المتنبي في البيان:
تناول البروفيسور فايسمان في معرض محاضرته، تاريخ بداية الدعوة الإسلاميّة، دور النبيّ في تثبيت أركانها، تداول الخلافة من بعده كالراشديّة فالأمويّة، العبّاسيّة والمملوكيّة فالعثمانيّة
الفكر البشريّ؛ حين يتحرّر و يخرج عن التقاليد لا يستطيع أن يحتفظ بطابع اليقين على أيّة صورة- علي وردي
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مدرسة المتنبي في حيفا جاء فيه ما يلي: "استضافت المتنبّي منتصف الأسبوع المنصرم، ضمن فعاليّات الصالون الأدبيّ، الأكاديميّ والمحاضِر الجامعيّ بروفيسور إسحاق فايسمان، المختصّ بالإسلام السياسيّ والحركات الإسلاميّة المعاصرة، وذلك لإلقاء محاضرة تناول فيها الخلافة الإسلاميّة منذ عهد النبيّ محمّد حتّى ظهور تنظيم داعش".
المحاضِر الجامعيّ بروفيسور إسحاق فايسمان
وأضاف البيان: "افتتح مدير المدرسة المربّي رائف عمري الندوة مشدّدًا على ضرورة صناعة معلّم واعٍ ومثقّف، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمجتمعه فكريًّا، ثقافيًّا وتربويًّا ومن أجل هذا الهدف السامي تمّ استحداث صالون المتنبّي الأدبيّ، صالون من خلاله تستضيف المتنبّي أكاديميين وأدباء وأصحاب تجارب مُلهمة ومميّزة وذلك لمحاورة عالمهم، تقريب وجهات النظر المختلفة وتناول مواضيع شتّى من شأنها أن تشحذ الذهن لتبني استراتيجيّات نقديّة مغايرة".
وتابع البيان: "تناول البروفيسور فايسمان في معرض محاضرته، تاريخ بداية الدعوة الإسلاميّة، دور النبيّ في تثبيت أركانها، تداول الخلافة من بعده كالراشديّة فالأمويّة، العبّاسيّة والمملوكيّة فالعثمانيّة وصولًا لتداول فكرة الخلافة من بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى وانهيار الإمبراطوريّة العثمانيّة والحراك السياسيّ-الفكريّ الذي تبنّته الحركات السلفيّة المعاصرة وآليّات وأسباب تطوّره وميله نحو الجهاديّة. فُتحت أبواب الأسئلة على مصراعيها عقب المحاضرة متطرّقة لربط ظهور تنظيم داعش مع مظاهرات "الربيع العربيّ"، الصور الإستشراقيّة لمفهوم الخلافة والخليفة الحاكم وسماحة الإسلام، بيّن البروفيسور فايسمان في الختام الفروقات الجوهريّة بين التوجّهات الدينيّة-الحسّيّة والتوجّهات العلميّة-البحثيّة".
واختتم البيان: "يُذكر أنّ بروفيسور فايسمان، محاضر أكاديميّ مرموق، محاضر كبير في قسم دراسات الشرق الأوسط والإسلام في جامعة حيفا، اهتمّ بأبحاثه الأولى بالإسلام في سوريّة من الصوفيّة حتّى ظهور السلفيّة، لاحقًا تناول الإسلام في الهند وزار العشرات من الدول الإسلاميّة المختلفة ووثّق ذلك بمعرض أكاديميّ، مؤخّرًا ترتكز أبحاثه حول التيارات السلفيّة المحافظة التي تتبنّى الفكر الجهاديّ-التكفيريّ محاولًا بذلك تفسير التحوّل الجوهريّ من فكر سلفيّ-معتدل-ليبراليّ تمخّض عن مثقفين مسلمين عاصروا أواخر القرن التاسع عشر محاولين الملاءمة بين الحضارة الغربيّة وسماحة الإسلام وطريق السلف، إلى فكر يُلوّح لاحقًا بعصا التكفير والقتل. نهج المتنبّي؛ تحرير العقل من أوهامه والفكر من هفواته لتنتقي سبل التقدّم والإصلاح... معًا نكتب حكاية المتنبّي... "من يكتب حكايته يَرِثُ أرض الكلام ويملك المعنى تمامًا" إلى هنا نصّ البيان.