الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 02:01

بشار عودة وأيمن الأسد... ثنائي يحب الرقص على الدم السوري/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 11/04/18 11:47,  حُتلن: 13:16

أحمد حازم في مقاله:

الأمر الأكثر غرابة، أن أعضاءً في القائمة المشتركة اعترضوا على أقوال عودة فيما يتعلق بالشراكة مع ميرتس، ليس لأنهم ضد الشراكة كما يبدو، ولكن لأن عودة لم يقم بالتنسيق معهم

العالم كله يتحدث عن مجزرة الكيماوي في مدينة دوما، وأيمن عودة لا يصدق رغم التقارير والأدلة وأقوال شهود عيان وصور الضحايا والفيديوهات

قبل تشكيل القائمة المشتركة، كثيراً ما كنت ألتقي الشيوعي أيمن عودة في مقر اللجنة القطرية للسلطات العربية خلال اجتماع معين أو خلال مؤتمر صحفي، وفي بعض الأحيان كنا نتحدث مع بعض على انفراد في موضوع الساعة. وذات مرة قلت له: "بتعرف يا أيمن أنا أتوقع أن تصبح في الإنتخابات القادمة عضو كنيست" ففتح ذراعيه رافعاً رأسه إلى فوق قائلاً: "الله يسمع منك... وسأفعل ما لم يفعله الغير". وهذا ما حدث، بمعنى أن أيمن عودة نجح في انتخابات الكنيست عام 2015 وصدقت توقعاتي. وبعد انتخابه رئيساً للقائمة المشتركة، بسبب ظروف معينة، شعرت بأن أيمن أصبح له جناحين يحلق بهما في الأجواء وكأنه لم يصدق أنه أصبح (الرجل الأول) في القائمة المشتركة.

وقد صدّق أعضاء هذه القائمة بأن قائمتهم هي نتيجة وحدة وطنية شعبية وهي قائمة تحالف وطني. لكن الحقيقة هي أن القائمة المذكورة كانت ولا تزال قائمة مصالح سياسية، رأت النور صدفة بفضل قرار نتنياهو رفع نسبة الحسم.

وقتها قلت في نفسي: ما الذي يستطيع هذا "الرفيق" أن يفعله فلم أجد جواباً، لأن أيمن ليس مخيراً في نهجه السياسي بل مسيراً حسب برنامج حزبه أي "الجبهة". لكن أيمن عودة عمل بالفعل ما لم يعمله أي عضو كنيست آخر. فعلى سبيل المثال، وحسب تقارير محلية، اقترح أيمن عودة تشكيل جسم يساري ديمقراطي مع حزب ميرتس بقوله:" إن "هدفي في الأشهر القادمة هو بناء معسكر ديمقراطي في إسرائيل، وأعتقد أنه يجب علينا وعلى ميرتس معا إقامة المعسكر الديمقراطي في الدولة".

هذا الإقتراح لم يتقدم به بالفعل أي عضو كنيست عربي، لكن أيمن عودة أراد أن يثبت مبدأ الجبهة التي ينتمي إليها وهو" التعاون العربي اليهودي". وهذا التعاون ليس بجديد، فالتاريخ يقول ــــ والتاريخ لا يكذب ـــــ أن التعاون ظهر واضحاً منذ العام 1948. وبما أن أيمن عودة يمثل "النهج السياسي الأحمر" يعني نهج الشيوعية، فلا بد من التذكير بأن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان سباقاً في بناء دولة إسرائيل، وكان هناك بالفعل تعاون عربي (شيوعي) يهودي.
صحيفة "هآرتس" نشرت تحقيقاً قي (09/05/2006) أشارت فيه "إلى صفقة الأسلحة التشيكية الضخمة التي قدمت لإسرائيل في العام 1948، بإيحاء من الإتحاد السوفييتي والتي كان لها الفضل في حسم المعركة لصالح قيام دولة إسرائيل، وأن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان له دور كبير في التوصل إلى هذه الصفقة التي ساهمت في حسم مجريات الحرب لصالح قيام إسرائيل". وبما أن أيمن عودة رضع حليب الشيوعية سياسيا وترعرع على مبادئها وأفكارها، فاقتراحه بإقامة نحالف مع ميرتس ليس مستغرباً، لأنه يأتي في إطار التعان العربي اليهودي الذي تنادي به الجبهة.

الأمر الأكثر غرابة، أن أعضاءً في القائمة المشتركة اعترضوا على أقوال عودة فيما يتعلق بالشراكة مع ميرتس، ليس لأنهم ضد الشراكة كما يبدو، ولكن لأن عودة لم يقم بالتنسيق معهم. والسؤال الأكثر استغراباً، لماذا لم يستنكر أعضاء الكنيست العرب ما أعلنه عودة عن موقفه من مجزرة دوما التي ارتكبها النظام السوري باستخدام الكيماوي والتي أودت بحياة المئات. موقع صحيفة "معاريف" نشر تصريحات لأيمن عودة في هذا الصدد، أكد فيها: "أن الأسد ينتقل من انتصار الى انتصار ولا اصدق أنه قصف بالكيماوي".

العالم كله يتحدث عن مجزرة الكيماوي في مدينة دوما، وأيمن عودة لا يصدق رغم التقارير والأدلة وأقوال شهود عيان وصور الضحايا والفيديوهات التي بثتها منظمات الإغاثة والإسعاف الطبي والجمعية الطبية السورية الأمريكية، (وهي منظمة إغاثية طبية تعمل في الخطوط الأمامية لإغاثة المحتاجين خلال الأزمات)، المعلومات المتوفرة تفيد بأن "مراكز طبية في سوريا استقبلت أكثر من 500 حالة لأشخاص يعانون من صعوبة في التنفس وتخرج من أفواههم رغوة وتفوح منهم رائحة الكلورين" . كما أن اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، أكد مقتل 150 شخصاً في الهجوم الكيماوي وأن العدد في تزايد.
كل هذه البراهين لا يصدقها أيمن عودة، بل يصدق كذب الأسد وكذب روسيا الداعمة للنظام السوري. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لفلسطيني متزن عقلياً أن ينفي ارتكاب نظام الأسد لمجازر بالكيماوي ضد الشعب السوري مع وجود براهين وأدلة على ذلك؟ ولذلك من الصعب الإقنتاع بوجود حس إنساني في قلب كل من يدعم نظام الأسد. وعلى ما يبدو فإن بشار عودة وأيمن الأسد ثنائي يحب الرقص على دم الشعب السوري.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

 

مقالات متعلقة