د. منصور عبّاس:
كنّا نكتب عن المشتركة دفاعا عنها امام خصومها، ومن يتربصون بها ويريدون تفتيتها
اليوم نكتب عن مشروع المشتركة امام من يستهدفون الإجهاض على فرصتها، من داخلها بقصد وبغير قصد، أو ربما لأنهم يبحثون عن مشاريع أخرى، تعبر عن حقيقة أجندتهم وبرامجهم وقناعاتهم
اذا كانت الطريق الى "وحدتنا الوطنية المزيفة" تمر على اشلاء اطفال سوريا، وأجساد نسائها الممزقة وجماجم رجالها المرضّخة، فلا خير في وحدة وطنية مزيفة، لا تحفظ للفلسطيني إنسانيته ومصداقيته، وهو يقارع ويقاوم الحركة الصهيونية الغاصبة لوطنه وأرضه
عجبا لمن يخطب ودَّ الجمهور الاسرائيلي الصهيوني، ولا يراعي حتى مشاعر وآلام غالبية جمهوره العربي الفلسطيني، الذين يَعتبرون أن من يُقتلون في سوريا، هم أبناؤهم وإخوتهم وأهلهم في الدين والعروبة والإنسانية
تحت عنوان "عناوين من جوار البيت الحرام" كتب د. منصور عباس القيادي البارز في الحركة الإسلامية منشورًا على صفحته على الفيسبوك تطرق فيه الى تصريحات النائب ايمن عودة رئيس القائمة المشتركة الأخيرة التي ادلى بها مؤخرًا بما يتعلق بموقفه من الحرب في سوريا ودعمه للنظام السوري ورئيسه بشّار الأسد، مشيرًا (أيمن عودة) الى انه غير مؤمن بكون الجيش السوري استخدم الصواريخ الكيماوية في حربه ضد الثوار.
د. منصور عباس
وقال د. منصور عبّاس الذي يتواجد في الديار الحجازية المقدسة لأداء فريضة العمرة مع والديه في منشوره:"كنّا نكتب عن المشتركة دفاعا عنها امام خصومها، ومن يتربصون بها ويريدون تفتيتها، واليوم نكتب عن مشروع المشتركة امام من يستهدفون الإجهاض على فرصتها، من داخلها بقصد وبغير قصد، أو ربما لأنهم يبحثون عن مشاريع أخرى، تعبر عن حقيقة أجندتهم وبرامجهم وقناعاتهم. اذا كانت الطريق الى "وحدتنا الوطنية المزيفة" تمر على اشلاء اطفال سوريا، وأجساد نسائها الممزقة وجماجم رجالها المرضّخة، فلا خير في وحدة وطنية مزيفة، لا تحفظ للفلسطيني إنسانيته ومصداقيته، وهو يقارع ويقاوم الحركة الصهيونية الغاصبة لوطنه وأرضه والتي نكبت شعبه".
واضاف د. منصور عبّاس:"عجبا لمن يخطب ودَّ الجمهور الاسرائيلي الصهيوني، ولا يراعي حتى مشاعر وآلام غالبية جمهوره العربي الفلسطيني، الذين يَعتبرون أن من يُقتلون في سوريا، هم أبناؤهم وإخوتهم وأهلهم في الدين والعروبة والإنسانية . أما آن لمن يتاجرون بالسياسة، أن يدركوا، اننا نبكي منذ سنين نكبة شعبنا في شام العروبة والإسلام. نحن لا نستجدي تعاطفا ولا مواقف سياسيا ترضينا، ولكنّا نرفض ان تكون منابرنا الوحدوية منصة لمواقف خارج دائرة المُجمع والمتفق عليه. ان تغليب خطاب الفرقة والتنازع سيجعلنا نتبعثر ولن يبقى من جماعتا الوطنية الا اشلاء ممزقة. وما الضفة وغزة عنا ببعيد".
وتابع د. عبّاس:"لسنا عبيدا الى الدرجة التي ستبقينا أمد الدهر أسرى ثنائيات الهيمنة والاستعمار والاستكبار الامريكي الروسي، ومن جديد السعودي الايراني، مع وضد الأنظمة المستبدة الفاشلة، مع وضد جماعات التكفير والتخوين . لنا خياراتنا وطريقنا العابر من قيمنا وأخلاقنا الى احلام شعوبنا بالحرية والكرامة والاستقلال والحكم الرشيد. بصمات الجرائم الامريكية وحليفتها موجودة في كل نكبة وحرب ضد شعوبنا العربية ، ان تدخلها خلال السنوات الماضية أجهض ثورة شعب سوريا وحرمه من فرصته للحرية والكرامة. واليوم لا ننتظر من أمريكا ترمب ضد سوريا الا جرائم وعدوانا جديدا يضاف الى رصيدها المعروف".
واضاف:"كثيرة من الأطراف تغتر في تعاملها مع الحركة الاسلامية بسبب تغليب الحركة الاسلامية لغة الحوار الهادئ والخطاب الوحدوي والبعد عن النزاع والشقاق ، فأرجو ان لا تغتروا بهذا الخلق الرفيع والاسلوب الحضاري والانساني.أقف حائرا أمام هذا التاريخ الطويل لصناعة الفشل والنكبات والنكسات والهزائم بأيدينا، دون ان نتعلم الدرس ونعي العبر ونستخلص مكامن الفشل والخذلان".