نوال عوض:
طاقات الطعام تحدد بسب تأثير أنواعه المختلفة سواء تلك المبرّدة أو المسخّنة على الجسد، وليس بحسب درجة حرارة تقديم الطعام
من المهم التأكد من مضغ الطعام جيدا ولفترة طويلة. إن الطعام غير الممضوغ يجعل من عملية الهضم عملية صعبة ويستنفد الكثير من طاقات الهضم
ليدي- تراكمت في الأعوام الأخيرة الأدلة العلمية التي تشير إلى العلاقة ما بين النظام الغذائي وخصوبة الرجل والمرأة. إن التغذية الجيدة تساعد على زيادة فرص الحمل، إلى جانب القدرة على الاحتفاظ بالحمل واتقاء الإجهاض المتكرر.
إن الجسم ككل يتشكل من مجموعة من الخلايا التي يعتمد بقاؤها على الإمداد المنتظم للمواد الغذائية. حيث يوفر الغذاء للأجهزة الحيوية المختلفة في الجسم الطاقة ومواد البناء وعناصر التنظيم، حيث يؤثر كل ما سبق على سير العمل في المنظومات الحيوية وتاليا على نوعية الحيوانات المنوية، والبويضات، والتطور السليم للجنين.
نوال عوض- اخصائية خصوبه وانجاب بطريقة الطب الصيني
عادات التغذية السليمة:
" المعدة بيت كل داء ، والحمية رأس كل دواء ، فأعط نفسك ما عوّدتها" - حديث نبوي. يعزو الطب التقليدي النابع من حكمة الشعوب إلى التغذية السليمة أساس الصحة وأسباب المرض. إن هذا المبدأ البسيط الذي يظهر أيضا في الطب الصيني يعتمد على كون الجهاز الهضمي يعمل في تزامن تام مع الدورة الدموية ومع عمليات الأيض النهاري والليلي.
ففي ساعات النهار، في الصباح والظهيرة، يبلغ عمل الجهاز الهضمي ذروته، ولذا فإن الطب الصيني ينصح بأكل كميات كافية في الصباح . وكذلك ينصح بتناول أغذية ثرية وثقيلة في الظهيرة على غرار البروتينات، الكربوهيدرات وغيرها، ولذلك لأن الجسد في هذه الفترة من النهار يكون قادرا على هضم الأغذية المذكورة أعلاه من دون أن يحولها إلى دهون.
فيما يلي بعض النصائح المستمدة من الطب الصيني من أجل عادات تغذية سليمة:
• من المهم التأكد من مضغ الطعام جيدا ولفترة طويلة. إن الطعام غير الممضوغ يجعل من عملية الهضم عملية صعبة ويستنفد الكثير من طاقات الهضم.
• ينبغي تناول وجبات صغيرة في فترات متقاربة. أما الوجبات الكبيرة والثقيلة التي تحتوي على أصناف كثيرة من الطعام فهي تثقل على المعدة وتطيل من عملية الهضم.
• يجب الامتناع عن تناول الوجبات في الليل، كما ينبغي الامتناع عن تناول الوجبات الثقيلة في ساعات المساء.
• ينبغي الامتناع عن تناول الطعام شديد الحلاوة والطعام المكرر، كالسكر الأ[يض والطحين الأبيض.
• إن القلق الدائم يضعف الجهاز الهضمي، ولذلك ينبغي الامتناع عنه وتجاهله قدر الإمكان.
• يحتاج كل من الدماغ والعضلات السكر مرة كل أربعة ساعات. لذلك فإن أنظمة الحمية التجويعية [الديات] على أنواعها تؤدي إلى التالي:
- تتسبب بأضرار للعضلات
- تتسبب بأضرار لنوعية المني ولكمية الحيوانات المنوية في انلطفة.
- تدمر خلايا الدماغ
- تخفض من عملية الأيض.
- تضر بالقدرة على الحمل
- تضل بعملية امتصاص الطعام وبذلك فإنها تضر بتطور الجنين لدى النساء الحوامل.
- تضاعف من فرصة حصول الإجهاض
مركبات الطعام وفائدتها في حل مشاكل الخصوبة المختلفة
البروتين:
يستخدم البروتين كمادة خام لبناء خلايا الجسم، وهي المصدر الوحيد للأحماض الأمينية التي تبني الخلايا.
يتقسم البروتين إلى مجموعتين: البروتين النباتي والبروتين الحيواني
يمكن الحصول على البروتين النباتي بشكل عام عبر تناول القطاني والحبوب والجوز، بينما يحصل الجسم على البروتين النباتي عبر تناول اللحوم الحمراء، والطيور، والأسماك، والبيض، وغيرها.
الدهون:
تعدّ الدهون مادة ضرورية لضمان عمل الجهاز التناسلي النسوي والذكري. إن مادة الكولسترول الدهنية هي المادة الأساسية التي تنتج الهرمونات المسؤولة عن العملية الجنسية، كالإستروجين، البروكسترون، والتستوسترون.
إن كمية الدهون ونوعها قد تؤثر على قدرة الخلية على الدفاع عن نفسها بشكل عام، كما تؤثر على الخلايا المنوية وخلايا البويضات بشكل خاص، وذلك لأنها تشكل المركب الأساسي لكرومات الخلية.
كما وتحتوي الدهون على فيتامينات حيوية كثيرة كفيتامين E الذي يحفظ كلّا من البويضة والخلية المنوية من التضرر بسبب ارتفاع الحموضة.
أمثلة على الدهون:
من المنصوح به استهلاك الدهون ذات الأصل النباتي كزيت الزيتون، الطحينة، الأفوكادو، إلى جانب الزيت الذي مصدره أسماك السلمون، والهيرينغ الثرية بزيت أوميغا 3، ولا ينصح بالدهون التي مصدرها اللحوم الحمراء ولحوم الطيور.
الكربوهيدرات
تعد الكربوهيدرات أيضا مركبا أساسيا في تغذيتنا، فالكربوهيدرات تمنحنا الطاقة اللازمة للقيام بنشاطات خلايا الجسم كما وأنها ذات تأثير مباشر على عمل الدماغ وعلى خلق كل من السرتونين والإنسولين.
السرتونين هو مركب هام موجود في الدماغ ويؤثر على المزاج، ونوعية النوم، والذاكرة وغيرها، أما الإنسولين فهو مركب هام مهم لموازنة مستوياة السكر في الدم، إن ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم يضر بإمكانيات الحمل والخصوبة.
إن اختيار كميات ونوعيات الكربوهيدرات يؤثر على معدلات السرتونين والإنسولين وهو بذلك يحسن من القدرة على الحمل.
ينصح أن تحتوي قائمة طعامنا على كربوهيدرات معقدة على غرار : خبز القمح الكامل، الأرز غير المقشور، الباستا، العدس الأسود، العدس الأخضر، والامتناع عن تناول الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في الطحين الأبيض والسكر الأبيض، والمشروبات المحلاة، والحلويات وغيرها.
الحديد وحمض الفوليك
يشكل كل من الحديد وحمض الفوليك عاملا هاما يساعد على الحمل وفي منع حصول الإجهاض المتكرر.
إن النقص في الحديد يشكل واحدا من أكثر حالات نقص التغذية انتشارا لدى النساء في جيل الخصوبة.
أما النقص في حمض الفوليك من جهة أخرى فهو يضاعف من إمكانيات تطور الأجنة المشوهة ويضعف من إمكانيات تطور الحمل بشكل صحيح.
الأطعمة التي تحتوي على الحديد هي كبد الطيور، اللحم الأحمر، التفاح، الأفرسيمون، السلق الأحمر وغيرها
أما الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك فهي : الخضروات الخضراء، والحمضيات، والقطاني، والحبوب
إنني أنصح النساء الحوامل أو أولئك اللواتي يخططن للحمل أن يضفن أقراص حمض الفوليك كمواد مكملة للغذاء.
الزنك
الزنك هو عنصر مهم بشكل خاص للرجال، وله دور مهم في تطوير الخصيتين.
وقد أظهرت الأبحاث وجود تحسن نوعي في نوعية الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين تناولوا مكملات غذائية على غرار أقراص الزنك. أما الأطعمة التي تحتوي على الزنك بشكل طبيعي فيه البيض، القطاني، منتجات الألبان والجوز.
الفيتامينات
إن فيتامين ج وفيتامين ي والكاروتين هي فيتامينات مضادة للأكسدة وتساعد في الدفاع عن الخلايا المنوية وعن البويضات.
إن البويضات التي تمر بعمليات تقسيم قبل الإخصاب والخلايا المنوية في الأجساد التي تتغذى بالأحماض الدهنية التي قد تتأكسد بشكل أكثر، وهذا ما قد يؤدي إلى قتل الحيوانات المنوية. ولذلك فإنني أنصح الأزواج الذين يخضعون لعلاجات إخصاب أن يدمجوا أغذية تحتوي على مواد مضادة للأكسدة. ومن ضمنها
فيتامين ي، وهو موجود بشكل أساسي في الزيوت النباتية
فيتامين ج، وهو موجود في الخضروات والفواكه الطرية كالحمضيات، التوت، الكيوي، الفلفل وغيره
الكاروتين: موجود في الخضروات البرتقالية كالجزر، القرع، البطاطا الحلوة، الخضروات ذات اللون الأخضر الغامق كالبروكولي، الكرنب (الملفوف) والخس، البقدونس، والسلاري.
التغذية الصينية والخصوبة
تشكل التغذية الصينية مركبا هاما في علاج مشاكل الخصوبة المختلفة، وسأحاول باختصار توضيح كيف تعمل فلسفة الطب الصيني عبر التغذية، وكيف يتصل الأمر في نهاية المطاف بعمليات التشخيص التي أجريها على كل متعالج ومتعالجة.
إن نوعية الطعام، بحسب الطب الصيني، هي أمر يحددها لون الطعام، وحرارته، والأعضاء التي يرتبط بها. فعلى سبيل المثال فإن أغلب الأغذية الغامقة كالفاصولياء السوداء والعدس الأسود، تقوي الكلية المسؤولة، بحسب الطب الصيني، عن منظومة الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.
وبحسب مبادئ الطب الصيني فإن كل نوع من الطعام يملك طاقاته الخاصة، حيث يمكن للطاقة أن تكون ساخنة، دافئة، محايدة، قليلة البرودة أو باردة، فعلى سبيل المثال:
- يعدّ البطيخ غذاء باردا ومليئا بالسوائل، وهو يستخدم في الطب الصيني لمكافحة ارتفاع حرارة الجسم والأمراض الناجمة عنه كنزيف الكبد والجفاف في منطقة الرحم والشعور بالحرقة في فتحة الشرج وغيرها.
- الرز والبطاطا الحلوة: يعد طعاما محايدا من ناحية الحرارة، وهذا يعني بأن هذا الطعام لا يؤثر على حرارة الجسد
- الفلفل الحار واللحم الأحمر: يعد طعاما مدفئا يمنح للمرضى الذين يعانون من البرد.
إن طاقات الطعام تحدد بسب تأثير أنواعه المختلفة سواء تلك المبرّدة أو المسخّنة على الجسد، وليس بحسب درجة حرارة تقديم الطعام.
فعلى سبيل المثال، وفي حالات يتم فيها تشخيص ارتفاع درجة الحرارة في الخصيتين، وهي مشكلة تؤثر على الحلويات المنوية وتسمى "دوالي الخصيتين" حيث تؤدي بشكل كبير إلى الإضرار بنوعية الخلايا المنوية وبكميتها، فإن الطب الصيني ينصح بعدم تناول الأغذية الساخنة كالكافائين، اللحم الأحمر، الهيل، الثوم، الزنجبيل، الفلفل الحار، وغيره، وينصح بتناول أطعمة مبردة كالبطيخ، الصويا، الشمام، السلري، الأفوكادو، والفاصولياء.