مرعي حيادري في مقاله:
القوة المهيمنة الامريكية التي تؤمن بانها الوحيدة القادرة على فعل ما تشاء، أضحت تهتك عروض الأمم في كافة بقاع وبلاد العالم الثالث كما يرتأون تسميته
سنوات تلو الأخرى تعاودنا مرة تلو المرة من أنظمة راديكالية عربية زرعت في نفوس المواطنين العرب في الغرب والشرق نفس العملة الصدئة،التي بقيت قيمتها كما كانت
أتوجه الى كل بلد عربي بشعبه وأهله ان لا ينحني الى التزمت الديني الفاضح الذي تسوقه أمريكا والحكام العرب المأجورين والمستفيدين من ذلك
لطالما تاقت النفوس البشرية الى التجدد والرقي، خطوات الامل نحو فكر ثاقب جديد ينم عن عمق الفهم وتحليل الحدث الحاصل بالإيجاب والسلب معا، والوصول نحو نتائج ترضي الناس من البشرية عامة، والعربية خاصة، لما هو حاصل لها من أزمات حروب وعداء للإنسانية، في بقاع عالمنا العربي الذي بات أضحوكة ومهزلة بقياداته العربية التي جعلت من تركيبته بمفهومها الخاطئ، قبائل وطوائف غريبة التسمية لتشرذمنا إنسانيا، وما تبقى من روح تلك الآدمية التي هي عنوان امل مسيرة الانسان في كل بقاع العالم الذي يحترم معناها وقيمها. والمذهل الغريب أن تلك العدوى التي باتت تنتشر اقوى من الفيروسات المرضية القاتلة من قبل مصدريها الأجانب الى عقول العرب الحكام، باتت تحرق بلهيبها كل ما تبقى من فكر او ثقافة او سياسات لا فائدة تسند او تدعم أطفال الجيل القادم مستقبلا، بل زرعوا في امالهم المستقبلية العنف والقتل والابادة كتاب مفتوح نحو ألية الحدث خلال السنوات القادمة، بدلا من ضوء الامل وبناء جسور الحب الإنساني الذي تمنيناه في كل لحظة ولحظه، عنوان عالم أمن لكافة الجنس البشري وبدون تفرقة عرق او جنس على اخر.
القوة المهيمنة الامريكية التي تؤمن بانها الوحيدة القادرة على فعل ما تشاء، أضحت تهتك عروض الأمم في كافة بقاع وبلاد العالم الثالث كما يرتأون تسميته، كونه متخلفا ثقافة وفكرا وتقنية وبكل الأوجه الحياتية التي فعل تنقصه ، وبدل ان نفتش عن الية وطريقة مساعدته نحو الافضل سلوكا والرقي والنهوض باهله ومجتمعه وشعبه ، تطلب منه الخنوع والخضوع لشروط تعجيزية ، واكبر دليل واضح لما يحدث اليوم من الصراع والهيمنة على الثروات العربية النفطية هو المركب الأساس والأول ، لاستراتيجية مستقبلية حتى لا تجف منابع النفط بأنابيبها وناقلاتها البحرية والجوية ، نحو أمريكا والغرب مربط عنوان فروسية ملوك وامراء ورؤساء العرب ، من منطلق الحفاظ على مناصبهم وكراسيهم المحمية من أمريكا وبلاد الغرب قاطبة للأسف؟!، وحتى لو كان ذلك على حساب قتل الشعوب العربية بكافة السبل المتاحة لأياديهم الملطخة بالدماء وفكرهم المختل والمتخلف، إرضاءً لذاتهم الشخصية النتنة!
سنوات تلو الأخرى تعاودنا مرة تلو المرة من أنظمة راديكالية عربية زرعت في نفوس المواطنين العرب في الغرب والشرق نفس العملة الصدئة،التي بقيت قيمتها كما كانت، ولم يفكروا القيميين من أولئك الحاكمين المتسلطين ، حتى بتغييرها نحو عملة تتجدد وفق الزمان والمكان لجعل قيمتها تلائم المواطن الراغب والمتشوق لرفاه حياة المواطن البائس في تلك الدول العربية للأسف ، والتي لا تختلف بينها وحتى في دول الخليج الغنية بثرواتها ، الا بالشكل والمظهر لمجموعة العائلة الحاكمة والمنتفعة والبطش بثروات الشعوب وسرقتها وتقاسمها مع اسيادهم الامريكان والغربيين ، لنفس الغرض المطلوب ، وهو حماية تلك الأنظمة المتخلفة الجاهلة لتبقى الأداة المنفذة لسياسات أمريكا صاحبة العقيدة الديمقراطية وحماية حقوق شعوبها!
إن ما هو حاصل اليوم في كل من سوريا الشام والعراق بغداد واليمن عدن وصنعاء وفلسطين القضية الأولى ومفتاح كل القضايا والتي أضحت في سلم أولويات متأخر لما تصدرته قبل سنوات، وكافة البقاع التي نالت حصتها من الاستبداد والخنوع لسياسات أمريكا على انحاء الكرة الأرضية في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية ، أسلوب قديم جديد نحو الاستعمار والتوسع بكافة الأساليب التي تراها مناسبة لها ، وفي النهاية تمرير مشاريعها التدميرية لشعوب العالم هذا الذي يفتشون له عن تسميات مختلفة نسبة للحدث زمانا ومكان، وبالطبع تلك الدول التي ذكرتها آنفا تسمية ترفض الخنوع لسياسات الذ ، ومن هنا تقوم أمريكا في تقسيم تلك البلاد الى مناطق وفق التسمية الطائفية التي غذت بعض عقول البسطاء وتقبلوا فهمها المتخلف الجاهل لأنهم أيضا كذلك من مسوقين ومنفذين مع المزيد من الأسف ، ولكن العتب اكبر على اهل البلد والدولة التي تقتني تلك الأساليب الطائفية بتسمياتها الهزيلة ، وتفضلها على القيم والمسميات الإنسانية والآدمية ؟!!.
ومن هنا أتوجه الى كل بلد عربي بشعبه وأهله ان لا ينحني الى التزمت الديني الفاضح الذي تسوقه أمريكا والحكام العرب المأجورين والمستفيدين من ذلك، فحتى لو اضجت تلك التسميات لدولة جديدة كما يعتقدون وبعض النظر على تسميتها إسلامية ام غير ذلك، فبدون تنفيذ سياسة اسيادكم الامريكان ستفشل وتتفكك حين لن تكون خادمة لمصالحهم ؟!!
ومن اجل الهدوء والاستقرار لبناء انسان فكر وثقافة وعالم يحب البشرية، فالديمقراطية الحقيقية هي حماية الطفل والمرأة والشيخ، قبل الدعاية المضللة بكلمة ديمقراطية أمريكا التي تقتل بها شعوب العرب والأمم والانكى انها تساند دولا رجعية وديكتاتورية تقمع شعوبها ؟! فكيف يمكن ان يكون الايمان عكس الفعل؟!
تلك هي الطامة الكبرى الحاصلة اليوم لدى شعوبنا الراغبة بالاستقلال والحرية والتعبير عن الرأي الصح، ولكل من لم ينحنوا، وما زالوا في بلدهم العربية يقاتلون ويقاومون لحماية الأرض والشعب، استمروا في الدفاع عن حريتكم واستقلالكم وارفعوا هاماتكم وهامات الشعوب العربية الأخرى المقموعة ظلم وعدوان. ونحن واياكم معا على موعد محاربة الجهل والتخلف الى ان يحين قطف ثمار الامل.
اللهم أني قد بلغت..وان كنت على خطأ فيصححوني.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net