يوفق عكرمة شهاب بين تعليمه في مدرسة السلام الإعدادية في القرية وبين تعليمه الأكاديمي ونشاطه الشعبي وممارسة هواياته
رغم أن يومه يسبح في فضاء الابتكارات والدراسة والمهارات، إلا أنه لم يتجاهل ولم يترك يوما النشاط الشعبي الوطني ولا الجماهيري ولا الحزبي السياسي، إذ يعتبر من أصغر الناشطين الاجتماعيين والسياسيين في القرية
سامي العلي - راعي مشروع المواهب الجسراوية:
عكرمة واحد من عشرات القدرات والمواهب الجسراوية التي سبرت غور الإبداع في مجالات مختلفة، بقواه ومهارته الذاتية وبدعم الأهل، في ظل واقع مأساوي تعيشه القرية
شق عكرمة كغيره من المواهب الجسراوية طريقا مليئة بالعثرات والتحديات وذللها لتحقيق أمنياته وصنع أهدافه
يقضي يومه بين الابتكارات العلمية وبين الهوايات، ويحرص على ممارسة حياة اجتماعية لا تخلو من النشاط الشعبي والوطني والسياسي، رغم قلة الإمكانات وتعدد الحصارات، إذ شق طريقا من رحم المعاناة تغذيها الإرادة والطموح والإبداعات. هذا وصف جزئي لمسيرة الموهبة العلمية الفتى، عكرمة حيدر شهاب (14 عامًا)، أصغر طالب جامعي في تاريخ جسر الزرقاء، والذي التحق بالتعليم العالي وهو في الصف السابع، إذ يدرس في الكلية الأكاديمية "نتانيا"، للحصول على البكالوريوس في موضوع علوم الحاسوب والرياضيات، ضمن مساق "زهور الهايتك"، وقد سجل نجاحا في الفصل الأول في سنته الدراسية الأولى.
عكرمة حيدر شهاب
يوفق عكرمة شهاب بين تعليمه في مدرسة السلام الإعدادية في القرية وبين تعليمه الأكاديمي ونشاطه الشعبي وممارسة هواياته. ما زال في الصف الثامن ولكنه يتمتع بمهارات عديدة ومتنوعة فهو عضو فاعل في "نادي الشطرنج" في بيت الكرمة في حيفا منذ ست سنوات، وقد تنافس مع ماستر الدولة في الشطرنج، أوفير أهرون، ضمن مباراة ودية. أنهى دورة رؤساء أرهاط- مرشد كشاف، ويمارس ركوب الخيل في ناد متخصص ورياضة السباحة والكاراتيه، فهو حائز على الحزام الأخضر وحصد عدة مراتب رفيعة في بطولات الكاراتيه القطرية، فضلا عن هواية صيد الأسماك التي يعشقها منذ الطفولة.
وضع الفتى عكرمة شهاب، نصب عينيه، منذ الصغر، براءة الابتكار والإبداع ولم يتوانى عن نهل المعرفة والتعلم وخوض التجارب والمغامرات، حيث استثمر موهبته وما منحه الله من ذكاء وحكمة وعلم وأنجز ابتكارات عديدة، كان يتحفنا بها ويوثقها من خلال صفحته على الفيس بوك. ولم يتوقف عند ذلك حيث يعمل بهذه الأيام، على برمجة ألعاب تربوية سيعلن عنها لاحقا عند تجهيزها.
رغم أن يومه يسبح في فضاء الابتكارات والدراسة والمهارات، إلا أنه لم يتجاهل ولم يترك يوما النشاط الشعبي الوطني ولا الجماهيري ولا الحزبي السياسي، إذ يعتبر من أصغر الناشطين الاجتماعيين والسياسيين في القرية. انتسب لإتحاد الشباب الوطني الديمقراطي وهو في الصف السابع، ومثل الشبيبة الجسراوية بكل جدارة، عضو شبيبة فرع التجمع الوطني الديمقراطي في القرية.
وقال سامي العلي، راعي مشروع المواهب الجسراوية:"إن عكرمة واحد من عشرات القدرات والمواهب الجسراوية التي سبرت غور الإبداع في مجالات مختلفة، بقواه ومهارته الذاتية وبدعم الأهل، في ظل واقع مأساوي تعيشه القرية، وفي ظل افتقارها لأطر داعمة ومساندة، ورغم شح الإمكانات وغياب مشاريع التنمية والتطوير. لقد شق عكرمة كغيره من المواهب الجسراوية طريقا مليئة بالعثرات والتحديات وذللها لتحقيق أمنياته وصنع أهدافه."
وأضاف العلي أنّ "سبب سطوع المهارات هو خروج الإبداعات من رحم المعاناة والحصار، وإصرارها على النجاح. قريتنا فقيرة وتعاني وضعا اجتماعيا صعبا وقلة موارد وميزانيات ناهيك عن سياسات الخنق والتمييز والظلم والعنصرية، ونجاح شبابنا وطلابنا وتألقهم في بيئة وظروف صعبة ومحبطة وخانقة، بحد ذاته إنجاز نفخر ونتعز به، ودليل لكل شبابنا وأهلنا أن لا مستحيل إذا تسلحنا بالأمل والإرادة والإيمان بقدراتنا ومهاراتنا. نحاول من خلال مشروع المواهب اكتشاف القدرات وتنميتها بالإمكانات المتوافرة لدينا، إعلاميا وشعبيا والأهم من ذلك دعمها معنويا، ونواصل نشاطنا بشموخ وإخلاص".