د.صالح نجيدات:
لم تعد قيمنا وعاداتنا تؤثر على سلوك الكثير من شبابنا
رسالتي الى من يهمهم الامر من مثقفينا أن لا تقفوا مكتوفي الايدي تجاه ما يجري في مجتمعنا من أحداث يندى لها الجبين من القتل والعنف المستشري
التغييرات السريعة التي حصلت ومازالت تحصل في مجتمعنا العربي في البلاد في العقدين الأخرين، والانفتاح على العالم، والثورة التكنولوجية، خلقت مشاكل اجتماعية، وولدت ظواهر سلبية كثيرة، فضعفت مكانة الاهل وصلاحياتهم، وأصبحت المدارس تعلم ولا تربي، وتزعزعت مكانة المعلم، وضعف تأثير رجال الدين، وقل تأثير الكبير واحترامه، وضعفت علاقة الابناء بالآباء، وتأثر الكثير من الشباب بثقافات اخرى التي اصطدمت وتناقضت مع عاداتنا وقيمنا، ولم تعد قيمنا وعاداتنا تؤثر على سلوك الكثير من شبابنا، فحصل نتيجة ذلك الانفلات عند البعض والزعرنات، وتجارة السلاح غير المرخص والقتل واستعمال المخدرات وغيرها من ظواهر سلبية، وللأسف هذه الظواهر لا تعالج بشكل كافي من قبل الجهات الرسمية ولا من قبل سلطاتنا المحلية وأذرعها الاجتماعية والتربوية، ولا من قبل القانون الذي أصبح لا يشكل رادعا لمن تسول له نفسه بارتكاب المخالفات والجرائم، ومن جهة أخرى، مجتمعنا مليء بالشباب المثقف وحملة شهادات الدكتوراة من أصحاب الاختصاص في مجالات مختلفة، ولكن للأسف تأثيرهم كأفراد على المجتمع ضعيف، ولا أرى عند الكثير منهم الاهتمام والانتماء القوي، والغيرة على مجتمعهم والقيام بمبادرات لتحسين الاوضاع في مجتمعهم، وهم ينظرون على ما يجري من أحداث كالمتفرج، وكأن الامر لا يخصهم، وعلى الجميع أن يدرك اننا في سفينة واحدة ومن يثقب بطن السفينة نغرق جميعا؟
فرسالتي الى من يهمهم الامر من مثقفينا أن لا تقفوا مكتوفي الايدي تجاه ما يجري في مجتمعنا من أحداث يندى لها الجبين من القتل والعنف المستشري، وانتشار المخدرات وغيرها من ظواهر سلبية، وعليكم التحرك والمبادرة لوضع خطط علاجية للمشاكل الاجتماعية المتراكمة، فأنتم العنوان ولا أحد غيركم، فهذه مسؤوليتكم النهوض بمجتمعكم وتطويره، انتم العمود الفقري لهذا المجتمع وبدونكم تنهار أسسه، فلماذا هذا التقوقع والانطواء على ذاتكم؟ لماذا لا تضحون وتقودون التغيير نحو الأفضل في مجتمعكم؟ هل تنتظرون اناس من الخارج يقومون بهذا التغيير؟ فكما قال المثل: "لا يحرث الارض الا عجولها"، ولذا اقترح اقامة اطار يضم المثقفين وأصحاب الاختصاص وأصحاب النخوة والشهامة والغيورين على مجتمعهم في كل بلدة من بلداتنا العربية بالتعاون مع السلطة المحليه، وظيفة هذا الاطار الاهتمام بالمصلحة العامة والمساعدة في حل المشاكل الاجتماعية والتوجيه والارشاد لاشبابنا الضائع لأنه كما قال المثل: "ما حك جلدك الا ظفرك".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net