرائيل على اصرارنا على مطالبتها بالاعتراف الرسمي عن المجزرة، بما يترتب على هذا الاعتراف من تحمل مسؤوليات، فنحن لا نبحث عن اعتذارات وخطابات معسولة، بل الاعتراف الرسمي والتام. وهذا مطلب دماء الشهداء التي تصرخ في هذا المكان، وهذا مطلب الأحفاد، وهو مطلب لن يسقط بالتقادم، بل سنبقى نكافح لتحقيقه" إلى هنا نص البيان.
وقال النائب الطيبي: "ستون عاماً خلون، والجرح ينزف في كفرقاسم، هناك كنا في مواويل الحصاد حكاية في كل بيت، وكانت كفرقاسم فينا هناك، ثم جاؤوا يحملون الموت للذين يحلمون الحياة، أماتوا من أماتوا حينها من شقائق النعمان، تسع وأربعون حياة .. تسع وأربعون شهادة، ثم ماتوا الآن أو يكادون، لكن كفرقاسم لم تمت.
هي لن تموت، لأن من ماتوا بيوم المذبحة، ماتوا لأجل أن لا يموتوا، ماتوا لتحيا كفرقاسم شاهدًا على أصل الحكاية والبلاد وأهلها، وبأرضها وسمائها، وبمائها وهوائها.
كان اسمها كفرقاسم قبل المذبحة، وحين المذبحة، وبعد المذبحة، والذين جابوا المذبحة، لم يكونوا في كفرقاسم قبلها، جاءوا وجابوا المذبحة، راحوا وتركوا المذبحة، لكن كفرقاسم باقية، ومن أباحوا واستباحوا لن يعودوا، لأنهم جاؤوا على جناح الموت، نثروه في حديقة بيتنا، وراحوا. نحن مَن كنّا هنا، ومتنا في حديقة بيتنا في المذبحة، ثم عُدنا. نحن من أصل الحياة، والموت طارئ في دمانا. لا يطُول".
وعمم مكتب النائب أيمن عودة، بيانا جاء فيه: "وقال النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة خلال مشاركته المسيرة التقليدية: كان الهدف من المجزرة الرهيبة هو التسبب في هروب أهل المثلث من الوطن تحت جناح العدوان الثلاثي على مصر، كما صرّح الضابطان دهان .وكول في محكمة كفرقاسم. الانتصار الأكبر على مجزرة كفرقاسم يتمثل في مدينة كفرقاسم".
وتابع البيان: "وقال عودة: إن الانتصار الأكبر على مجزرة كفرقاسم يتمثل في مدينة كفرقاسم ذاتها التي كان عدد سكانها ألف وخمسمئة نسمة أبان المجزرة، واليوم عددهم 22 ألف يعملون وينتجون ويحيون الأرض. وعدد الجماهير العربية كان 200 ألف نسمة واليوم مليون ونصف مواطن ثابت بأرضه ويناضل للعيش بكرامة. اليوم، ومع دخول ليبرمان إلى الحكومة وهو صاحب الموقف الداعي إلى التبادل السكاني وإخراج المثلث خارج المواطنة، تسعى المؤسسة الحاكمة إلى طردنا من المواطنة والتأثير وذلك من خلال التحريض الذي يقوده نتنياهو شخصيا. فشلوا في السابق وسيفشلون اليوم" وفقا للليبان.
وقال النائب د. يوسف جبارين: "نجدد العهد على أن نحفظ ذكرى الشهداء وأن نصون المعاني السامية التي دفعوا حياتهم من اجلها وهي التجذر في وطن الآباء والاجداد، والصمود الاسطوري فيه. هذه المجزرة، والتي تم الكشف عنها ببسالة من النائبين توفيق طوبي وماير فنلر، كانت علامة فارقة في مسيرة البقاء في وطننا بعد النكبة، فحتى الموت لم يُخِف اهلنا المحاصرين تحت الحكم العسكري ولم يثنِهم عن التشبّث بوطنهم الجريح. وستبقى المجزرة جرحًا مفتوحًا في تاريخ شعبنا وجزءًا لا يتجزأ من نضالنا لتحصيل حقوقنا الجماعية والتاريخية، وسنواصل نضالنا من اجل الاعتراف بروايتنا التاريخية الكاملة. كما قال.