إلى جنان الخلد يا عدنان
(رثاء الأستاذ عدنان دخان من النّاصرة الذي عمل مدرّسًا في مدرسة بير المكسور سنوات عديدة.)
تعزية ومواساة من أبناء عشيرة الحجيرات في بير المكسور- عنهم الدكتور: موسى حجيرات
عدنان! يتغمّدك الباري برحمته. الكلّ يعرف أنّ في بلدتنا - بير المكسور
• لا يبكي كبارنا إلا لأمر جلل قد حصل.
• ولا تذرف الدّموع نساؤنا على رجل غريب.
• ولا تظهر الصّدمة والحيرة على وجوه شبابنا إلا لخطب قد نزل.
ولهذا أيقنّا جميعًا، شيوخًا ونساءًا وشبابًا، أنّ وفاتك، وإن كانت قدر الله هي نازلة حلّت بنا، وببلدتنا، وعشيرتنا. وهل أعظم من مصيبة الموت؟
وأدركنا أنّك منّا دينًا، وجيرةً، وأخلاقًا. وعرفنا قيمتك العظمى التي يشهد عليها بكاء كبارنا، ودموع نسائنا، وصدمة أبنائنا.
• لم تكن، يا عدنان، مجرّد عامل في مدرسة قريتنا، بل كنت ابنًا، وأخًا، وزميلًا، وكنّا نحن لك أهلًا، وإخوةً، وأبناء عمومة، فعملت في بلدتك، وعلمت أبناء عشيرتك.
• لم تكن موظفًا يأتينا وقت الدّوام فحسب، بل كنت بيننا في كلّ مناسبة وظرف. رقصت في أفراحنا طربًا، وبكيت في أتراحنا حزنًا.
• لم تكن ساعيًا لأجرة أو راتب في مدارسنا، بل كنت تسعى لتربية أبنائنا تربية صالحة، تسعى لتغرس فيهم القيم الحميدة والأخلاق الكريمة. يقينًا رأيت فيهم أبناءك، وراقبك في تربيتهم ربّك في السّماء، وضميرك في الأحشاء.
فقيدنا الغالي، أبا أشرف، فقيد قريتنا، ومدارسنا، وأبنائنا، وزملائك.
والله انّ لسان حالنا جميعًا يقول: لن نوفيك حقّك من ذكر خصالك الحميدة، وذكر أخلاقك السّامية النّبيلة، وسرد حكاياتك الطّريفة مع أبنائنا.
يا أهل الفقيد وذويه، وأقرباءه. يا أبناءه، وبناته، وإخوته، وأخواته. يا محبّيه وأقرانه. يا أهل النّاصرة جميعًا.
لا تستغربوا لِمَ لَمْ نعزّيكم بوفاة عدنان، فوالله لولا نخشى أن نشقّ عليكم لعتبنا عليكم لِمَ لَمْ تأتوا للتّعزية. فبيوتنا في بير المكسور، هذه الأيّام، كلها بيوت عزاء، وتستقبل المعزّين بفقيدنا.
مصيبتنا، نحن وإيّاكم، جلل ولكنّ الموت حقّ، والله يفعل ما يشاء.
نسأل الله الصّبر والسّلوان لكلّ من يعزّ عليه فقد عدنان.
إلى جنّة الخلد أيّها الشّهم النّبيل.