الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 08:02

عيد ويوم التسوّق/ بقلم: جميل السلحوت

كل العرب
نُشر: 06/12/16 10:06

جميل السلحوت في مقاله:

المواطن الأمريكيّ على يقين تامّ بأنّه هو الرّابح بشراء احتياجاته في ذلك اليوم

المحلات الضّخمة والتي تتبع شركات ضخمة، تقوم برفع أسعار منتوجاتها قبل هذا اليوم بنسبة محدّدة

احتفل الأمريكيون في 24 نوفمبر بعيد الشكر Thanks giving ، وهو يوم عطلة رسميّة، " ويحتفل الأميركيون بعيد الشكر الذي يطبخون فيه الديك الرومي ويحضرون فيه أيضا أطباق القرع المعسل، ومختلف أنواع الحلوى بالجبن التي لا تحضّر سوى في هذه المناسبة وعيد الكريسماس."

والمطاعم الأمريكيّة تحرص في ذلك اليوم على وجود لحم الحبش في مطابخها، وقد تناولت طعام الغداء في ذلك اليوم في مطعم فندق فاخر في شيكاغو، وقد حرص الأمريكيّون على أن يكون طبقا من لحم الحبش على موائدهم، حتّى أنّ نادلا حثّني على ضرورة تذوّق لحم الحبش بمناسبة العيد، لكنّني لم أشتجب لدعوته.

وفي هذا اليوم تخرج العائلات الأمريكيّة في رحلات إلى أماكن يمكنهم التّمتّع برؤية جمال الطّبيعة فيها، ويرتادون الحدائق العامّة للتّرويح عن أطفالهم من خلال استعمال المراجيح وغيرها ممّا يهمّ الأطفال.

ومن عاداتهم أنّهم يعتبرون أوّل يوم جمعة بعد عيد الشّكر يوما للتسّوق يسمونه "الجمعة السوداء" Black Friday وهو أكبر يوم للتسوّق في العام، حيث تقوم المحلات التّجارية بمختلف مسمّياتها ومحتوياتها بعمل تخفيضات بنسب قد تزيد عن 50% من أسعارها، وتقوم محطّات التلفزة ببثّ مباشر لآلاف الأمريكيّين الذين يصطفّون على الدّور أمام المحلات التّجارية اعتبارا من السّاعة الثّانية عشرة عند منتصف الليل، انتظارا لفتحها في الثّامنة صباحا، حيث يشترون مختلف أنواع الأثاث وأدوات المطبخ، ويشترون الملابس أيضا، ويصعب على المرء أن يجد مكانا لسيّارته في هذا اليوم أمام الأسواق التّجارية "المولات" لكثرة السّيّارات المتواجدة في المواقف التي يتّسع الواحد منها لمئات السّيّارات بل الآلاف أحيانا. وفي هذا اليوم تتضاعف مبيعات جميع المحلات بما فيها محلات البقالة.

وحدّثتني امرأة من أصول عربيّة تعمل في مجال "دراسة السّوق" في شركة أمريكيّة عملاقة، أنّها تعلم من خلال عملها أنّ المحلات الضّخمة والتي تتبع شركات ضخمة، تقوم برفع أسعار منتوجاتها قبل هذا اليوم بنسبة محدّدة، لتقوم بتخفيض لأسعارها بنفس النّسبة كتنزيلات في يوم الجمعة السّوداء، ليقينها أنّ بضاعتها ستجد من يشتريها في ذلك اليوم، لأنّ المواطن الأمريكيّ على يقين تامّ بأنّه هو الرّابح بشراء احتياجاته في ذلك اليوم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة