رئيس الدولة متطرقا إلى العنف البلدات العربية:
"لن نستطيع اقتلاع هذا العنف من جذوره دون ثقة وتعاون كامل بين جميع الأطراف، بين قوات الأمن وتطبيق القانون في دولة إسرائيل التي من واجبها توفير الشعور بالأمن لكل مواطن، وبين القيادة العربية، السياسية والمدنية"
"كانت هنالك، وستكون، فترات عصيبة، لكننا سنستمر. سنضع لبنة فوق أخرى. إنه التزامنا، إنها مهمة جيلنا، أن نضمن لأحفادنا مستقبلا يفهمون فيه أنه لم يفرض علينا، بل قُدّر لنا، أن نعيش سويا"
استضاف رئيس الدولة رؤوبين (روبي) رفلين وعقيلته نحاما، كما في كل عام، مساء اليوم الاثنين 12 حزيران، في مقر الرئيس، مأدبة إفطار رمضانية للقيادات والشخصيات الاجتماعية المسلمة في إسرائيل. خلال الاحتفال ألقى خطابات كل من رئيس الدولة، رئيس محكمة الاستئناف الشرعية القاضي عبد الحكيم سمارة، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية سخنين مازن غنايم، والرابي حاخام دافيد مناحيم. شارك في المأدبة سفراء مصر، الأردن، تركيا وكازاخستان، قضاة شرعيون، رؤساء سلطات محلية، مندوبون عن جيش الدفاع، الشرطة ومصلحة السجون، كبار رجال الأعمال في إسرائيل، شخصيات تربوية وأكاديمية، أطباء وطبيبات.
في بداية أقواله، هنأ الرئيس الضيوف باللغة العربية والعبرية، قائلا: "إنّه لَشرَفٌ عظيمٌ لِيَ أنْ أستضيفَكُم هذا اليومَ في بيتِكُم بيتِ رئيسِ الدولةِ.""رمضان هو أقدس شهر بالنسبة للمسلمين في كل العالم"، تابع الرئيس مشددا على أهمية شهر رمضان من الناحية القيمية: "في كل المجتمعات الإسلامية، في كل العالم، يرمز شهر رمضان إلى ذات القيم الأساسية البالغة الأهمية، العائلة والمجتمع، الصدقة والاهتمام بالضعيف، الروحانيات وحساب النفس. هذه هي القيم التي بإمكان أي إنسان، وعليه، أن يتماثل معها. هذه هي القيم التي بإمكانها أن ترقى بأي مجتمع وتقرب بين المجتمعات وبين الشعوب".
وقدّم الرئيس تهنئته لمواطني دولة إسرائيل ولسفراء مصر، الأردن، تركيا وكازاخستان الذين شاركوا في المأدبة وتطرق إلى العنف في البلدات العربية: "إننا نلتقي هنا في ساعة عصيبة. يطلق الجمهور العربي في إسرائيل صرخة في مواجهة العنف المستشري في البلدات العربية وفي مواجهة تغلغل المنظمات الإجرامية التي تفني حياة الناس البريئين. أنا أتألم لهذه الضائقة الشديدة. إن الشعور بالأمن الشخصي شرط أساسي للحياة الطبيعية، لحياة في مجتمع سوي. إن مواجهة هذا الوباء العنيف هو تحدّ كبير. إنه تحدّ ملقى على عاتق الحكومة والشرطة، إنه تحد ملقى على عاتق القيادة العربية في إسرائيل. لن نستطيع اقتلاع هذا العنف من الجذور دون ثقة وتعاون كامل بين جميع الأطراف، بين قوات الأمن وتطبيق القانون في دولة إسرائيل، التي من واجبها أن توفر الشعور بالأمان لكل مواطن، وبين القيادة العربية، السياسية والمدنية. إن أمن ورفاه المجتمع هما الأمر الوحيد الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا".
"من حق الشبان والشابات التعلم والتطور، من حق أطفالنا جميعا أن يكبروا بأمان"، قال الرئيس وأضاف: "خلال محادثاتي مع المفتش العام للشرطة ومع قيادات الجمهور العربي، أشعر بالاستعداد الصادق والشجاع للتقدم إلى الأمام برغم الصعوبات، برغم التعقيد، وبرغم الماضي. من أجل بناء الثقة، علينا أن نضطر لتركيز نظرنا إلى الأمام. أن نترك جانبا الشكوك وأن نعمل سويا".
"خلال الأسابيع المقبلة، نرغب بإجراء لقاء عمل هنا، بين قيادة الشرطة وبين رؤساء السلطات العربية"، أشار الرئيس وقال: "آمل أن يشكل هذا اللقاء خطوة إضافية في بناء الثقة والتعاون. إننا مسؤولون عن حياة الناس. آمل وأدعو أن يقرب هذا التصدع الحالي بيننا جميعا لاتخاذ القرارات الصحيحة. للنهوض بالعمل المشترك، المنسق، الضروري والشامل الذي سيعيد الشعور بالأمان إلى شوارعنا وبيوتنا".
كذلك تطرق الرئيس إلى التحديات الكبري التي تواجه الطرفين، وكذلك إلى إنجازات حكومة إسرائيل في علاج الموضوع، مثل القرار رقم 922 للتطوير الاقتصادي في المجتمع العربي، والذي بُدئ بملاحظة ثماره، وقال: "إن الشراكة بيننا، يهودا وعربا من أبناء هذه البلاد، هي حقيقة أقوى من كل الرياح والأجواء الشريرة التي تهدف إلى زعزعتها. أنتم، جميعكم، وكثيرون آخرون، مفتاح أملنا، أنتم السبب بأنني أؤمن من كل قلبي أنه سيكون باستطاعتنا التغلب على التحديات التي تواجهنا. كانت هنالك، وستكون، فترات عصيبة لكننا سنستمر. سنضع لبنة فوق أخرى. إنه التزامنا، إنها مهمة جيلنا، أن نضمن لأحفادنا مستقبلا يفهمون فيه أنه لم يفرض علينا، بل قُدّر لنا، أن نعيش سويا".