الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 22:02

ليدي- فداء طه ترسم الابتسامة على وجوه ذوي الاحتياجات

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 28/11/16 15:36,  حُتلن: 16:17

العاملة الاجتماعية فداء طه:

اعمل في بلدية كفرقاسم قسم المعارف في مجال التربية الخاصة والشؤون ومركزة المجال التأهيلي، ايضا انا رئيسة جمعية لست وحدك لدعم ودمج ذوي الاعاقات

سبب اختياري هو انني كنت ابحث عن مجال استطيع فيه رسم الابتسامة في وجوه الاخرين وبعدها كنت ابحث عن المهنة التي من خلالها استطيع الوصول الى ذوي الاحتياجات الخاصة واهاليهم

المرأة المعاقة بنضالها استطاعت ان تكسر حواجز كثيرة مثل التعليم النجاح والتألق ولكن بالنسبة للحقوق الاخرى المتعلقة بالإنسان العادي مثل الزواج وانجاب الاطفال غير موجود والمجتمع يقف حاجز منيع في وجه هذه المرأة

تبذل العاملة الاجتماعية فداء طه من سكان كفرقاسم جهدا كبيرا في سبيل رسم الابتسامة على وجه ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بالرغم من اعاقتها. فهي تضحي من وقتها من اجل كسر كل الحواجز لتصل الى الاهداف التي تصبو اليها من اجل دعم الشريحة التي تعتني بها.


العاملة الاجتماعية فداء طه

فداء شابة صاحبة كفاءات وقدرات كبيرة وهي جريئة جدا بمواقفها ولا تخشى من الصراحة، وتدعو دائما لعدم النظر على ذوي الاحتياجات الخاصة من منظور الشفقة وانهم لا يستطيعون، بل تناشد دعمهم كي ينخرطوا في مجالات عديدة داخل المجتمع دون حصرهم.

ليدي: هل لك ان تعطينا بطاقة شخصية ؟
فداء: انا فداء طه من كفرقاسم وابلغ من العمر (34 عاما) وصاحبة اعاقة جسدية منذ الولادة، واحمل لقب ثان بموضوع الخدمة الاجتماعية. اعمل في بلدية كفرقاسم قسم المعارف في مجال التربية الخاصة والشؤون ومركزة المجال التأهيلي، ايضا انا رئيسة جمعية لست وحدك لدعم ودمج ذوي الاعاقات.

ليدي: لماذا اخترت هذا التخصص؟
فداء:
سبب اختياري هو انني كنت ابحث عن مجال استطيع فيه رسم الابتسامة في وجوه الاخرين وبعدها كنت ابحث عن المهنة التي من خلالها استطيع الوصول الى ذوي الاحتياجات الخاصة واهاليهم، ولأن اعمل على تحسين حياتهم ليكونوا جزء لا يتجزأ من المجتمع ومدمجين فيه.

ليدي: ما هي ابرز الصعوبات التي تواجهك خلال عملك؟
فداء: الحقيقة الصعوبات التي تواجهني خلال عملي هو موضوع الاتاحة، مثل عدم تمني الوصول الى كل الاماكن المتعلقة بالعمل، ايضا العمل مع الملفات وامور كهذه.

ليدي: كيف ينظر المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة؟
فداء:
الامر يتعلق بأمور كثيرة، فاذا تكلمنا بالنحو العام، في كفرقاسم مثلا نرى بأن هناك احتراما ودعما كبيرين لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد لمست ذلك من خلال الدعم الكبير عند تجهيز مبنى الجمعية، وسأتطرق بعدها بشكل اوسع للجمعية وكذلك التفاعل معهم في فعالياتهم المختلفة، ولكن لو دخلنا بأمور حساسة كحقهم في الزواج انجاب الاولاد وهكذا فعندها الامور ستصبح مختلفة.

ليدي: هل تلمسين اهتماما من قبل الجهات الرسمية المسؤولة لتوفير حقوق لذوي الاحتياجات الخاصة كما يتطلب الوضع؟
فداء:
هناك اهتمام ولكن ليس بالأمر الكافي، ففي مجتمعنا للأسف الامور السياسية لها التأثير الاكبر بالقرار وليس مصلحة صاحب الاعاقة.

ليدي: هل يوجد فرق بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي بتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة؟
فداء: بالطبع هناك فرق وسرّه يكمن في النظرة لذوي الاحتياجات الخاصة. المجتمع العربي ينظر اليهم بشفقة، والشفقة بمفهومها تحمل معاني المسكين، الضعيف والاتكالي، الذي لا يتوقع منه شيء. اما المجتمع اليهودي فلديه الرحمة، والرحمة بمفهومها تعني الانسانية، الاحترام القوة والايمان بالشخص وقدراته..ايضا المجتمع اليهودي بتحمل بنفسه مسؤولية التقصير مع ذوي الاحتياجات الخاصة اما المجتمع العربي فيحمل صاحب الاعاقة مسؤولية اعاقته.

ليدي: لماذا نرى في مجتمعات اخرى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل بينما بالمجتمع العربي لا؟
فداء: الامر ينبع من نظرة او مفهوم المجتمع بان اصحاب الاحتياجات الخاصة هم مساكين فكيف لمسكين ضعيف (بمفهوم المجتمع) ان يعمل وينتج.

ليدي: كيف هي علاقتك مع ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
فداء: من خلال عملي السابق مع طلاب مدارس واجيال عديدة تمكنت التعامل بشكل جميل مع معهم ودائما لم يكن لدي اي مشكلة في ان اعطيهم المجال للسؤال والاستفسار حول اعاقتي لكي اكسر الحاجز، كذلك عملت مع اطفال في الروضات واخرها روضة التوحد، وهناك مع هذه الفئة استغرق الكثير من الوقت حتى اكتسبت ثقتهم وجعلتهم يحبونني ويركضون الي عندما ادخل الصف، لان اطفال التوحد هم الوحيدين الذين لم يروا ولم يتلفتوا الى كرسي او اعاقتي ولم يعيروني اهتمام لذلك كان التحدي الاكبر.

ليدي: هل الاهل عندما يعرفون عن وضع اولادهم يتقبلون الامر؟
فداء: اولا ان ولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ليس بالأمر السهل. لا يوجد في العالم اهالي يكونوا جاهزين لاستقبال طفل بوضع خاص، فهو خبر ينزل كالصاعقة على جميع العائلة ولا يمكن ان تعود العائلة الى سابق عهدها بوجوده بل تتغير الادوار، واذا لم تكن العائلة قوية ومتماسكة وبالذات الزوجين، ستنهار، لان هذا عبأ كبيرا يجب ان يتحمله الوالد والوالدة. بالنسبة للتقبل فهو امر نسبي فممكن لأهل ان يقول انهم يتقبلون ابنهم، فالواقع لا يظهر ذلك بل العكس، وهذا الامر يتفاوت من شخص لآخر، فهناك حالات تستمر فيها حالة الانكار ما يسبب ضررا كبيرا للطفل وتضيع فرض تقدمة.

ليدي: هل الاطر لذوي الاحتياجات الخاصة بمجتمعنا العربي تفتقر لآليات وتخصصات؟
فداء:
التخصصات والآليات متوفرة وبكثرة ولكن الاطر في مجتمعنا العربي تحمل معها رؤية المجتمع. اعود الى نفس الامر سابقا وهو ان المجتمع لا يبني للأسف توقعات وامال لذوي الاحتياجات الخاصة فهو يحمل معه منظور الشفقة وبالتالي التوقعات منخفضة ومستوى العمل منخفض. اريد ان اركز هنا على جانب هام وهو ان الاطر التعليمية وبالذات التربية الخاصة تركز على الجوانب العلاجية للطالب (صاحب الاعاقة) وتنسى الجانب التعليمي والاستقلال لأنها لا تتوقع منه ذلك لأنه ضعيف او مريض بنظرها.

ليدي: لو خيروك بتبديل مهنتك لمهنة اخرى اي مهنة كنتي ستختارين ؟
فداء: كنت اختار ان اكون طبيبة، لان هذا اول شيء حلمت به، هذا في حالة انني بدون اعاقة. اما في ظل وجود الاعاقة من الصعب علي التحديد، ولكني سأختار ان اكون محللة سياسية.

ليدي: كيف ترين وضع الاطر والمؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة في المستقبل ولماذا ؟
فداء: اتمنى ان يكون هناك تقدم وتطور كبير، وانا جدا متفائلة وارى من خلال جمعية لست وحدك ان الامل كبير ولكن المقياس سيكون اذا نجحت مؤسساتنا في ايصال طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الى مراتب من جانب تعليمي او مهني.
كذلك ارى الوعي يزداد في المجتمع واصبحوا يلتفتون الى الجوانب القوية والقدرات لذوي الاحتياجات الخاصة.

ليدي: كلمة ونصيحة توجهينها للأهل اصحاب اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
فداء: عندما اراد الله عز وجل ان يخلق الكون نادى على الشمس والقمر وقال "ائتيا طوعا او كرها"، المقصود هنا ان ولادة الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة هو امر الله وقدره، فالإكراه والحزن والغضب لا يغير شيء في الواقع ولا يعيد الطفل، ولكن لا تتنازلوا عن حقوق ابنائكم ولا تتركوها، فكيفما ترى ابنك سيراه المجتمع اذا تقبلته فان المجتمع سيتقبله.

ليدي: كيف تنظرين الى المرأة العربية ؟
فداء: لا اعلم لأي جانب تقصدين، ولكن بالعموم ان موضوع المرأة العربية مركب جدا ويحتاج لشرح طويل، فالمرأة بصفتها المربية هي التي تبني المجتمع، ومما أرى في هذه الأيام احوال نسائنا وامهاتنا لا يدعو لتفاؤل كبير، حتى ازدياد الجرائم والقتل ضدها، لكن سأركز على المرأة العربية صاحبة الاعاقة، فالمرأة المعاقة بنضالها استطاعت ان تكسر حواجز كثيرة مثل التعليم النجاح والتألق ولكن بالنسبة للحقوق الاخرى المتعلقة بالإنسان العادي مثل الزواج وانجاب الاطفال غير موجود والمجتمع يقف حاجز منيع في وجه هذه المرأة.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
366205.39
BTC
0.51
CNY