المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي:
لم يحقق أي طرف فوزا واضحا من الحل العسكري العقيم، ولكن الخاسر هو الشعب السوري الذي كلفت أعوام الصراع في بلده حياة مئات الالاف من الأشخاص
أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يوم الجمعة، نزوح 11.7 مليون شخص داخل سوريا وخارجها بسبب النزاع، الذي يقترب من دخول عامه الثامن، معتبرا أن ظروف المدنيين داخل البلاد "أسوأ من أي وقت مضى".
وقال غراندي في مؤتمر صحافي خلال زيارة للبنان اليوم بعد زيارة مماثلة إلى سوريا :"لم يحقق أي طرف فوزا واضحا من الحل العسكري العقيم، ولكن الخاسر هو الشعب السوري الذي كلفت أعوام الصراع في بلده حياة مئات الالاف من الأشخاص".وتابع أن الحرب "أجبرت 6,1 مليون شخص على مغادرة منازلهم داخل سوريا و5,6 مليون لاجىء على البحث عن ملاذ آمن في الدول المجاورة في المنطقة".
وفي منتصف آذار (مارس) الجاري يدخل النزاع الدموي في سوريا العام الثامن.وأضاف غراندي أن "هذه الحرب تسببت بمعاناة إنسانية هائلة، وقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع المدمر لأجل البشرية".واعتبر أن "الظروف التي يواجهها المدنيون داخل سوريا أسوأ من أي وقت مضى، حيث يعيش 69 في المائة منهم في فقر مدقع".
وأوضح أن "نسبة العائلات التي تنفق أكثر من نصف مدخولها السنوي على الطعام ارتفعت إلى 90 في المائة، في حين أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت ثمانية أضعاف كمعدل مقارنة بمستواها قبل الأزمة".وأكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين أن "المفوضية وشركاءها يبذلون ما في وسعهم لتوفير مواد الإغاثة للأشخاص الذين يحتاجون إليها داخل سوريا، ولكن إمكانية الوصول إلى السكان في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها لا تزال غير ملائمة على الإطلاق".
ودخلت 13 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية اليوم إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق كانت لم تستطع إفراغ حمولتها ضمن قافلة من 46 شاحنة دخلت الإثنين الماضي إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة المسلحة بسبب القصف.واعتبر غراندي دخول هذه القافلة "تطورا مرحبا به".
وأكد أن "المفوضية وغيرها من الجهات الانسانية على أهبة الاستعداد لتوفير مواد الإغاثة الضرورية لمئات آلاف الأشخاص من ذوي الاحتياجات الهائلة العالقين داخل الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق المحاصرة في البلاد".وبسبب النزاع في سوريا يعيش ملايين اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق ويعيق الوضع الأمني عودة هؤلاء إلى بلادهم.
وقال غراندي إن الوضع الخطير داخل سوريا "يبدد آمال ملايين اللاجئين السوريين (..) الذين يحلمون بالعودة إلى بلادهم عندما يصبح الوضع آمنا".وتابع أنه "نظرا إلى شراسة القتال في بعض المناطق السورية لايزال اللاجئون خائفين من العودة".
وأضاف "أن المفوضية تجري استعداداتها للمساعدة في العودة، ولكن يتعين تحسين الوضع الأمني بشكل كبير قبل أن تصبح العودة ممكنة".ويعيش غالبية اللاجئين السوريين في الخارج "تحت خط الفقر"، حسب غراندي.وطالب المسؤول الأممي بدعم البلدان المضيفة للاجئين، قائلا إنه "يتعين علينا ألا ننسى التأثير القائم على المجتمعات المستضيفة في البلدان المجاورة والأثر الذي تركته أعوام من العيش في الخارج على اللاجئين".
ورأى أنه "في ظل غياب الحل السياسي للصراع يتعين على المجتمع الدولي تكثيف استثماراته في البلدان المستضيفة".وأطلقت وكالات الأمم المتحدة ونحو 270 منظمة غير حكومية شريكة في ديسمبر الماضي خطة الاستجابة للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات للعام 2018 وقيمتها 4,4 مليار دولار لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة، حسب غراندي.ويزور غراندي لبنان في الوقت الحالي، حيث اجتمع مع مسؤولين بارزين في الحكومة، وجال على بعض مخيمات النازحين السوريين في لبنان.ويستضيف لبنان قرابة مليون و850 ألف نازح سوري على أراضيه، بينهم نحو مليون مسجلين على لوائح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.