الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 07:01

احمد ناطور يهنئ العالم الاسلامي

العرب
نُشر: 31/08/08 18:37

تهنئة سماحة القاضي أحمد حسن الناطور – رئيس محكمة الاستئناف الشرعية، للعالم الإسلامي بحلول شهر رمضان الفضيل.

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّد الخلق أجمعين، وعلى صحبه الغرِّ الميامين، لقد هيّأ الله نفوس المؤمنين لفريضة الصوم في قوله جلَّ شأنه:
} يا أيُّها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون {.
وجعلها أقوى العبادات تأثيراً على الإنسان بقلبه وقالبه، فهي حرمانٌ مشروع، وتأديبٌ بالعطش والجوع، وخضوعٌ لله تعالى وخشوع، ظاهرٌ حكمُها العناءًُ وباطنُه الرحمة، تورِث التواضعَ وتصقل النفسَ وتُكسبها شِيَمَ الصبر والاحتمال، فيعيَ الإنسانُ أن انقياد الطبيعةِ للعقل فيه كمالٌ للعقل.
يتحول الإنسان في الصوم من عملية ملء البطن إلى ملء الروح ويتفرَّغ لعبادة خالصة هي سدٌ بين العبد وربِّه لا يدخلها رياءٌ أو تظاهر وبها يُكفِّرُ العبد عمَّا فعَل.



جاء في الحديث القُدُسي، عن علىٍّ كرَّم الله وجهه، أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال، يقول اللهُ عزَّ وجل :
} كلُّ عمل اِبنِ آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به {.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"من صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه. ومن قام ليلة القدرِ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه."
إنه شهر رمضان، غُرَّةُ الزمان، اختصَّه الله بإنزال القرآن وفَرض فيه على الناس الصيام، ليفتح عليهم أبوابَ فضله. قال عليه الصلاة والسلام :
"قد أظلَّكم شهرٌ مبارك، شهرٌ كُتِبَ عليكم صيامُه، شهرٌ جعل الله صيامه فريضةً وقيام ليله طوعاً، من تقرَّب فيه بخصلة من خِصال الخير، كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضةً كان كمن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهرُ الصبر، والصبر ثوابه الجنَّة، وشهرُ المواساةِ وشهرٌ يزدادُ فيه في رزق المؤمن".
وقال أيضاً :
"الصومُ نصفُ الصبر، والصبر نصفُ الإيمان".
إنه مجمع الخير كلّه، يلتصق فيه الصائم بأمر ربه ويؤديه ويبتعد عمَّا نهى وحرَّم. هو شهر الصفاء والنقاء والعزوفِ عن اللغو من خلالِ عبادة خالصةٍ بين العبد وربه، تُقوّي المؤمنين في دينهم ودنياهم.
ولمَّا كان الصومُ جهاداً فردياً في سبيل الله، فإنه ينبغي أن نعيَ فيه درساً جماعياً، فنُصَّفي القلوب ونُكثِر العطاء والعمل ونوطِّد أواصر المحبة والتواصل والتراحم في مجتمع صحِّي راقٍ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من لم يدع قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامه وشرابه".
وما بلغ المسلمون ذرى المجد والعزة في أي حين، كما بلغوها في رمضان، بتلك الأرواح المؤمنة المصقولة الزكيَّة.
ولمّا كان هذا الشهر شهر التواصل والتكافل، فإنني أدعو الأهل في الخط الأخضر ليُساندوا أهلنا فيما وراءه، في الضفة الحبيبة وفي غزة هاشم، بالمال والمؤن ليغلبوا شقاء محنتهم، فيعبرون شهر صوم إلى رحمات الله ورضوانه، كما أدعو تجارنا الذين أنعم الله عليهم; للرفق بالعباد في أسعار الحاجيات، فيعملون على الحط من الأسعار لتكتمل فرحة رمضان في قلوب المسلمين.
وإنني إذ أتقدم من الأمة الإسلامية بعطر التهاني بقدوم شهر الخير والبركات، فإنني أدعو الله ليوفقها ويأخذ بيدها فيجمع كلمتها على ما يحب ويرضى لتعود إلى صناعة التاريخ بعد طول غياب وتتبوأ مكانتها الحضارية التي بها تليق، إنه ولي التوفيق.
نسأل الله عز وجل، أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، ويجعلنا من عُتقاء هذا الشهر الفضيل، وأن يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية والعربية وقد هدأ البال وحسّن الحال، إنه على ذلك لقدير وبالإجابة جدير.

وكل عام والجميع بخير

 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
295290.30
BTC
0.52
CNY