الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

كفى اعتداءات على المعلمين/ بقلم: عوض حمّود

عوض حمّود
نُشر: 25/03/18 13:05,  حُتلن: 17:11

عوض حمّود في مقاله:

المعلم ايقونة وهو نبع العطاء والتضحية ويجب الحفاظ عليه، ولكن للأسف الشديد أنّ نسبة كبيرة من المجتمع لا توفيهم حقهم أو حقوقهم الذين يستحقون

الاعتداءات المستمرة على المعلم أو المعلمة أو المدير كما حصل مؤخرا في قرية البعنة هو عمل وقح وفظ ومرفوض كليا 

ما يقدمون عليه بعض الأهالي من اعتداءات متكررة على هؤلاء الأخوة المربين في حرمة مدارسهم وأمام طلابهم انما هو وصمة عار في جباههم ولن يغفر لهم لا المجتمع ولا التاريخ

"قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" - أمير الشعراء أحمد شوقي.
"من علمني حرفا كنت له عبدا" - علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
المعلم ايقونة وهو نبع العطاء والتضحية ويجب الحفاظ عليه، ولكن للأسف الشديد أنّ نسبة كبيرة من المجتمع لا توفيهم حقهم أو حقوقهم الذين يستحقون. علما أن هؤلاء الجنود هم درة الاستثمار لصالح أبناءنا و بناتنا وهؤلاء الأخوة هم الذين يضعون اللبة الأولى لمستقبل الأبناء في شتى مجالات التخصص والتعلم. فلماذا هذا الاستمرار بالاعتداءات عليهم من بعض الآباء و الأمهات؟

أعتقد أن مواصلة مثل هذه الاعتداءات بحق أسرة المعلمين هي جريمة بحقهم وخاصة على هذا النبع الأصيل الذي يرتوي من تدفقه بالعطاء والخير أبناؤنا وبناتنا على مر الأجيال المتعاقبة ومنذ بزوغ شمس هذا الكون. فمن منا يستطيع انكار لهذا الدور أو لهذا الفضل الكبير الذي لا يساويه فضل الذي تبذله وتقدمه أسرة المعلمين بالاضافة أيضا لكل هيئات التدريس في مدننا وقرانا بكل مراحل التدريس والتعلم فعطائهم هذا لا ينقطع أينما كانوا وأينما وجدوا و في أي بلد كان صغيرا أم كبيرا في مدينة أو قرية.

إنّ الاعتداءات المستمرة على المعلم أو المعلمة أو المدير كما حصل مؤخرا في قرية البعنة هو عمل وقح وفظ ومرفوض كليا وكما ذكر في بعض الصحف العربية وذلك زاد الطين بلة أن مجهولون قاموا باطلاق النار على بيت المدير بعد يومين من الاعتداء عليه. وإنّ هذا الأمر في غاية الخطورة ويستحق الشجب والاستنكار بأشد العبارات وهذا العمل المشين ليس ما يستحق المعلم من مكافأة من قبل بعض الأهالي.

إنّ هؤلاء لا يعيرون للمعلم قيمة و ما يقدمه من بذلا و عطاء لمصلحة كافة الطلاب دون تمييز. ان هذا التصرف و هذا السلوك اتجاه المعلمين لم يعد يطاق ولا يحتمل وهذا مما يدل على مدى الجهل المطبق من قبل البعض من الأهالي. ان هذا السلوك الفاجر لا يحتمله عقل انسان أو بشر ذات لسان ينطق. و أعتقد انه يجب ان يكون العكس تماما من حيث احترام المعلم و دوره وأصبح واجب و فرض عين على الجميع لما يعطيه المعلم خلال سنوات خدمته في سلك التعليم. وأعتقد ان النسبة الأعظم منهم تزيد عن نصف عمره في هذا المسار. المعلم والمعلمة في المعنى الشمولي للكلمة، المدير و جميع هؤلاء الأخوة متمثلا بكل كادر التدريس. هؤلاء الأخوة الجنود هم ايقونة هذا الشعب و العكازة الأصيلة و المتينة التي نتوكأ و نستند اليها لتربية و تعليم فلذات أكبادنا من البداية وصولا حتى الجامعة و هم السياج الحقيقي لأبناء هذا الشعب وذلك منعا لغول الأمية و التخلف و هبوط بدرجة كبيرة من الوعي السياسي و الاجتماعي و الثقافي الذي نحن بأشد الحاجة اليه كما هي حاجتنا لاستنشاق الهواء لاستمرار الحياة. الا تحسون و لا تشعرون بمدى النقص الخطير بمستوى ثقافتنا ووعينا الاجتماعي السائد في وسطنا العربي أيها الآباء و الأمهات الجهلة الذين تقوموا باعتداءاتكم على أيقونة هذا الشعب؟! أين ضمائركم و أين احساسكم واين ذهبت مسؤوليتكم تجاه هؤلاء الجنود الذين نعتمد علي حمايتهم وسهرهم لهذه الأجيال الصاعدة وذلك بتسليحهم بالعلم و المعرفة و هذا هو الهدف المنشود.

أي شعب بلا علم ولا معرفة يصبح شعبا ضائع هائم في البراري كالقطيع ونهايته الهلاك و الضياع. انما ما يقدمون عليه بعض الأهالي من اعتداءات متكررة على هؤلاء الأخوة المربين في حرمة مدارسهم وأمام طلابهم انما هو وصمة عار في جباههم ولن يغفر لهم لا المجتمع ولا التاريخ. انسيتم أيها الناس تقدير و تبجيل الشعراء العرب عندما قال أمير الشعراء احمد شوقي : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد أن يكون رسولا, ما اعظم هذا الشكر و الامتنان للمعلم. هل هذا القول في غير مكانه وأنتم الأصح أيها المعتدون؟! وعليكم أن تحاسبوا انفسكم و تعتذروا لمن اعتديتم عليهم ربما هذا الاعتذار يطفئ ولو بالشيء القليل من روعهم وغضبهم و اعادة لهم الاعتبار!! وقولا اخر اسيقه لرجال عظماء كعلي ابن ابي طالب طيب الله ثراه عندما قال: من علمني حرفا كنت له عبدا. فهل من اتعاض؟؟ أتمنى ذلك. 

من هنا اعتقد، أولًا، أن على لجنة المتابعة لجماهيرنا العربية ان تدرس امكانية اعلان الاضراب الشامل في وسطنا العربي وذلك تضامنا مع المعلم في يوم هي تحدده و يتناسب مع معطيات الظروف و الواقع المحلي و ذلك احتجاجا و رفضا مطلقا لما يتعرض له المعلم من اعتداءات اصبحت روتينية في وسطنا العربي للأسف.

ثانيًا، أن تتم دراسة من قبل لجنة المتابعة امكانية تكريم المعلم يوم عيدا سنويا أسوة ببقة الايام الوطنية و الاجتماعية التي يتم احيائها سنويا. وعلى سبيل المثال كيوم الأرض الذي نحيي ذكراه الثاني و الاربعون من اذار 2018و اقول عاش يوم الأرض الخالد لأنه أصبح عيدا وطنيا راسخا في ضمائر شعبنا و كل القوى الوطنية الأخرى في أرجاء العالم و الى جنات الخلد أيها الشهداء الأبرار لأنكم أفضل الناس و سطرتم بدمائكم الزكية أنصع صورة للبذل و العطاء لهذا الشعب.

ثالثًا، وهنالك أيضا عيد للأم الذي يتم احياءه و الاحتفال به سنويا بكل 21 آذار من كل العام وذلك تكريما للأم و الأخت و البنت ولكل الأحباب فالمعلم و المعلمة بالتأكيد أيضا هم جزء هام جدا و أساسي من نسيج هذا المجتمع العربي و يستحقان عيدا خاصا بهم يتم احياءه و الاحتفال به قطريا كما هي الأعياد التي ذكرت لان هذه الأيقونة من أبناء شعبنا يجب أن تكرم و يحتفى بها سنويا و الحفاظ عليها و على بقائها رغم عن كل من لا يرغبون ذلك.

ديرحنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة