الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 12:01

سطّر أنا عربي / بقلم محمد كنعان

كل العرب
نُشر: 29/06/17 09:43,  حُتلن: 09:47

محمد كنعان:

سأوجه رسالة مواساة للغتي الأم معتذراً متحسراً : لا تعاتبيهم يا أمي ؛ فأنتِ أجلُّ مِنْ عتابِ مَنْ سعى للغطرفة ومشي الخُيلاء وأوقر

لقد كانت اللغة العربية مصدر فخر لكل عربي منذ القدم ، وما عزز ذلك الفخر وزادهُ فخراً اصطفاء ربُّ الكَلِمِ للعربية على لغات العالمين 

بعضنا يتقنُ اللغات الأجنبية أكثر من أهل اللغة أنفسهم، وهذا مدعاة فخر بالتأكيد، خصوصاً حين وجود حاجة لاستخدامها، كالتعليم الجامعي، وتصفح المواقع الأجنبية، والسفر إلى بلدان تلك اللغات، ولكن ما حاجتنا إلى تداول مصطلحات تلك اللغات فيما بيننا ؟ وما هو موقف أم اللغات من ذلك ؟


لسنا بصدد المقارنة وإثبات جدارة اللغة العربية ، فكل باحث في مجال اللغات وكل مجيد للعربية وأي لغة أخرى معاً يوقن حق اليقين أنّ المقارنة بين العربية وأيّ لغة أخرى غير منصفة ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر أثبت علماء اللغة أنّ العربية تمتلك ما يزيد عن أحد عشر مليون جذر لغوي ، في حين تمتلك اللغة الانجليزية ستمائة ألف جذر لغوي ، أي أنها تمتلك رياضياً 18% من جذور العربية فقط ، وهذا يبّين أن اللغة العربية لا تحتوي قصوراً في المفردات في حال المقارنة مع من سواها، أو عجزاً في ترجمة الأفكار إلى كلمات ، فما حاجتنا إلى التباهي بـ" شَعَرْ خالتنا" ما دمنا نعلم أنه لا يشمخرُ إلاّ الوضيع ؟!

لقد كانت اللغة العربية مصدر فخر لكل عربي منذ القدم ، وما عزز ذلك الفخر وزادهُ فخراً اصطفاء ربُّ الكَلِمِ للعربية على لغات العالمين ، حينما نزّل كتابه بها ، وهو أكثر الكتب على الإطلاق فصاحة منذ نشأة الخليقة ، فما بالنا نكتب رسائلنا ومنشورات التواصل الإجتماعي وغيرها بلغاتٍ لا تضاهي ولا تشبّه بقوة أم اللغات أو جزالتها من الأساس ؟
لا ننكر أن اللغة الانجليزية هي لغة العصر ، خصوصاً أنها لغة العلم والعمل في الوقت الحاضر ، والسبب هو تراجع العرب وليس لغتهم ،ومن هذا الباب نشجع ونسعى لتعلم لغات الآخرين ؛ لمواكبة التطور والاستفادة من علومهم ، لا لأن نظهر أننا " برستيج " ومثقفون ، فبئس الثقافة إن كانت بالحياد عن طريق لغتنا الأم ، عن لغتنا الباقية ما بقي خير كتاب أنزل للناس وهو الخالد إلى يوم يبعثون ؛ لقوله تعالى :" إنّا نحنُ نزّلنا الذّكرَ وإنّا لهُ لحافظونَ " .
سأوجه رسالة مواساة للغتي الأم معتذراً متحسراً : لا تعاتبيهم يا أمي ؛ فأنتِ أجلُّ مِنْ عتابِ مَنْ سعى للغطرفة ومشي الخُيلاء وأوقر.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة